قامت إدارة نادي القصيم الأدبي مشكورة بتنظيم أمسية جميلة للقاص والروائي يوسف المحيميد وقد جاءتني الدعوة من قبل سكرتير النادي فكنت أول الحاضرين ، الأمسية كانت جميلة والحضور هو من زادها بهاء وتفاعلاً وكانت أغلب فئة الحضور من المتدينين اللطفاء..... وقد خلصت من هذه الأمسية بجملة مشاهدات أحببت أن أستعرضها كي يقف عليها المهتمون: - لقد سبقت الأمسية حالة من الأرتياب وتداعي شجون التشظي من قبل فئات كثيرة وذلك خشية أن يكون هناك شيء من الصدام فيما بين الحضور والروائي. - لكن الذي حدث عكس ماكان متوقعاً بدءاً من الحضور الرائع الذي شهد الأمسية والذين بدا عليهم انتمائهم لحقول مختلفة.. حقل الآدب والفكر والثقافة والحياة والأيدلوجية مروراً بالمداخلات التي اتسمت بالوعي وتشعرك بوصل وشائج الارتباط والقدرة على التفاهم مع الروائي على الرغم من بقاء التصور بفداحة الفجوة القائمة بينهم. - لمست من خلال المداخلات من قبل بعض الفئات المتدينة أن لديهم حاسة ذوقية راقية متحسسة لسعة الأفق وبعد المدارك واتساع النظرة بعيداً عن التمحي والتناهي والسطحية وإساءة التأويل والإرتياب والفهم القلق وإنما تعمد إلى تشييد أنساق ثقافة التدين من خلال خلخلة المفاهيم المنكوسة والفهم الخاطئ بعيداً عن الألفاظ المؤدلجة التي تستخدمها لتأصيل فكر معين تحتمي به لصد هجمات الأفكار المضادة. - أعتقد بأنه آن الأوان ليقوم البعض بتعديل الرؤية وتصحيح المفهوم حول فئات المتدينين في بريدة تحديداً وأن يبنوا اليقين الخالص بأن الحمام لن يجد ملاذاً آمناً أكثر من سماء بريدة الصافي الجميل، وأن ينتهوا من إرجاء دور المتدينين في المحافل الثقافية وإلصاق سمات الإغرابية المغلقة عليهم دونما تحسسات عينية ملموسة. - وأنا أقول ذلك دفعاً للوحشة القائمة بين فئة معينة من المثقفين تروم الإبداع وبين فئة من المتدينين ترنوا إلى إقحامها بين ثنايا الفعاليات ومحاولة استيعاب أفكارها الإيجابية وما لديها من رؤى وتحليل منطقي سليم بعيداً عن تشظي الأساليب والأفكار واتقاءً للتأويل المنكوس. - هذه الفئة العزيزة جداً على قلوبنا جاءت إلى أمسية النادي تأكيداً لدور الذاتية وقيمة الأنا واثباتاً لفاعلية نشاط النسق المعتدل ولو في ظل الإختزال أو الإقصاء وهذا مما يدل على متانة البنائية النفسية والأخلاقية والدينية لديهم ليثبتوا للجميع أن مأربهم هو كشف مجاهيل النصوص التي تستخف بالعقول وترمي إلى إبعاد متنائية عن الوضوح. خالد بن علي الحسين [email protected]