طلب الدكتور حسن النعمي من الرافضين لوجود السينما في السعودية بأن يقدموا حججاً مقنعة لهذا الرفض مؤكداً أن هؤلاء يحاكمون السينما والمسرح وبقية الفنون بناء على ظنون واهية وتوقعات لا تستند إلى حقائق ملموسة. وقال الدكتور النعمي في محاضرته التي ألقاها في نادي حائل الأدبي بعنوان "جدل الخطاب بين الرواية والسينما.. عن شواهد من روايات نجيب محفوظ في السينما" إن السماح بعروض سينمائية في بعض مناطق المملكة ومنعها في مناطق أخرى يؤكد حالة الازدواجية التي يعيشها المجتمع وبأنه لا يوجد معايير ثابتة نتحاكم إليها، حيث تتحكم الاجتهادات الشخصية في منع أو السماح بأنشطة حضارية تعتبر من الأساسيات في زمننا المعاصر. مؤكداً أن "لاءات" الممانعين قد ساهمت في وأد تجربة العرض السينمائي في جدة. وأضاف على وزارة الثقافة والإعلام دور كبير وهي من تفسح وتمنع فقط وعليها أن لا تسمح بتدخل جهات أخرى في اختصاصاتها. وتناول الدكتور النعمي في محاضرته الرواية والسينما ونقاط الالتقاء بينهما, والاختلاف في تلقيهما عند الملتقي، وقال: كثيرا ما تقع الرواية عند نقلها إلى السينما تحت تأثير إيديولوجية عميقة تتبدل معها كثير من التفاصيل والشخصيات وأحيانا تتغير رؤية الرواية بالكامل. وأضاف: تقدم العلاقة بين روايات نجيب محفوظ والسينما شواهد عميقة للتغيرات التي أحدثها السينمائيون في بنية الروايات التي نقلوها، مركزا في محاضرته على إشكالية العلاقة بين الرواية والسينما من منظور التأثيرات الإيديولوجية وما تحدثه من جدلية حادة بين الفن والواقع، مشيرا إلى أن الأمر يتجاوز الاشتراطات الفنية في العلاقة بين الرواية والسينما إلى عوامل خارجية تؤدي إلى إعادة بناء النص الروائي في السينما وفقا لمقتضيات سياسية أو دينية أو اجتماعية، مستشهدا بالعلاقة بين رواية نجيب محفوظ "القاهرةالجديدة" وفيلم "القاهرة 30" المأخوذ عن الرواية. وقال قدم أصحاب نظرية العلاقة بين الرواية والسينما بديلا لتجاوز هذه الإشكالية وهو التناص، ولقد وجدوا في التناص مدخلا مهما للنظر بعمق إلى مستوى هذه العلاقة. ورأوا أن هذه العلاقة قد تتجاوز مراعاة آليات التعبير بين الرواية والسينما من حيث التكثيف والاختزال والتقديم والتأخير، وتتجاوز سلبية التأثيرات الإيديولوجية بوصفها تعديا صارخا ونقلا غير أمين لروح الرواية. وفي مداخلة لرئيس مجلس إدارة نادي حائل الأدبي محمد الحمد قال إن العامل الاقتصادي أثر في الإنتاج السينمائي، متسائلا عن حق الروائي في محاكمة المخرج أو صانع الفيلم في حال التغيير الجذري الذي يحدث للرواية بعد إنتاجها سينمائيا. وجاء رد الدكتور النعيمي أن بعضا من الأفلام تبحث عن الاقتصاد، وأن كثيراً من السينمائيين يتخذون من الرواية منطلقاً لأعمالهم، ويشتغلون على رؤية الرواية لتوفير 50 % من جهد البناء القصصي.