بعض من مجتمعنا عبارة عن مجموعة من الاضطرابات الفكرية والخوف من التغيير ، وهذه الأفكار قد تكون كارثة وسلوك قد يستعصى على الفهم والإدراك . بالرغم انه لا لزوم لوجع (الدماغ ) فالناس تبقى الناس يرفضون التغيير ويستعذبون حتى الأحوال السيئة لهم ، وكمحاولة لقتل وقت الفراغ سوف نستعرض بعض دهاليز الخلفية لفكر مجتمعنا. الاستهلاك ....نحن أحياناً نعلي من شأن الخرافة ، ونعيش في أوهام الأمجاد التي تجاوزهم الزمن وأصبحنا سياسياً عالة على تاريخنا ، وأصبحنا اقتصادياً عالة على ثروات ترقد في باطن الأرض ، ونشيع بين الناس أن هذا يكفينا ويكفي أجيالنا القادمة ويزيد . نحن شعب مستهلك حضارياً وسلعياً حتى تحولت هذه الاستهلاكية إلى أسلوب حياة وينفق 300% من دخله الحالي ، حتى تظن بأنك في بلد البطاقة الائتمانية إذا لم تسعفهم الرواتب الشهرية ، وعندما نرى إنجازات الآخرين نبدأ بالتهليل والصراخ \"الله أكبر \" هذا لدينا منذ ألف سنة ، وننسى أننا جسر عبور لا غير . نحن ندعو الناس للعمل بينما نجلس لنطرقع أصابعنا مستمتعين بالكسل دون أي انجاز ونلعن العاملين والناجحون بأنهم سرقوا أفكارنا ، ونتهم العالم بأنهم يتآمرون علينا بينما هم ينظرون إلينا برثاء لأننا بتنا لا حول لنا ولا قوة . الوقت .... حقيقة نحن أكثر شعب استهلاك للساعات ولكن مع ذلك لا ندرك للوقت قيمة ، وعندما يضرب الواحد منا للآخر موعد وهو يعلم بأنه لن يفي بالوعد لا من بعده ولا قبله ولا يمينه ولا يساره ، حتى يقول سوف أحضر الساعة الخامسة وعليك أن تنتظرني حتى السادسة وإذا لم أحضر الساعة السابعة يمكنك أن تذهب لحال سبيلك الساعة الثامنة ! . نحن نكره الانتظار بينما ليس لدينا لا شغله ولا مشغلة ، نحن نلعن الروتين ثم نكون أول من يطبقه .. القضايا ....عندما نحارب يكون بحناجرنا وعندما تأتي المصلحة نسكت فلا نكسب قضية فنحن كالخيال التي تقف فوقنا الطيور بل وتقضي حاجتها دون أن نحرك ساكناً . ، نكره التعقيدات ثم نحول حياة الآخرين في عذاب دائم ومقيم ، نتصرف بازدواجية غريبة ، نتمسك بالأصول ثم نفضل المصلحة .... على أي أصول متمسكين بها ؟ ، ننادي بالعدالة حتى تطرق المصالح أبوابنا فتغلب المصلحة على أي عدالة كنّا نتكلم عنها . تكون أكبر قضايانا في المنابر حكم \"نتف الحاجب\" ، \"مسح الخفين \" ، \" عيد الحب\" ، \" عباءة المرأة \" ، وتكون أصغر قضايانا \" العنف الأسري \" ، \" العنف ضد المرأة \" ، \" حقوق المرأة \" ، \" الإبداع \" ، \" احتواء المواهب\" ، \" حقوق المواطن البسيط \" ، \" وحرية الكلمة \" ، \" التعايش \" ،\" الفساد\" . . الفكر ....نحن أكثر مجتمع يتغنى بالوصاية عليه ويكون عبداً لمخاوفه وأسير للأفكار البالية تحركه مجموعة من المخلوقات المتحجرة ، وتضع القوانين الفكرية التي تكون مناسبة لمصالح هذه المجموعة لكي تسير المجتمع على فكر واحد ، ورأي واحد ، ورغبات واحده ، ومتناسين بأن من سنن الله الاختلاف واختلاف الرغبات والأفكار والميول . حقيقة نحن مجتمع نتشدق بفرض الرأي حتى وان كان الجميع مختلف معه ... ولكن ؟ ! لا يمكن أن نخالفه أولاً: بسبب الخوف وثانياً: لأنه من جماعة الوصاية وأصحاب الفضيلة السماوية ، وحقيقة أننا نحن المسئولون عن أنفسنا بالابتعاد عن التفكير وسوف أختصر هذه المسئولية بمقولة (هناك سبيلان للمرور بالحياة إما أن تصدق كل شيء وإما أن تشك في كل شيء وكلاهما ينقذنا من التفكير ) . وفي نهاية حديثي أقول إنني أؤمن أن أي شخص يستطيع أن يهزم الخوف بأن يفعل ما يخاف منه ، بشرط أن يستمر فيه حتى يحقق سجلاً من النجاحات فيه ، وهنا تكون سر حرية الكلمة وتكون أنت من يفتح قضبانك الحديدية وأخرجت نفسك من حالة العبودية الدائمة إلى التغيير . ولكن سؤالي : غير القضايا التي طرحتها ما الذي يجب أن يتغير في السعودية ؟! سوف أترك لكم التخمين ..... سديم الضرّاب