حينما يصرخ الناس \" والدفاع مدني \" لا مجيب ، وحينما يستضيء سكان بعض أحياء جدة بالفانوس الذي يعمل بالديزل ! ويجذبون الماء بواسطة الدلو ! وحينما تشهد أنوف السيارات على الفساد .. ينكشف عمق الخلل إذن ، الخلل ليس هو المحزن في الأمر . المحزن حقا هو ما وراء الخلل . غياب الدفاع المدني وعدم استطاعتهم إنقاذ ( كل ) المتضررين في أحياء جده الذين أغرقتهم السيول ، وتأخر عودة التيار الكهربائي لأكثر من 48 ساعة ، وإثبات الطبيعة بما لا يدع مجالا للشك لحجم الفساد المالي والإداري في مدينة جده . رجال الدفاع المدني بذلوا ما في وسعهم من جهد وطاقة بشرية وآلية ولكنهم لم يستطيعوا \" ولن يستطيعوا \" تغطية كل الأحياء المتضررة والمنكوبة معا وفي وقت واحد بسبب العدد المحدود للأفراد والمعدات ، وهنا يبرز السؤال : العاطلون عن العمل في كل مكان ، والإمكانات المالية قادرة على توفير أفضل المعدات وآليات الإنقاذ في كل حي من أحياء المدين استعدادا لأي طارئ ، هنا يحضر ماء الواقع ويبطل تيمم التتبرير ؟! الكهرباء .. وما أدراك ما الكهرباء .. شريان العصر .. تعاني من أزمة كانت وراء تأخر انقطاع التيار الكهربائي من أول ( رشة مطر ) وتأخر عودة التيار الكهرباء ، فحينما تقسم شركة الكهرباء أحياء المدينة ( لا حظ أحياء وليست مؤسسات الحكومية أو شخصيات ) إلى قسم أساسي وقسم ثانوي ، أحياء القسم الأول لا ينقطع عنه التيار الكهربائي حتى لو كان على حساب القسم الآخر وأحياء القسم الثانوي أو غير الأساسي أو بالأصح غير المهم تكون الصيانة فيه على مهل ، ليس هذا فحسب بل معظم أسباب الأعطال ( فنية ) وليست تقليدية أو طارئة . ( ارتكاز ) السيارات على \" أنوفها \" في شوارع جده يكشف حجم الفساد واستفحاله وليس فقط وجود الفساد ! تركي الأكلبي [email protected]