تركيا .... هي نظام مركب من ديمقراطية عسكرية تحكم بواجهة إسلامية وسعت دول كثيرة لإنجاح هذه التركيبة لتكون نموذج للإسلام العلماني الذي يقبل الجميع... وبكافة توجهاتهم وسلوكياتهم ....بل نجحت بعض القوى الدولية في فرض هذا النموذج على العسكر الترك.... وربما ساعد انحسار أهمية تركيا للغرب بعد عودة أوروبا الشرقية ووجود دول موالية في البلقان خرجت عن الحلف البائد وارسو وأصبحت بديلا عن تركيا...... بعد هذه المرحلة وما تلاها من أحداث أقرت بعض القوى المؤثرة في العالم بأن النموذج المقبول في العالم الإسلامي هو النظام التركي وعلى الجميع التكيف داخليا من الناحية الفكرية والاجتماعية مع هذا النموذج ولعل ما تقوم به بعض القنوات الإعلامية من تمازج بين مختلف توجهات المجتمع في قناة واحدة نجحت في جمع كل هذه المتناقضات لتجعلها ضمن نسيج اجتماعي مقبول عبر سنوات.... والسؤال المطروح الآن هل النموذج التركي هو ما يجب أن نكون عليه أو بالأحرى هل أصبحنا قريبين من هذا النموذج .... كما تشهد بذلك مجتمعاتنا الخليجية والعربية..... هذا النموذج الذي أصبح قريب منا بعد النجاح الكبير في تسويقه و تكوين قاعدة شعبية له من خلال مسلسلات تركية أحدثت صدى سواء كنا مؤيدين لها أو معارضين أم أنه سيكون مجرد سحابة صيف كما حدث للمسلسلات المكسيكية تلك الظاهرة التي أقلقت الكثيرين ولكن المجتمع تجاوزها وبأقل الأضرار..... و لكن هناك ما يدعم هذا النموذج فدول الخليج مثل الإمارات وقطر والبحرين هي تحاكي النموذج التركي ومنذ سنوات فهل قيمنا هذا التحول خلال السنوات الماضية وكيفية التعامل معه وتهيئة المجتمع .... أم ستظل مثل هذه القضايا تدور في حلقة نقاش إعلامي أو تشكيل لجان لن تنتهي إلى شيء.... إننا بحاجة إلى دراسات اجتماعية ومراكز بحث متخصصة ليكون لنا نموذجنا الخاص والذي يتواكب مع كل هذه المتغيرات وهذا التقارب الدولي حتى في الأمراض... إننا أمام مراحل متلاحقة ولازلنا نبحث عن نموذج يجعل من قيمنا وهويتنا جزء من ثقافتنا وليس من شخصيتنا ... والتي ننزعها بمجرد ركوب الطائرة ...... كل صيف يمر بنا تجد أننا نفقد من هويتنا الكثير فالأزدواجية لم تعد تسترنا في الخارج لأن العالم أصبح يرانا في الداخل والخارج... فكروا معي هل ننتظر النموذج التركي أم نصنع بأنفسنا نموذجنا الخاص وبدون تعصب وتطرف من الجميع .... إلى ذلك الحين ستظل أيها الوطن حب وعطاء..... سلطان بن فيصل السيحاني