مما هو متفق عليه بين الدارسين والباحثين في حضارة الإسلام، هو أن الفقه السياسي هو الأكثر فقراً من بين فروع الفقه المختلفة. فرغم أن الفقهاء في الماضي قد ألفوا الأسفار الكبيرة، وغاصوا في التفصيلات الدقيقة لكل ما يتعلق بالعبادات والمعاملاات تقريباً، إلا أن الفقه السياسي بقي فقيراً جداً بالمقارنة مع ذلك النتاج. وما كُتب في الفقه السياسي، على قلته، كان مجرد نصوص عرضية في هذا المؤلف أو ذاك، أو هو مذكور على استحياء وبحذر شديد، كما في مؤلفات ابن المقفع، أو أنه مجرد وصف لمجرد الحال، كما في مؤلفات الماوردي السياسية، أو الكتابات التاريخية للطبري وابن كثير والمسعودي والسيوطي والدينوري، وغيرهم من المؤرخين المسلمين. ولكن رغم هذا الفقر النسبي في الإنتاج الفقهي السياسي لحضارة الإسلام، إلا أن نصوصنا المقدسة في كتاب الله الكريم، وسنة نبيه المطهرة، وتراثنا الفكري والتاريخي، يحمل في ثناياه جينات غنية وحية، قابلة لأن تتحول إلى فلسفة سياسية متكاملة، ولا أقول أيديولوجيا أحادية الجانب، حاوية لمختلف النظريات والاتجاهات السياسية المختلفة. في هذا التراث، يمكن أن نجد بذوراً جنينية للتعددية والشمولية، للديموقراطية والديكتاتورية، لليسار واليمين، التعصب والتسامح معاً. والحقيقة أن هذا ليس عيباً في التراث، بقدر ما هو نقطة قوة من حيث غنى هذا التراث، أو بذوره الجنينية في هذا المجال. فالقرآن \"حمال أوجه \"، كما قال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، والنص من الممكن أن يحتمل أكثر من تأويل، ومن هنا تأتي عظمته للتعبير عن تعددية الحياة ذاتها. وهنا تأتي مهمة البشر للبحث في النص عن كافة إمكانياته، وليس التوقف عند إمكانية واحدة أو محددة، وذلك للوصول إلى ما هو الأفضل بالنسبة لجميع المؤمنين به، وهنا تكمن غاية ومقاصد النص في النهاية. في الأسطر القليلة القادمة، نستعرض بعض هذه النصوص، المقدس منها والتراثي والمعاصر، دون أن يكون للكاتب هنا أي تعليق، فالمسألة متروكة للقارئ. كل الغرض من إيراد هذه النصوص، هو مجرد تبيان ذلك الثراء \" النصي \" والتراثي المتعدد، إن صح التعبير، الذي من الممكن أن يكون منطلقاً لفقه سياسي يربط الحاضر بالماضي من ناحية، ويثري فقه المعاملات والعلاقات، كما هو حال فروع الفقه الأخرى، من ناحية ثانية. يقول الحق، سبحانه وتعالى: \" وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون \" (البقرة، 30). ويقول الباري، جلت قدرته: \" يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير \" (الحجرات، 13). ويقول عالم الغيب والشهادة: \" إن ربك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى \" (النجم،32). ويقول العزيز، تباركت أسمائه: \" اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين. ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلنا عليهم حفيظاً وما أنت عليهم بوكيل. ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون \" (الأنعام،106، 107، 10). ويقول الجليل، تقدست ذاته: \" والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون \" (الشورى، 38). ويقول الحكيم، جل جلاله: \" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم \" (الرعد، 11). يقول نبي الهدى، صلى الله عليه وسلم: \" من أُعطي حظه من الرفق، فقد أُعطي حظه من الخير كله، ومن حُرم حظه من الرفق، فقد حُرم حظه من الخير كله \". ويقول المصطفى، صلى الله عليه وسلم،: \" عدل ساعة في حكومة خير من عبادة ستين سنة \". ويقول سيد الأنام، صلى الله عليه وسلم،: \" من فارق الجماعة أو خلع يداً من طاعة مات ميتة جاهلية \". ويقول رسول رب العالمين، صلى الله عليه وسلم،: \" الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة. قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولأولي الأمر منكم \". ويقول خاتم الأنبياء والمرسلين، صلى الله عليه وسلم، وسلام الله عليه أجمعين: \" كلكم راع، وكل راع مسؤول عن رعيته \". ويقول رحمة الكريم للعالمين، صلى الله عليه وسلم: \" إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيء من رأيي فإنما أنا بشر \". وفي رواية أحمد: \" ما كان من أمر دينكم فإلي، وما كان من أمر دنياكم فأنتم أعلم به \". \" أيها الناس! إني قد وليت عليكم ولست بخيركم. فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني \" (أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، في أول خطبة له بعد البيعة). \" ثلاث من الفواقر: جار مقامة إن رأى حسنة سترها، وإن رأى سيئة أذاعها. وامرأة إن دخلت عليك لسنتك، وإن غبت عنها لم تأمنها. وسلطان إن أحسنت لم يحمدك، وإن اسأت قتلك \" (عمر بن الخطاب، رضي الله عنه). وعنه، رضي الله عنه: \" لا يصلح لهذا الأمر إلا اللينُ في غير ضعف، والقوي في غير عنف \". \" إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن \" (عثمان بن عفان، رضي الله عنه). \" كلمة حق يراد بها باطل. نعم إنه لا حكم إلا لله. ولكن هؤلاء يقولون لا إمرة إلا لله، وإنه لا بد للناس من أمير بر أو فاجر، يعمل في إمرته المؤمن، ويستمتع فيها الكافر، ويُبلغ الله فيها الأجل، ويُجمع به الفيء، ويقُاتل به العدو، وتأمن به السبل، ويؤخذ به للضعيف من القوي حتى يستريح به بر ويُستراح من فاجر \" (علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، في الرد على الخوارج حين صاحوا صيحتهم الشهيرة في صفين أن \" لا حكم إلا لله \"). وقال في هذا الصدد: \" إنا لم نحكم الرجال وإنما حكمنا القرآن. وهذا القرآن إنما هو خط مستور بين الدفتين لا ينطق بلسان، ولا بد له من ترجمان. وإنما ينطق عنه الرجال \". \" إذا كان الإمام عادلاً، فله الأجر وعليك الشكر. وإذا كان الإمام جائراً، فله الوزر وعليك الصبر \" (عبدالله بن عمر، رضي الله عنهما). \" إني لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي، ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني، ولو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت. فقيل له:وكيف ذلك؟ قال: إذا مدوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددتها \" (معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنه). وقال لأبي الجهم العدوي، في شيء أغضبه: \"يا أبا الجهم، إياك والسلطان، فإنه يغضب غضب الصبي، ويأخذ أخذ الأسد \". \" رأيت معاوية في بعض أيامنا بصفين، خرج في عدة لم أره خرج في مثلها، فوقف في قلب عسكره، فجعل يلحظ ميمنته فيرى الخلل، فيبدر إليه يسده. ثم يفعل ذلك بميسرته، فتغنيه اللحظة عن الإشارة. فدخله زهو مما رأى، فقال: يا ابن العاص، كيف ترى هؤلاء وما هم عليه؟ فقلت: والله يا أمير المؤمنين لقد رأيت من يسوس الناس بالدين والدنيا، فما رأيت أحداً أوتي له من طاعة رعيته ما أوتي لك من هؤلاء. فقال: أفتدري متى يفسد هذا وفي كم ينتفض جمعه؟ قلت: لا. قال: في يوم واحد. قال فأكثرت التعجب. قال: إي والله وفي بعض يوم. قلت: وكيف ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال: إذا كُذبوا الوعد والوعيد، وأُعطوا على الهوى لا على الغَناء، فسد جميع ما ترى \" (عمرو بن العاص، رضي الله عنه، في وصف بعض أيامه مع معاوية). \" لا سلطان إلا برجال، ولا رجال إلا بمال، ولا مال إلا بعمارة، ولا عمارة إلا بعدل \" (عمرو بن العاص). \" من صحب السلطان بالصحة والنصيحة أكثر عدواً ممن صحبه بالغش والخيانة، لأنه يجتمع على الناصح عدو السلطان وصديقه بالعداوة والحسد، فصديق السلطان يُنافسه في مرتبته، وعدوه يبغضه لنصيحته \" (خالد بن صفوان). يقول الأفوه الأودي: لا يصلح الناس لا سراة لهم .... ولا سراة إذا جهالهم سادوا \" لا تنزل ببلد ليس فيه خمسة أشياء: سلطان قاهر، وقاض عادل، وسوق قائمة، وطبيب عالم، ونهر جار \" (كسرى أنوشروان). \" سُس خيار الناس بالمحبة، واخرج للعامة الرغبة بالرهبة، وسس سفلة الناس بالإخافة. لا توسعن على جندك سعة يستغنون بها عنك، ولا تضيقن عليهم ضيقاً يضجون به منك، ولكن أعطهم عطاءً قصداً، وامنعهم منعاً جميلا، وابسط لهم في الرجاء، ولا تبسط لهم في العطاء (أبرويز لابنه شيرويه). \" كلكم يترشح لهذا الأمر، ولا يصلح له منكم إلا من كان له سيف مسلول، ومال مبذول، وعدل تطمئن إليه القلوب \" (عبدالملك بن مروان لبنيه). \" يا أبت، ما السياسة؟ قال: هيبة الخاصة مع صدق مودتها، واقتياد قلوب العامة بالإنصاف لها، واحتمال هفوات الصنائع \" (الوليد بن عبدالملك يسأل أباه عبدالملك). \" يا وليد اتق الله فيما أخلفك فيه..وادع الناس إذا مت إلى البيعة، فمن قال برأسه هكذا، فقل بسيفك هكذا..إذا مت فشمر وائتزر، والبس جلد النمر، وضع سيفك على عاتقك فمن أبدى ذات نفسه فاضرب عنقه، ومن سكت مات بدائه \" (من وصية عبدالملك بن مروان لابنه الوليد، وهو على فراش الموت ). قال المدائني: \" جلس الوليد بن عبدالملك على المنبر يوم الجمعة حتى اصفرت الشمس، فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، إن الوقت لا ينتظرك، وإن الرب لا يعذرك. قال: صدقت، ومن قال مثل مقالتك فلا ينبغي له أن يقوم مثل مقامك. من هاهنا من أقرب الحرس يقوم إليه فيضرب عنقه \". \" بعث الله محمداً هادياً، ولم يبعثه جابياً \" (عمر بن عبدالعزيز). \" يقال صنفان إذا صلحا صلح الناس: الأمراء والفقهاء \" (الأصمعي). قالت الحكماء: \" لا ينفع الملك إلا بوزرائه وأعوانه، ولا ينفع الوزراء والأعوان إلا بالمودة والنصيحة، ولا تنفع المودة والنصيحة إلا مع الرأي والعفاف \". \" من فسدت بطانته كان كمن غص بالماء، ومن غص بالماء فلا مساغ له، ومن خانه ثقاته فقد أُتي من مأمنه \" (الأحنف بن قيس). \" مثل صاحب السلطان مثل راكب الأسد، يهابه الناس، وهو لمركبه أهيب \" (عبدالله بن المقفع). ويقول: \" لا تكن صحبتك للسلطان إلا بعد رياضة منك لنفسك على طاعتهم. فإن كنت حافظاً إذا ولوك، حذراً إذا قربوك، أميناً إذا ائتمنوك، ذليلاً إذا صرموك، راضياً إذا أسخطوك، تعلمهم وكأنك متعلم منهم، وتؤدبهم وكأنك متأدب بهم، وتشكرهم ولا تكلفهم الشكر. وإلا فالبعد منهم كل البعد، والحذر منهم كل الحذر \". قالوا: \" لا يكون الذم من الرعية لراعيها إلا لأحد ثلاثة: كريم قُصر به عن قدره فاحتمل لذلك ضِعنا، أو لئيم بُلغ به ما لا يستحق فأورثه ذلك بطرا، أو رجل مُنع حظه من الأنصاف فشكا تفريطا \". وقالوا: \" إنما السلطان بأصحابه كالبحر بأمواجه \". وقالوا: \" ليس أضر بالسلطان من صاحب يُحسن القول ولا يُحسن الفعل، ولا خير في القول إلا مع الفعل، ولا في المال إلا مع الجود، ولا في الصدق إلا مع الوفاء، ولا في الفقه إلا مع الورع، ولا في الصدقة إلا مع حسن النية، ولا في الحياة إلا مع الصحة \". وقالوا: \" إن السلطان إذا كان صالحاً، ووزراؤه وزراء سوء، امتنع خيره من الناس، ولم يستطع أحد أن ينتفع منه بمنفعة. وشبهوا ذلك بالماء الصافي يكون فيه التمساح، فلا يستطيع أحد أن يدخله وإن كان محتاجاً إليه \". وقالوا: \"شر المال ما لا يُنفق، وشر الأخوان الخاذل، وشر السلطان من خافه البريء، وشر البلاد ما ليس فيه خصب ولا أمن \". وقالوا: \" خير السلطان من أشبه النسر حوله الجيف، لا من أشبه الجيفة حولها النسور \". وقالوا: \" سلطان تخافه الرعية، خير للرعية من سلطان يخافها \". \" ان الله رد علينا حقنا، وختم بنا كما افتتح بنا، فاستعدوا فأنا السفاح المبيح، والثائر المبير \" (أبو العباس، عبدالله بن محمد السفاح، في أول خطبة له بعد البيعة بالخلافة). \" أيها الناس، إنما أنا سلطان الله في أرضه، أسوسكم بتوفيقه وتسديده، وأنا خازنه على فيئه، أعمل بمشيئته، وأقسمه بإرادته، وأعطيه بأذنه، فقد جعلني الله عليه قفلاً، إذا شاء أن يفتحني..فتحني، وإذا شاء أن يقفله قفلني \" (أبو جعفر المنصور). قال المنصور لبعض قواده: \" صدق من قال أجع كلبك يتبعك، وسمنه يأكلك. فقال أبو العباس الطوسي: يا أمير المؤمنين، أما تخشى إن أجعته أن يلوح له غيرك برغيف فيتبعه ويدعك؟ \". \" الملوك تتحمل كل شيء إلا ثلاثة أشياء: القدح في الملك، وإفشاء السر، والتعرض للحرم \" (المأمون، عبدالله بن هارون الرشيد). قيل لملك سُلب ملكه: \" ما الذي سلبك ملكك؟ قال: دفع شغل اليوم إلى غد، والتماس عُدةٍ بتضييع عُدد، واستكفاء كل مخدوع عن عقله \". والمخدوع عن عقله من بلغ قدراً لا يستحقه، وأُثيب ثواباً لا يستوجبه. \"..ألا تخالط الأمراء والسلاطين ولا تراهم لأن رؤيتهم ومجالستهم ومخالطتهم آفة عظيمة..\" (حجة الإسلام، أبو حامد الغزالي، في رسالة \" أيها الولد \"). \" إن الله ينصر الدولة العادلة، وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة، وإن كانت مؤمنة \" (شيخ الإسلام، تقي الدين أحمد بن تيمية). \" الثوار القائمون بتغيير المنكر من العامة والفقهاء..يعرضون أنفسهم في ذلك للمهالك..وأحوال الملوك والدول راسخة قوية لا يزحزحها ويهدم بناءها إلا المطالبة القوية التي من ورائها عصبية القبائل والعشائر \" (أبو زيد، عبدالرحمن بن خلدون المغربي). سأل رئيس العسكر المملوكي فقيه البلد، وهو يحمل رأس السلطان المقتول: \" من هو السلطان،؟ فأجاب الفقيه: السلطان هو من قتل السلطان..\" \" إنما ينهض بالشرق مستبد عادل..\" ( الإمام محمد عبده). \" إن الكتاب والسنة هما المصادر العليا للفقه الإسلامي. وقد قصدت بالمصادر العليا أن أقول: إنها مصادر تنطوي في كثير من الأحيان على مبادئ عامة ترسم للفقه اتجاهاته، ولكنها ليست هي الفقه ذاته. فالفقه الإسلامي هو من عمل الفقهاء، صنعوه كما صنع فقهاء الرومان وقضاتهم القانون المدني \" (عبدالرازق السنهوري). \" نحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم، كل ما حولنا جاهلية..تصورات الناس وعقائدهم، عاداتهم وتقاليدهم..إن المجتمع الجاهلي هو كل مجتمع لا يخلص عبوديته لله وحده..وبهذا التعريف الموضوع تدخل في إطار المجتمع الجاهلي جميع المجتمعات القائمة اليوم على الأرض فعلاً..\" (سيد قطب). \" كل تشريع في الإسلام خوطب به إما الفرد المسلم وإما الأمة، ولا يوجد خطابات للدولة على الإطلاق، الأمر الذي يعني..أنه لم تلحظ الدولة باعتبارها مشروعاً مستقلاً بذاته..وإنما هي مؤسسة تنجزها الأمة فتنجح فيها أو تفشل \" (الشيخ محمد مهدي شمس الدين). هذه هي النصوص، ومهمتنا هي التفكير..فالله لم يخلق العقل عبثاً، ولم يمنحنا الحرية ترفاً..هي مسؤولية..مسؤولية الاختيار ولذلك قال الفاطر: \" كل نفس بما كسبت رهينة، لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت \"..نولد أفراداً ونموت أفراداً ونُحاسب أفراداً..وفي ذلك فليتفكر المتفكرون.. تركي الحمد