أتت حلقة التطوير من البرنامج الرمضاني الشهير ( طاش ) ملامسة للجرح وللواقع الذي يعيشه تعليمنا اليوم بل لن أكون مخطئا إذا قلت أنها شخصت واقعنا بشكل مذهل ففي هذه الحلقة أجاد معدها المميز جدا ( يحيى الأمير ) في تصوير مناهجنا والواقع الوهمي الذي يتكرر على مسامعنا عاما بعد عام ألا وهو رصد ميزانيات ضخمة من أجل تطوير مناهجنا وعمل لجان تطويرية وهي في حقيقة الأمر لا تعدو كونها كلام إنشائي مستهلك مل منه الجميع فالمناهج هي المناهج منذ بدء التعليم لدينا حتى هذه اللحظة وطريقه تعيين العاملين في التعليم طريقة تقليدية تخضع لمزاج شخص أو شخصين على الأكثرية مما نتج عن ذلك ظلم للغير وتأخر في التعليم فأصبحت مخرجات تعليمنا هشة مكررة لا تستطيع مجاراة متطلبات العصر الحديث ( عصر السرعة والتقدم والثورة الصناعية ) والسبب في ذلك أننا بدأنا ولا زلنا في نقطة البداية لم نبرحها والسبب الخوف من التغيير نعم ففوبيا الخوف مازالت تطاردنا ففي كل تغيير يطالب به أصحاب الاختصاص تجد هناك من يقف ضد هذا التغيير معللا ذلك بأنه تغريب للمجتمع ومسح للقيم سبحان الله نرفض التغيير الذي سيجعلنا نتغلب على مشاكل البطالة والمرض ونواكب العالم في الصناعة والتقدم ولا نرفض التطفل على الغير في مركبنا وملبسنا ومنازلنا ومستشفياتنا . فمشكلة من يقف في وجه التغيير لا تخرج عن أمرين إما أنه شخص ليس لديه ثقة في نفسه أو مجتمعه وهذا الشخص يجب أبعاده على الفور عن أي عمل أو منصب يتعلق بمصير أجيال وإما شخص نفعي أناني لا تهمه إلا مصلحته فلا يستطيع أن يصرح بذلك حتى لا يُكتشف أمره فتجده يتعلل بالدين ليكون له مخرجا متناسيا أننا ولدنا ونشأنا وتربينا على قيمنا وثوابتنا الدينية التي لن نسمح لا أحد أن يتطاول عليها . لكن الواقع الآن يحتم علينا الاستفادة من الغير حتى نتقدم ونتطور ونعتمد على أنفسنا وإلا ما الفائدة من منهج درسه الجد ومن بعده الأب ثم الحفيد بصورة مكررة وطبق الأصل ونغفل عن الجانب الذي قد يجعنا بعد مشيئة الله أمة رائدة نصدر للعالم الحضارة لا أمة ضعيفة تتلقف كل ماينتجه الغير في حالة انبهار متناسينا عمدا أنهم بشرا مثلنا والسبب الخوف من التغريب وطمس العادات والتقاليد التي لم ينزل الله بها من سلطان . نايف العتيبي كاتب سعودي [email protected] [email protected]