أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور أسامة بن عبدالله خياط، أن الذين يقتفون أثر النبي صلى الله عليه وسلم لا يملكون إلا أن يذكروا آيات الكتاب الحكيم، وهي تدلهم على الطريق وتقودهم إلى النجاة، حيث تذكرهم بتاريخ الأمة المشرق المضيء، وتبين لهم كيف سما وتألق نجمها وعلا وضاؤها، وكيف كان الرعيل الأول منها مستضعفا تعصف به أعاصير الباطل فآواه الله ونصره نصرا عزيزا. وأشار إلى أن الآيات القرآنية تذكرهم أن الاستقامة على منهج الله لا يكون أثره مقتصرا على الآخرة فقط ودخول الجنة، بل يضمن كذلك التمتع بالحياة الطيبة في الدنيا، وتلك أحد سنن الله في عباده لا تتبدل ولا تتغير، موضحا أن الخلق حين يحيد عن دين الله يقع في الاضطراب والفساد، والخلل إذا تجاوز فساده تتسع دائرته فتشمل الكل، كذلك أن الصلة وثيقة بين الكون وبين ما نعمل من أعمال سارت على طريق مستقيم لإدراك الغاية من خلق الإنسان وتحقيق العبودية لله رب العالمين، والاستقامة على منهجه، فإن الله يفيض عليهم من خزائن رحمته ومن بركات الأرض. وفي المدينةالمنورة، أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي أن الخوف سائق القلب إلى فعل كل خير، ومانع النفس عن الشهوات، ودافع لها إلى ما فيه صلاحها، وهو أحد شعب التوحيد، مستشهدا بقول الله تعالى (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين). وأكد الحذيفي في خطبة الجمعة من المسجد النبوي الشريف أمس، أن الخشية أخص من الخوف، فهي خوف من الله مع العلم بصفاته جل وعلا (إنما يخشى الله من عباده العلماء)، أما الوجل فهو رجفان القلب وانصداعه لمن يخاف سلطانه وعقوبته، مبينا أن الله تبارك وتعالى أحق أن يخشى ويهاب ويرهب، مشيرا إلى أن الله وعد من حجزه خوفه من الشهوات بأفضل الثواب (ولمن خاف ربه جنتان)، مبينا أن السلف كانوا يغلب عليهم الخوف من الله ولذا كانوا يحسنون العمل ويرجون رحمة الله عز وجل، فصلح حالهم وزكت أعمالهم. وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن الخوف المحمود هو الذي يحث على العمل الصالح ويمنع المحرمات، فإذا زاد صار يأسا وقنوطا من رحمة الله، فالمسلم بين مخافتين أمر مضى ما يدري ما الله صانع فيه، وأمر قادم لا يدري ما الله صانع به.