الحرب هذه الأيام مشتعلة ودقت طبولها للإجهاز على المناهج الشرعية .. دعوا مسألة الأشخاص "المؤلفين " واتركوا عنكم العبارات المنتقاة بين السطور أو زلات التعبير فالسبب الحقيقي يكمن في خطورة هذه المناهج في غرس القيم والفكر والتثقيف لدى شرائح الشباب لذا عدت المناهج أشد خطورة من غيرها!! .. وقد برز السؤال الكبير في الصحف من يؤلف هذه المناهج؟ وسؤال آخر يقول: لمن تؤلف هذه المناهج أهي لسعودية الأمس أم لسعودية اليوم؟!! واتخذت الحرب أشكالا عدة فهوجمت (الوزارة) وباتت في قفص الاتهام إذ أن هناك وزارة خلف الوزارة!! وصار تأليف المناهج بيد (المتشددين) .. واستلت فقرات من بين الأسطر لبيان أن المناهج تعلم الكراهية !! قلت : وعند التأمل في مناهجنا وجد أنها "متشددة" بالفعل وأنها تعلم الإرهاب على أصوله!!!! وأنها جامدة لا تساير واقعاً ولا تحابي طائفة ولا حليفاً! وأنها عقبة كأداء في وجه التنمية واللحاق بركب الأمم!! وإليكم الحجج والمبررات لنسف هذه المقررات!! هذه المناهج متهمة بإقامة الحواجز بين الجنسين وتجريم الخلوة والاختلاط والالتقاء بين الخليلين في عصر يفترض أن تهب فيه رياح التغيير (ولو بالقوة) ونسيمها العليل على المجتمع ، ما المانع أن يلتقي الطالب والطالبة ويتدارسون بينهم ؟؟ ما المانع أن تجلس الموظفة في غرفة مديرها فهو زميلها وولي أمرها في العمل !! ولو اصطحبها لتناول ما لذ وطالب في المطاعم فما المانع طالما الشبهات بعيدة!! والنية طيبة!! وهذه المناهج أقفلت الطريق لذا لابد من غربلتها وتغييرها!! هذه المناهج تعلم الكراهية ضد الآخر تصور تقول لك السلام خاص بالمؤمنين!! .. لا والمشكلة أن تستشهد بالآيات التي تحث على التحريض!! لذا ينبغي تنقيتها ولابد من حذف الآيات والأحاديث .. مشكلة كبيرة "أوي أوي" أن تعلم الطلاب على كراهية الآخر .. فالآخر لو صفعك على خدك الأيمن فأدر خدك الأيسر لتتلقى صفعة أخرى أهم شيء "ما يزعل" الآخر!! والآخر الذي لا نريد إغضابه اغتصب أرضنا وشرد أهلها وسيطر على الثروات وتدخل في خصوصياتنا بل إنه يمد يده ل(إسرائيل ) عدوتنا لكن لا يهم .. فنحن في عصر العلم والتسامح!! عليكم يا سادة التأليف أن تتجنبوا ما يغضب الآخر أو يمس شعرة من شعراته!! لأنكم ستحرجوننا أمام الملأ وتسوغون للآخر العزيز أن يهاجم المسلمين؟!! هذه المناهج تعلم الدارسين أن الخمر محرمة وأن الربا لا يجوز!!! يا أخي الخمر مسألة شخصية من أراد أن "يفللها" فهو حر!! ومن أراد أن يرابي فالبنوك مفتوحة!! الخمر التي تتحدثون عنها تغير اسمها صارت (مشروبات روحية)!! إيش المشكلة لو تعاطيتها ونسيت همومك!! فمادام أن الاسم تغير فالمناهج تتحدث عن قديم ولا جديد لديها يناسب العصر!! هذه المناهج تعطي الرجل اليد الطولى للاستيلاء على المرأة تحت ذريعة (المحرم)!! والقوامة!! يا أخي "العاقل" ما المبرر لوجود هذه المصطلحات اليوم؟ كانت في الزمن الغابر حينما كان السفر على الإبل أما اليوم فاختلف الوضع!! ثم لم تشككون في المرأة هذا الكائن الحي!! ثم عقدتم الأمور فالبنت لا تتزوج إلا بموافقة الولي ، ولا تسافر إلا بموافقته!! مناهجنا لا تناسب وضع اليوم فالمرأة مسؤولة عن تصرفاتها ولا بد من استقلاليتها فحتى المنظمات النسائية تسعى جاهدة لفك العلاقة بين الرجل والمرأة تأتون أنتم بهذه المناهج لتدحض هذه الاتفاقيات وتجهض هذه المؤتمرات .. غيروا مناهجكم وأعيدوا النظر في هذه العلاقات!! هذه المناهج تنص على طاعتك لولديك!! ماذا لو كان "الأب" حجر عثرة أمام طريق التقدم للأبناء نعم بعض الأبناء يريد (طريق الحرية) ، قد تتشوف البنت لطريق (العصرنة) ماذا لو سلك الولد دروب "الدشرة" والبنت تهوى عالم (الغزل) إنها حرية شخصية والأب أو الأم يقفان بالمرصاد وربما ثقافتهم وتعليمهم من تعليم العصور الوسطى!! والمناهج تقول لك عليك الطاعة .. لابد من السعي الحثيث لتحرير الأبناء من قيود الآباء!! لذا غيروها ...!! هذه المناهج تحث على طاعة الحكام والقيام بواجب الدفاع عن الوطن العزيز .. وهذا أمر يتعارض مع مطالب الإصلاح فاليوم كل الضيوف الذين تفتح لهم وسائل الإعلام بمناسبة وبدونها يكيلون السب والشتم لبلادهم ويتذمرون من أنظمتها!! ويطالبون بإلغاء جهات حكومية!! ويقولون بملأ الفم لا يستطيعون التكيف للعيش في المجتمع !! لذا لابد أن تكون المناهج مراعية لمطالب التخريب عفواً قصدي مطالب التغريب!! وإلا لكان حالنا حال "حليمة" التي عادت لعادتها القديمة!! أتريدون التطور ومناهجكم تعارض؟ هذه المناهج متهمة بتوقير العلم والعلماء .. وضع عشرة خطوط تحت العلماء أي علماء يا رجل؟ فهؤلاء العلماء لا يعرفون إلا منطق "الحيض والنفاس"!! وليس لهم دراية بأمور الدنيا!! ثم أنت في عصر الاستقلال استقل بقراءاتك الخاصة للقرآن والسنة وافهمها بفهمك فليس هناك كهنوتية في الإسلام!! هل تريد الفهم بلغة السابقين؟!! لكل عصر رجاله! وهؤلاء العلماء يقفون في طريق التنمية!! ويحاربون الجديد!! ثم تأتون في مناهجكم وتقولون أمة لا تقدر علماءها لا خير فيها!! غيروا هذه الطريقة فليس لهؤلاء وصاية على المجتمع!! هذه المناهج هي متهمة بنشر الثقافة الشرعية .. والناس اليوم لم يعودوا يحتاجونها ، الناس تهوى ثقافة الأغاني!! والرقص!! عصر الاتصالات والدردشات!! عصر ثقافة البلاك بيري والسوبر ستار!! فما حاجة الشباب اليوم إلى هذه المناهج لو تعلموها أما يمكن أن يطلقوا (الفضائيات) بالثلاث!! وعندها يخسر رجال الأعمال الذين استثمروا في هذه القنوات!! لو تعلموها ألا يمكن أن يحدث مشكلات مع الآخرين عن طريق النصيحة والأمر بالمعروف!! فيقف بعض الطلبة المتخرجين حجر عثرة أمام التغيير ومطالب الإصلاح !! عدلوا هذه المناهج !! هذه المناهج تذكر أن عمل المرأة ممكن بشروط وضوابط!! في ذمتكم احد فاضي لهذه الضوابط؟؟؟؟ المرأة نصف المجتمع وتعطيل عملها تعطيل للحركة وقد ثبت أن تعطيلها سبب من أسباب التخلف وتذيل القائمة بين المجتمعات!! اتركوا المرأة تعمل .. أي ضوابط تتحدثون عنها عقلها في راسها!! لتعمل (كاشيرة) ولتعمل جنبا إلى جنب مع الرجل !! وعلى الوزارة المسؤولة عن قطاع العمل والشباب الالتفات إلى بطالة البنات فهي أهم من بطالة الشباب فالشاب مل منه الناس وصار مصدر قلق للمجتمع ، لكن البنت حرام ما تعمل ، عيب أن لا تجد قوت يومها!! يجب توفير وظائف لها ولو بمصادمة أعراف المجتمع!! ولو غصباً عن أنظمة البلاد .. أليس هذا إصلاحاً وتغييراً؟؟ هذه المناهج قلبت المعاني والمصطلحات رأساً على عقب فقد حرمت الطرب ولم تقبل ثقافة الرقص بشقيه الشرقي والغربي ، والحكيم يدرك اليوم أن الرقص فن والراقصة التي بذلت جسدها لتكحيل عيون الجماهير هي مضحية !! بطلة الزمان ، وفنانة العصر!! ولا يوجد في هذه المناهج التباكي على أجيال الرواد من المطربات الرواحل! والأمر يقتضي تغييرها لتناسب إيقاع العصر. كل هذه الأسباب كفيلة باستنفار القوى وأحسن الطرق توصيلها للمنظمات العالمية ليشاركونا "الهجمة" وما أدري إن كان لدى "اليونسكو " مهمة الاضطلاع بتولي "النقمة" على السعودية والسعوديين بسبب هذه المناهج .. أنتم أيها "الناقمون" على الأوضاع الحالية تشكلون خط "هجوم" ، سددوا ركلاتكم وصوبوا "كراتكم" هددوا مرمى "الوزارة التي في الوزارة" لتضربوا الوزارتين بحجر واحد ، هاجموهم لتخلصوا هذا الجيل الجديد من "عبث" المناهج الحالية ، وإذا أفلحتم وتغيرت المناهج فلا تكتفوا بهذه المطالب بل اسعوا جاهدين لنسفها وإزاحتها من الوجود!! أخيراً.. إنني أأسف على ما قلت من بعض الكلمات ولكن هذا ما تدور خلاصته في ساحتنا اليوم ، تكالب عجيب للطعن والتعيير في حق هذه المناهج ، والمشكلة أن الحديث عام وفضفاض وليس النقد موجه لفقرات بعينها!! لو كان الشخص يمتلك روح النقد فلا مانع منه وليكن لتطويرها فهي في النهاية جهد بشر بل إنني شخصيا لدي بعض التحفظات على بعض الموضوعات لكن النقد ليس بهذه الطريقة هجوم على وزارة وعلى الدولة وسؤالي أليس من "الوطنية" الدفاع عن البلاد وأنظمتها؟ فعلام هؤلاء يكيلون الصاع بصاعين مخالفين أنظمة البلاد وسياستها جملة وتفصيلا!! على كل حال .. الوزارة ردت على هذه الهجمة ويبدو أنها استبقت الحرب!! فقد زادت حصص العلوم الشرعية وكثفت موضوعاتها في المقررات الجديدة بل لم تفصلها فكل مادة مستقلة فشكراً لخطوات الوزارة فقد داست على أقوال المغرضين وصفعتهم على وجوههم فلا نامت أعين الجبناء. ولكم تحياااااتي. للتواصل وللتسجيل في مجموعتي