هناك أمراض الجسد التي تعالج بالطب وبأنواع الدواء وقد يصل الأمر إلى بتر بعض الأعضاء كحل أخير لبعض الأمراض التي يخشى انتشارها ولكنها في الواقع تبقى أمراض الأجساد التي ربما صاحبها يعيش سعادة نفسيه عميقه وتكون أرواحهم عوضا عن أجسادهم التي مزقها المرض الأجساد , الأرواح ومالفرق ؟ الأجساد قد تغنيها راحة الأرواح ولكن يستحيل العكس!! انتشرت أمراض هي في الحقيقه قديمه وهي تتعلق بأمراض الأرواح إن صح التعبير وقد غابت عن مجتمعاتنا المحافظه فتره ليست وجيزه ومن ثم عاودت الظهور بقوه بل وهاجمت المجتمع بأسره ولم تفرق بين صغير و كبير ولا أعلم هل هي حرب على أقوى فئه عمريه وهي عمر الشباب اللذي هو عليه البناء والعطاء ؟؟؟ ولانستثني منهم فوق سن الاربعين ؟؟؟ فوالله وجدناهم على ذلك الداء ولا حول ولاقوة الا بالله ... والعجيب في الأمر أن هذه الأمراض لم تعد تختبيء في جلباب صاحبها بل أصبحت علماً يرفرف به كل من ينتمي إليه وبكل ثقة وكأنه على صواب ! وعلى هذا أصبح لزاما عليهم تغيير بعض المسميات الدينيه المعروفه لدينا إلى مسميات أتت من الغرب اللذي هو من ساعد في انتشار هذا الوباء الخطير ومن مسمياتهم ( توب ) و ( بوتوم ) قد يندهش البعض أنني وإن كنت مغرما بالقراءة والاطلاع والبحث في مايتعلق بهذا العصر أو بسابقه إلا أنني لم أقرأ أو أسمع عن هذه المصطلحات الغربيه الغريبه ؟؟؟ وإن نعتنا أحدهم بوصفه الديني اللذي يستحقه لتعالت عنده وكبرت في نفسه أن ننعته بمثل هذا ولكن حقيقة الأمر هو كذلك رضي أم سخط وماأحزنني فعلاً أنه لا يظنه بلاء أبتلي به فحسب أو كبيرة ارتكبها بل نجده يقول ( أنا هكذا خلقني ربي فلن يعاقبني ) ولننظر كيف احتظنه الشيطان في جلبابه وزين له سوء فعله وأخيرا وعده أنه لن يعاقب بما أنه مخلوق هكذا ... معادله غريبه ليس لها حل لديهم .... نحن مسلمون نعي ونعلم خطورة هذا الأمر وانتشاره في الآونه الأخيره وهو حقيقة ليس منها مناص بل جننت لما التقيت بأحدهم ممن يسمي نفسه ( بوتوم ) وتناولت الحديث معه وهو لايظنني إلا احدهم ولولا كذلك لصعب علي لقائه وأخبرني بمواقع يجتمعون بها لا يجلس بها إلا من هو على شاكلتهم بل في أحد أحياء منطقة الرياض قابلت هذا الشخص في أحد محلات القهوه ( كوفي شوب ) وعند جلوسي معه أخبرني أن هذا المكان لايعتاده إلا من هو منهم ؟؟؟ فما أن أخبرني حتى وضعت الشماغ على هيئه ( اللطمه ) فسألني لم ؟ فأجبته بأن الجو ( بارد ) وفي ذلك المكان قد لاحظت الأجانب هم أغلب من يرتاد تلك المواقع أكثر من العرب !!! وأخبرني أيضا بأنهم على اجتماع اسبوعي في مخيمات ضواحي منطقة الرياض وأنهم على خطر ومخاوف من رجال الدين ( هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) وقد استنتجت من حواري معه أنهم يتفاخرون بينهم بهذا الفعل بل وصل الحد إلى أن بعضهم قد يضع( الماكياج ) على وجهه في مثل هذه المخيمات !!! ثم سألت هذا الشخص إن كان هو يضعه على وجهه فأجابني باندهاش ( احنا عيال حمايل ماتوصل نسوي كذا ) لا أعلم ما معنى ( عيال حمايل ) في قاموسه العجيب ؟؟؟ وإن عدنا إلى أسباب مثل هذه الظاهره فهي قد تكون معلومه لدى البعض وأغلبها الفقر المقحط أو الثراء الفاحش أو أمور نفسيه وطبيه وهرمونيه لها أهل الاختصاص وقد سمعت البروفيسور طارق الحبيب يقول : أن المريض إذا أتى إلينا وهو يشتكي من مثل هذه الظواهر فإننا نقوم بعمل فحوصات طبيه متخصصه منها فحص الهرمون الذكوري لديه وأيضاً فحص الهويه الجسديه لدى المريض ومن ثم نقرر إن كان يحق له العيش كأنثى أو كرجل ؟؟؟ وهذا كلام بروفيسور في الطب النفسي ولم يقل كذلك إلا من الاقبال الكبير على عيادته لطلب العلاج لإنه مرض وإن استساغته النفس البشريه فتره إلا أنه يهتك بالروح والجسد والدين معا وقد يقول بعض هؤلاء أن المشكله تكمن في الهرمون الذكوري ليهم وقد يكون معدل هرمون التستوستيرون قليل أو معدوم وهذا مجال في الحقيقه ليس بمجالي لكي أبحر فيه .... ولكن الله سبحانه وتعالى لم ينزل داء إلا وأنزل معه دواء فقد ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء. وفي صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله : لكل داء دواء فإذا أصاب دواء الداء برأ بإذن الله . وهو سبحانه أعلم بخلقه من خلقه ولكن نحن أمة دين وفكر وثقافه ويجب علينا تغيير الفكر قبل محاربته وكما أن هناك جمعيات لمكافحة التدخين وهي خيريه أيضا تكون هناك جمعيات ذات سريه تامه وتكون أيضا خيريه ومالمانع في هذا ؟؟؟ وتجتمع كلها تحت مظلة الجمعيه الخيريه لمكافحة الأمراض أو تحت أي مسمى آخر يراه أهل الاختصاص لا يتضح إلا لمن سأل عن العلاج وتشمل التدخين وغيرها من بعض الأمراض التي لم تجد من يحتويها وتجمع هذه الجمعيه أطباء نفسيين وعلماء شرعيين وتتحمل الدوله تكاليف كل هذا ويكون التواصل مع المريض بوسائل العصر الحديث وهي( اونلاين ) أو حضور المريض وذلك حسب الرغبه وأنا أثق والله انهم ليجدوا الاقبال الكبير عليهم بشكل يثير الدهشه وذلك لأن الغالبيه منهم لاتزال بذرة الخير فيهم ... ولا عجب ممن لن يرضيهم هذا المقال لأنهم لايرون سوى الحرب على هذه الفئه و كذلك الصواب ولكن هل ستنتهي هذه الحرب بالوصول إلى تغيير الفكر ؟؟؟ أم إلى قمع الفكر وسوف يعاود الانتشار بالباطن كسوس النخل الأحمر الفتاك حتى يسقط المجتمع ؟؟؟ سلطان الحسني [email protected]