رسالة من القلب , أبعثها لكل معلم أخي المعلم ... الحديث معك شيق ... والإثراء منك وإليك جيد ... وكلنا نسعى لإفادة فلذات الأكباد ... واستصلاح شأنهم ... فمن أهم مقومات الأداء الجيد ... والعمل المثمر ... الاحتواء الجيد , فالطالب المشاكس... كثير الإزعاج ... قليل الاهتمام ، غير المكترث بالتعليم ، هل يوماً أمسكته بانفراد بيد حانية وعبارة لطيفة أبوية ... بلهجة تربوية ... وأسديت له كل ملاحظاتك ، وبصّرته بمستقبله ، وأهمية تعليمه .. وضرورة تصحيح حاله ... ماذا سيكون حال ذلك الطالب ؟ إنه سيقدر لك ذلك الموقف ، ويحمد لك ذلك الفعل ، وربما يعتريه الخجل إن عاود الخطأ مرة ثانية . أنت تفهمه من قرب ، وهو يفهمك من قرب تسمع شكواه ... وتعينه على تخطي معاناته ... ربما كنت سبباً في تغيير مسيرته وتصحيح حاله . أخي المعلم .. إن لم تتقن فن الاحتواء فمن يتقنه ؟! إن لم تمارسه في داخل الصف , وفي جميع مسيرتك التعليمية فمن يمارسه ؟! كن إيجابياً في كل تعاملك ... أنت تذكر أن هناك معلمين لك في الصغر ... ما زالت ذكراهم في ذهنك عالقة ومن الممكن أن تسترجع حركاتهم وسكناتهم ، حتى عباراتهم ... لم يمحوها الزمن ... وهناك آخرين لو حاولت تذكر أسمائهم أو أي شيء فيهم لاحتاج ذلك لأيام . فما السبب ؟ وإلام ترجع هذه المفارقة ... لعلك تفكر بهدوء تام فستجد السبب ؟ أخي المعلم ... ليس من المعقول ولا من المنطق التربوي حرمان طالب من حصة كاملة لنسيانه كتاب أو قلم ، أو بسبب كلمة أو ضحكة أطلقها .. أنا أقدر لك حرصك على ضبط الفصل ، وتهيئة الجو المناسب لشرح الدرس ، والاستفادة من الوقت ... لكن هل فكرت أنه ربما هذا السلوك من الطالب مقصود لخروجه من الفصل ؟! أو هل فكرت في معاناة المراقب أو المرشد الطلابي أ والوكيل في خروج طالب واحد فقط من كل فصل في الحصة الواحدة لأنه يعني ذلك خروج العشرات من الطلاب ... أخي المعلم ... أنت المربي الفاضل .. والأب الناصح ... أنت طبيب العقول ... ومستشار الفكر ... أنت للطالب كل شيء فأعطه منك شيء ... أنت للطالب قدوة فكن في أعلى مراتبها ... أنت النهر الجاري فلا تبخل بشربة ماء ... أنت الفضاء الواسع فوسع للطالب صدرك .. واحتويه بكل ما تملك بالنصيحة الخالصة .. والعبارة الصادقة .. والبسمة المشرقة . كن له أبا واعتبره ابناً ..... تحياتي لكم صالح بن عبد الرحمن الجاسر ابومهند