\" معرض الكتاب ومتغيرات العصر \" تعيش بلادنا العزيزة نهضة علمية كبرى سريعة الخطى تتمثل فيما يبذل على العلم والمكتبات والمؤسسات العلمية وقد بذل الكثير لتشجيع كل الحركات الثقافية الهادفة إلى إحياء التراث ووجود علاقة حتمية بين نهضة التعليم من جانب ونهضة الحياة الثقافية بصفة عامة والأدبية بصفة خاصة من جانب آخر أمر لا يختلف عليه عاقلان ، ولاشك في أنها علاقة تأثرية إيجابية . انه أمر رائع أن نحضى في المملكة بمعرض دولي للكتاب والأهم أن يكون له تواجد على الساحة الثقافية العالمية وليست العربية فقط. وأعتقد أن الأخوة المنظمون يسيرون على الطريق الصحيح فهي المرة الأولى على ما أعتقد التي يتم فيها تسليط الضوء على معرض للكتاب في المملكة بهذا الشكل الموجود كما أن تخصيص موقع للمعرض على شبكة الانترنت بلغات عالمية يحتوي على خدمات ومعلومات وارشادات واضحة سيكون عاملاً فاعلاً للتواصل مع هذا الحدث. ولكن تبقى الرقابة أمراً هاماً في منع دخول الكتب العقائدية والملوثة التي طالما إنتظر الاعداء ان يكون دخولها رسميا وتحت عين الرقيب وأن يتم نقل تفاصيل هذه الكتب والتوصية بالاستفادة منها في المشهد الثقافي في المملكة من خلال صحافتنا المحلية والعالمية التي تنظر للسعودية انها وجبة صحفية دسمة . ونكرر أن معرض الكتاب حدث يستحق المتابعة ولكن يبقى أن يكون هناك عين ثالثة تجاه كل ما يدخل وما يخرج من المعرض من كتب عقائدية بائدة وتاريخ مزيف وروايات ساقطة والاهم ان يتعليم شبابنا طرق ووسائل القراءة الجيدة وكيفية اختيار الكتاب الجيد التي تجعله باحثاً ومثقفاً واعياً بدلاً من الإنشغال بإنتقاء مايجب قراءته وما لا يجب فلا مانع من أن يقرأ الشاب الكتب بكل حرية شرط أن تكون حاظرة في ذهنه العقيدة الصحيحة والعادات والقيم ليكون بحق قارئا بسم ربه الذي خلق .. فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في عصره ( إن من المسلمين من لو شكك في دينه لشك ) هذا في زمنه زمن قوة الإسلام واهله ويقول هذا الكلام فكيف بزمننا هذا الذي تهيمن فيه القيم والأفكار الغربية الكفريه والمغلفة بإغلفة منمقة والكثير من المسلمين ليس لديه المناعة الفكرية التي تحميه من اللوثات والتسممات الفكريه التي تصيب الكثيرين من أبناء المسلمين. ونكرر أننا لا نريد أحد كان من كان أن يثير الفوضى بالتحريض على سياسة الدولة الإعلامية والمطالبة بالانفلات بدعوى حرية التعبير ولو سلمنا أن رفع الرقابة مطلب فهناك طرق مشروعة لذلك ولا يتم ذلك بتأجيج المكتبات بالكتب المخالفة وإثارت الناس وتهييجهم او الخروج على سياسة الدولة الإعلامية التي رسمها ولاة الأمر وفقهم الله والمستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . هذا ما تيسر ذكره مما علق بالذهن ذلك حفظا للواقع وبيانا للحقيقة وكشفا للشبهة ... سدد الله الخطاء وبارك في الجهود والله من ورى القصد ،،، اخوكم عبدالله بن عبدالرحمن سليمان العايد [email protected]