يؤسفني حينما أجد الأدب الفصيح يغيب عنا , وحينما يكون رواده أساراى صومعاتهم المكتبية , ليخلدوا حروفاً لم تقرأ , أو هُمّشت كثيراً , يكون هضماً من الإعلام أو من قبل الناس , ليكون الشعر الفصيح مجرد حروفٍ تكتب , ويقرأها رواده لا أكثر , وكما نعلم , أن الأدب الفصيح هو الأقرب قلباً لنا , وأكثر نظماً وصدقاً , وأكثر عذوبةً في مجال حياتنا , فإنني أأسف حينما أجد أديباً يعدُّ أسطورةً في عصره , لم يبقى من ذكرياته سوى أسطر تنعي وفاته , وبقايا أوراقٍ قد كتب عليها في ليلةٍ كئيبة , ليحاول عشاق هذا الفن نبش حروفهم , وتنزيلها في المنتديات , ولكن الأكثر إكتساحاً هو الشعر النبطي , لماذا لا تقام في مدينتنا التي تجمع كوكبة ًمن الأدباء المتميزين أمسيةً عذبة لحروفهم , وقد نقول أن الحضور بعدد الأصابع , لكن لو حصرنا تلك الأمسيات من حيث الإعلان عنها , وإضافة نكهة النبطي عليها من شعراء معروفين , فيكون التألق لشاعرين بالفصحى والنبطي , وهكذا يكون الحال , حتى يرى الأدب النور يشع في عالمنا المهمل . ولعل الواقع اللذي يلتمس من إهمال الأعلام لهؤلاء النخبة , حينما أقوم بتسطير منقولاتهم لدى الناس , فأرى العامة من الناس ينذهل من القصيدة , فيسأل عن الشاعر , ولا يعرف أسمه ولو ذكرته , فيبدأ بالبحث عن حروفه بعدما أصابه الذهول من خرافة حرفه , إننا حقاً نحتاج لهؤلاء بتألقهم , برحيق حروفهم , لتتسامى أرواحنا في نظمهم , وليخرج لدينا جيلٌ يعشق هذا الفن , وليس يكون الفن في تعداد شعراء النبطي , اللذين حينما تجمعهم جميعاً , تحصر لهم مدينةً بأكملها , ليكون الصراع والبقاء للأقوى بينهم , فأختلط الأمر على الناس في حقيقة جزالة حرفهم , من الجميل جداً أن نتظامن سوياً , لنشر هذا الأدب الفصيح , إن كان شعراً أو نثراً أو قصةً , تحكي لنا في أمسياتها الجميلة , في ليلةٍ عذبه نتألق بسمائها . أخيراً ~ نحتاج فعلاً لتضامن الإعلام في هذا الجانب ,