( السينما بين القبول والرفض) الحرب سجال , وقتال الأقلام مازال قائما بين فريق يستبسل لإقامة دور سينمائية تنام بين أظهرنا, وفريق يصارع لإغلاق الأبواب والنوافذ حتى لاتقوم لتلكم الدور بين أظهرنا قائمة , ومامن فريق من هؤلاء إلا ويشرعن لأسباب معلنة , وأخرى يحتفظ بها في قرارة نفسه,علمها من علمها , وجهلها من جهلها.فالفريق الذي يمجد إقامة الدور السينمائية جعل نصب عينيه, أن فريقا من أمة الشباب تروح وتغدو عبر جسر البحرين, وأخرى لاتحط ركابها في دُبي إلا وذهبت إلى \" ستي سنتر دبي\" لملاحقة آخر المعروضات السينمائية , وقل مثل هذا أينما حططت ركابك في كل ركن قصي أو قريب , فلماذا لانكلف على الشباب وسعهم , ونجعل دورا سينمائية في عقر دورهم , وثمت زاوية أخرى : فهل حلال على بلابل القنوات الفضائية أن تنشر في كل بيت عرضا سينمائيا , حرامُ على التجار من كل جنس أن يبنوا دورا سينمائية عندنا , تناقض مالنا إلا السكوت له !! أما من يتصدون لها فبين رجل لايعلم تجلياتها فهو يرفض مع الرافضين ويمنع مع المانعين فهو إمعة أينما توجهه لايأتِ بخير , وإما عارف بمكنوناتها فهو يحذر منها آناء الليل وأطراف النهار . وأحسبني أرى أن هذه المسألة بحاجة إلى منطقة وسطى رمادية , فليس من الأفضل أن نشرعن لثقافة: إن لم تكن معي فأنت ضدي! وليس من الأجدى أن نصنف فريقا في الجنة وآخر في السعير ! بل إن التقارب في مسألة كتلك يجب أن تكون هي الفكرة التي يجب أن نرتقي لها . وقراءتي للحدث : أن السينما قادمة لاشك في ذلك ولار يب , وعلى أصحاب الرأي الثاني – الذي عرضت له- أن يوطدوا أنفسهم على ذلك , وأن يعرفوا أن ثقافة المنع لم تعد مجدية البتة , فضلا على انحسار دورهم في التأثير والضغط على المستوى المؤسساتي والمجتمعي! , ولذا فإن الواجب فعله: تكريس ثقافة \" الممانعة\" و \" الحصانة\" , وتطعيم الشعوب ب\" مصل\" (التقوى) فهو أجدى من منع, معروفة عقابيله , وماسيؤول إليه, لقد مانع الممانعون , وأرسلت الوفود لصد تعليم الفتاة , ولم يجد الضجيج شيئا, وثارت الثائرة حول دخول التلفاز, فهزموا هنالك وانقلبوا خجلين , ولم يستفيدوا من دروس تلك الأحداث , فأطلقوا على من أدخل طبقا فضائيا في بيته ب(الديوث) !! فأضحى كل بيت بعدها يحمل طبقا أو طبقين! ويستعيد المسلسل أحداثه في هذه الأيام عبر بوابة متجددة , وهي بوابة المنع والصد , وهذا لن يفيد ولن يجدي,وستذكرون ماأقول لكم!! إنني هنا لست متواطئا مع السينما , ولست مسهلا لحلولها بيننا ,ولو سئلت لمانعت , ولكنني هنا أعيب طريقة الرفض والمنع وطريقة التناول , فالشدة هنا إثمها أكبر من نفعها , فهناك مؤسسات إعلامية غربية تقتات على كل زلة يقع بها المخلصون المناوؤن لكل جديد يجد بنا ويصمونهم بكل لفظ يخجل أن يسطره القلم, ومن ثم يجب أن تكون هناك \" حرب باردة سلمية\" تأخذ ماتريد , دون انقضاض وهجوم, كان لزاما على الجهات التي تحمل طابع \" المحافظة\" أن تبادر إلى فتح دور سينمائية ذات أدوات متمكنة , ومهنية مرتفعة,تجعلها في مصاف الدور السينمائية العالمية بضمون محافظ وليس هذا بصعب المنال , لا أن نرسل البرقيات , ونجيش الجيوش الخطابية , وبعد أن يصير الأمر واقعا , نأتي متأخرين بإمكانيات ضعيفة غير متمكنة , وبطاقم لايحمل من الخبرة أدناها, فتكون كما الطفل يولد خديجا غير مكتمل, والقنوات الإسلامية المحافظة ليست بعيدا عن وصفنا هذا, لقد أتت متأخرة بطاقم لايعرف أبجديات الإعلام , فأضحت ببعض مهرجيها أضحوكة ضحكت من جهلها الأمم الإعلامية المحترفة! آن أوان النظر بجدية في طريقة خطابنا حتى لانخسر المعركة , كما هي عادتنا – وخصوصا في الميدان الإعلامي - ! السينما قادمة لاشك في ذلك , وغيرها مما نخافه سيجيء , ولكن العبرة – كل العبرة- أن نتساءل هل نصارعها فنخسر الرهان! أم نحتويها فينجحر المشروع (الليروعلماني) !!