منذ فجر الرسالة الإلهية إلينا نحن البشر والتي بعث الله بها محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم,ليخرجنا من الجهل المطبق على عقولنا,لما وراء الظاهر لنا,وليخبرنا أن هنالك عالم,بل عوالم,وأكوان لاندركها بحواسنا البسيطة ولانعرف كنهها ولانحيط بشيئ من علمها,إلا بما شاء لنا الله,وبقدر ماتستوعبه عقولنا الضعيفة,والفقيرة لأدوات الإكتشاف للماوراء القشرة,ويعلمنا أن هنالك حياة أخرى سنحياها بعد أن تتحرر أرواحنا من رابط الجسد الذي تنتقل الآن خلاله وحين خروجها منه فإنها ستحيا حياة أخرى ,ولكن بلا إرادة كما هي الآن, في هذا الحياة التي نسميها (دنيا) وحين نزل قول الله تعالى(يسالونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج,وليس البر بان تاتوا البيوت من ظهورها,ولكن البر من اتقى ,واتوا البيوت من ابوابها ,واتقوا الله لعلكم تفلحون)وحتى اعتمادنا على القمر في السنة الهجرية القمرية في بداية ونهاية شهورنا,وحتى عصرنا هذا الذي كثرت فيه الكتابات الممجوجة ,والساخرة ,حول الهلال وتحري رؤيته,وحتى يومنا هذا أيضا ونحن مع مطلع كل شهر تنتابنا مخاوف عن تحري رؤية الهلال,مع علمنا أننا في أيدي أمينة علينا جدا كأمنها على أنفسها بل ربما أكثر,وخشيتها علينا كخشيتها على أنفسها من النار. ولكن لابد من تحري الهلال,وخاصة في الأشهر الحرم وشهري شعبان ورمضان.كما أمرنا الله وكما هي التقوى التي ذكرها في الآية الكريمة.وقد يحدث لغط وكلام وفرقة في الرؤية بين الدول الإسلامية وما ذلك إلا بسبب فرقتهم السياسية,فلو أنهم كانوا بلدا واحدا مجتمعين على كلمة واحدة لما حدث مايحدث من اللغو الذي لافائدة منه والذي ينتهزه أعداء الأمة في النيل منها وقد نالت هي من نفسها ,قبل أن ينال منها غيرها.وفي الحقيقة أن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن جلي وواضح في الفصل في هذه القضية,وهو في صحيح مسلم.ويروى عن ابن عمر رضي الله عنهما (عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا وهكذا وعقد الإبهام في الثالثة والشهر هكذا وهكذا وهكذا يعني تمام ثلاثين )وعن ابن عمر رضي الله عنهما )عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين) وفي نظري ورأيي أن المسألة واضحة وعلينا فقط ترتيب أمورنا بحيث نضبط شهورنا كما في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.صحيح إن المسألة تقوى لله ولكن وفي رأيي إن ضبط الأشهر بهذه الطريقة غير مخالف للحديث ولاللتقوى,بحيث نحسب أيام شهر ثلاثين وأيام الشهر الذي يليه تسعة وعشرون وبهذا تحل الإشكالية فإن لم تفلح فلنعتمد سهيل مقياسنا للسَنَة وبهذا نحل اشكاليتنا الفلكية على الأقل وننظم مواعيد اجازاتنا المدرسية,لنعرف مواقيت محددة لبداية ونهاية السنة ولطوالع الفصول وغيرها من شؤون وظواهر الحياة اليومية التي تهم الانسان وتنظم وقته وتفك أسره من الحيرة التي تنتظره في مطلع هلال كل شهر..كل عام وأنتم بخير,قرائي الأعزاء,وإلى لقاء. نورة الخاطر