الخوف هو من العبادات القلبية لله تعالى وهو فرض على كا احد بعينه تعريف الخوف : قيل : الخوف توقع العقوبة على مجاري الأنفاس - الخوف قوة العلم بمجاري الأحكام ولذلك الله امتدح لمن خافه بقوله تعالى ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) :: تفسير الطبري :: يَقُول تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَلِمَنِ اتَّقَى اللَّه مِنْ عِبَاده , فَخَافَ مَقَامَهُ بَيْن يَدَيْهِ , فَأَطَاعَهُ بِأَدَاءِ فَرَائِضه , وَاجْتِنَاب مَعَاصِيه جَنَّتَانِ , يَعْنِي بُسْتَانَيْنِ عَنِ ابْن عَبَّاس , قَوْله : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَام رَبّه جَنَّتَانِ } يَقُول : خَافَ ثُمَّ اتَّقَى , وَالْخَائِف : مَنْ رَكِبَ طَاعَة اللَّه , وَتَرَكَ مَعْصِيَته . عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَام رَبّه جَنَّتَانِ } هُوَ الرَّجُل يَهِمّ بِالذَّنْبِ فَيَذْكُر مَقَام رَبّه فَيَنْزِع عَنْ قَتَادَة قَوْله : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَام رَبّه جَنَّتَانِ } قَالَ : إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ خَافُوا ذَاكُمُ الْمَقَامَ فَعَمِلُوا لَهُ , وَدَانُوا لَهُ , وَتَعَبَّدُوا بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار . عَنْ أَبِي الدَّرْدَاء , قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : \" { وَلِمَنْ خَافَ مَقَام رَبّه جَنَّتَانِ } \" قُلْت : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ؟ قَالَ : \" وَإِنْ زَنَى وَسَرَقَ وَإِنْ رَغْمَ أَنْف أَبِي الدَّرْدَاء \". * ====== :: تفسير القرطبي :: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ من اراد الاستزاده فليذهب الى كتب التفسير وايضا قال تعالى ( وامامن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ) سورة النازعات فيجب علينا الا نعمل من الاعمال قبل ان نفتش عنها هل هي يرضى عنها ربنا ام لا فان كان ممن يرضى عنها فلنقبل اليها وان كان لا فلنبتعد منها خوفا وخشية من الله وقد قال تعالى ( فلا تخافوهم وخافون ان كنتم مؤمنين ) فوائد الخوف: قال أبو حفص عمر بن مسلمة الحداد النيسابوري: الخوف سراج القلب به يبصر ما فيه من الخير و الشر ، وكل أحد إذا خفته هربت منه ، إلا الله عز جلّ فإنك إذا خفته هربت إليه . - قال أبو سليمان : ما فارق الخوف قلباً إلا خرب - قال إبراهيم بن سفيان : إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها ، و طرد الدنيا عنها . - قال ذو النون : الناس على الطريق ما لم يَزُل عنهم الخوف ، فإذا زال الخوف ضلّوا الطريق اقسام الخوف ينقسم الى ثلاثة اقسام على العموم وقد استزاد بعض العلماء غير ذلك لاكن يدخل بعضها ببعض 1: خوف السر وهو ان يخاف غير الله كاخوف من الغائيبين او الخوف من اصحاب القبور بان يخافه ان يفعل له من الامور التي لاتكون الا لله عز وجل فهذا شرك اكبر 2: خوف ترك ماوجب الله كترك المرأة حجابها خوفا من نقد زميلاتها وغير ذلك هذا محرم 3: الخوف الطبيعي كالخوف من الاسد وخوف الولد من والده وغير ذلك هذا لاباس به فهو مجبول عليه العبد ومنهم من ذكر الخوف الوهمي وهو من الخوف المذموم كان يخاف من شيئ وهمي لم يحصل للاستزادة يُنظر : مدارج السالكين 1/ 507 - 513 ، و شروح كتاب التوحيد باب ( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياء واخيرا نورد الاسباب الجالبه للخوف من الله تعالى من الأسباب التي تورث الخوف من الله عز و جل: 1 - إجلال الله و تعظيمه و معرفة حقارة النفس . 2 - خشية التقصير في الطاعة و التقصير في المعصية . 3 - زيارة المرضى و المصابين و المقابر . 4 - تذكر أن الله شديد العقاب و إذا أخذ الله الظالم لم يفلته . 5 - تذكر الموت و ما فيه . 6 - ملاحظة الله و مراقبته . 7 - تذكر الخاتمة . 8 - تدبر آيات القرآن الكريم . 9 - المحافظ على الفرائض و التزود من النوافل و ملازمة الذكر . 10 - مجالسة الصالحين و الاستماع لنصائحهم . هذا واسال الله ان يلهمنا الخوف منه ولا نخاف الا الله وان نترك كل امر لايرضي الله خوفا وخشية من الله كمن اراد ان يستمع الى محرم او رؤية محرمه فيتركها لله فليبشر بالخير ( من ترك شيئا لله عوضه الله خير منه ) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخيكم / فهد عبدالله التويجري / ابو فيصل [email protected]