حينما نعود بالذاكرة إلى الوراء حيث التاريخ المشرق لمحافظة عنيزة كما هو الوطن العزيز فإننا نقرأ في صفحات تاريخ عنيزة جانباً مهماً أسس لمرحلة حاضرة في يومنا هذا ، إنه الجانب التعليمي لهذه المحافظة الزاهية . لقد كان التعليم في عنيزة صورة مشرقة أستطاع أن ينجب الكثير من الرجال في مختلف التخصصات وراحت عنيزة تزهو برجالها الأفذاذ الذين صعدوا هرم المسئولية في هذا الوطن ، وحينما نعدد نماذج من تلك الرجال فإننا نشير هنا إلى رجالاً قدموا عطاءاتهم لهذا الوطن الكبير على سبيل المثال لا الحصر ، الدكتور عبدالعزيز الخويطر ، والدكتور عبدالرحمن الشبيلي ، والدكتور سليمان السليم ، والمهندس عبدالعزيز الزامل ، والدكتور عبدالعزيز العوهلي ( وكيل وزارة النقل ) ، معالي الأستاذ عبدالله النعيم .. وغيرهم الكثيرون . وفي مجال العلم الشرعي كان فضيلة العلامة عبدالرحمن بن سعدي وفضيلة العلامة الشيخ محمد العثيمين رحمهم الله جميعاً نماذج مضيئة وعلماء أفذاذ كان لهم حضورهم المميز في الفقه والشريعة . كل ذلك أعطى مؤشراً على أن التعليم في عنيزة أنطلق في بداياته بقوة وقدم لنا هذه النماذج وغيرهم الكثير ، وكان التعليم في عنيزة ممن يشار له بالبنان . واليوم بدأت مرحلة جديدة في تعليم عنيزة بشقيه البنين والبنات ، فالأخطاء تكاثرت والخلل بدأ واضحاً واتفق تعليم البنات في عنيزة مع شقيقه تعليم البنين في ضعف شخصيته وشخصية من يقود المركبة ، ودخلت عليهم عناصر أضحت تتحكم في مصير التعليم في عنيزة للميل به نحو الانهيار ، وهي لا تفقه من مقومات العمل الإداري الحد الأدنى منه وظهرت على السطح عناصر جاهلة في الإدارة وفنونها تحرك قرارات التعليم في عنيزة بل وتتسلق عن جهل للوصول إلى أهداف شخصية ونوازع ذاتية . وبهذا يتجه التعليم في عنيزة إلى السقوط والإنهيار . والأمر هنا لا يحتاج إلى عصا سحرية لتعديل ما يمكن تعديله وإنقاذ المركبة من الهلاك أو سقوطها في مستنقع الغرق . التعليم في عنيزة يعيش بشقيه البنين والبنات داخل بوتقة مظلمة قد تنطلق به سريعاً ناحية المجهول . إن التعليم في عنيزة لا يحتاج إلى مظاهر براقة أو مكاتب جذابة تستهوي الألباب وتتفاخر عناصرها بالكراسي الجلدية الفخمة دون أن يكون هناك إدارة واعية وقرارات صحيحة .. فهل ننقذ المركبة من الإنهيار .. وللحديث بقية .. سليمان علي النهابي عنيزة