الأسهم الأوروبية تصعد إلى مستوى غير مسبوق    انقطاع الكهرباء عن الآلاف في بريطانيا وأيرلندا بسبب رياح قوية    إحباط محاولة تهريب أكثر من 1.4 مليون حبة كبتاجون عبر ميناء جدة الإسلامي    الذهب يسجل أعلى مستوى في 3 أشهر مع ضعف الدولار وعدم وضوح الرسوم    وفيات وأضرار خلال موسم الأمطار في بوليفيا    "المركزي الروسي" يخفض سعر صرف الروبل أمام العملات الرئيسية    ترمب يشدد على إنهاء حرب أوكرانيا ويلوح بفرض جمارك ضخمة    قاضٍ أمريكي يوقف قرار تقييد منح الجنسية بالولادة    انطلاق ثاني جولات بطولة "دريفت 25" الدولية لقفز الحواجز في تريو الرياضي بجدة    أمطار رعدية على معظم مناطق المملكة    من التمريرات إلى الأرباح    جرائم تحت الملاحقة.. النيابة تتصدى.. العدل تحسم    البرلمان العربي: ما يحدث في الضفة الغربية انتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني    المشي حافياً في المنزل ضار للقدمين    العمل المكتبي يُبطئ الحركة ويزيد الأرق    عقل غير هادئ.. رحلة في أعماق الألم    أمر ملكي.. تمديد خدمة عبدالعزيز بن سعد أميراً لمنطقة حائل لمدة 4 أعوام    القبض على (12) إثيوبياً في جازان لتهريبهم 216 كجم "قات"    400 مشارك في جائزة "تمكين الأيتام "    سلمان الشبيب.. من ضفاف الترجمة لصناعة النشر    %2 نموا بمؤشر التوظيف في المملكة    الأخضر تحت 16 يفتتح معسكره الإعدادي في جدة بمشاركة "27" لاعباً    المملكة وأميركا.. علاقة تاريخية وشراكة استراتيجية    السواحة يناقش وزير «السكك الحديدية والإعلام..» ورئيس مايكروسوفت وقادة كبرى الشركات    كل التساؤلات تستهدف الهلال!    أمانة جدة تضبط 3 أطنان من التبغ و2200 منتج منتهي الصلاحية    ما أحسنّي ضيف وما أخسّني مضيّف    الثنائية تطاردنا    تاريخ محفوظ لوطن محظوظ برجاله..    تمديد فترة استقبال المشاركات في معسكر الابتكار الإعلامي «Saudi MIB» حتى 1 فبراير 2025    أعطته (كليتها) فتزوج صديقتها !    العمل عن بُعد في المستقبل!    رحلة نفسيّة في السفر الجوّي    "خالد بن سلطان الفيصل" يشارك في رالي حائل 2025    أمير منطقة جازان يلتقي مشايخ وأهالي محافظة فيفا    وزير الصناعة والثروة المعدنية يفتتح المؤتمر الدولي ال 12 لتطبيقات الإشعاع والنظائر المشعة الأحد القادم    هيئة الفروسية تناقش مستقبل البولو مع رئيس الاتحاد الدولي    خادم الحرمين وولي العهد يعزيان رئيس منغوليا في وفاة الرئيس السابق    سرد على شذى عطر أزرق بمقهى "أسمار" الشريك الأدبي في أحد المسارحة    نائب وزير البيئة والمياه والزراعة يرفع الشكر للقيادة بمناسبة تمديد خدمته ل4 سنوات    فعالية "اِلتِقاء" تعود بنسختها الثانية لتعزيز التبادل الثقافي بين المملكة والبرازيل    إنجازات سعود الطبية في علاج السكتة الدماغية خلال 2024    التجارة: 10% نمو قطاع خدمات الإقامة والطعام خلال العام 2024    ترامب يعيد تصنيف الحوثيين ك"منظمة إرهابية أجنبية"    أمير الشرقية يستقبل الفائزين من "ثقافة وفنون" الدمام    تنبيه من الدفاع المدني: أمطار رعدية حتى الاثنين المقبل    1000 معتمر وزائر من 66 دولة هذا العام.. ضيوف» برنامج خادم الحرمين» يتوافدون إلى المدينة المنورة    أفراح آل حسين والجحدلي بزواج ريان    السعودية تدين وتستنكر الهجوم الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلية على مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة    ثقافة الابتسامة    سليمان المنديل.. أخ عزيز فقدناه    وصية المؤسس لولي عهده    القيادة تعزي الرئيس التركي في ضحايا حريق منتجع بولو    ندوة الإرجاف    المجتمع السعودي والقيم الإنسانية    "ملتقى القصة" يقدم تجربة إبداعية ويحتضن الكُتّاب    رابطة العالم الإسلامي تعزي تركيا في ضحايا الحريق بمنتجع بولاية بولو    وفد "الشورى" يستعرض دور المجلس في التنمية الوطنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني يشغلان إهتمام الأمريكيين
نشر في إخبارية عفيف يوم 20 - 06 - 2016

لفتت رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وبرنامج التحول الوطني 2020 الذي انبثق عنها، اهتمام الحكومة الأمريكية، ورجال الاقتصاد والمال، والشركات العملاقة، بعد تعرفهم على تفاصيلها الاستراتيجية من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، خلال لقائهم بسموه في زيارته الحالية للولايات المتحدة الأمريكية.
وأثبتت هذه الزيارة متانة العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، ومدى عمق التفاهم الثنائي بين قيادتي البلدين تجاه معالجة العديد من الملفات الإقليمية والدولية، فضلا عن دفع التعاون السعودي الأمريكي نحو مجالات أرحب تؤسس لعهد جديد من العلاقات التي تتحقق فيها المزيد من المنافع المشتركة.
جاء ذلك في ثنايا حديث الوزراء المرافقين لسمو ولي ولي العهد في زيارة للولايات المتحدة الأمريكية، للاعلاميين السعوديين في واشنطن الليلة، بحضور صاحب السمو الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية.
وتناول سمو الأمير فيصل بن تركي في حديثه أهمية مكانة المملكة الكبيرة في العالم، وحرص القيادة الرشيدة على بناء علاقات دولية تتسم بالاحترام المتبادل، مثمنًا زيارة سمو ولي ولي العهد الحالية إلى الولايات المتحدة التي حققت نجاحات كبيرة بعد اللقاءات التي أجراها سموه مع فخامة الرئيس باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وكبار المسؤولين في حكومته.
ومن جانبه، قال وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، إن لقاء سمو ولي ولي العهد بفخامة الرئيس باراك أوباما كان مميزًا وناجحًا، وجرى خلاله بحث موضوعات مختلفة تصدرها موضوع : الطاقة، ومدى حرص المملكة على استقرار أسعار الطاقة في العالم، وإيجاد عناصر أخرى للطاقة البديلة.
وأضاف الطريفي إن اللقاء تطرق إلى تفاصيل ورؤية المملكة العربية السعودية 2030، وما انبثق عنها من برامج مثل : برنامج التحول الوطني 2020 الذي أطلق في الأسبوع الأول من شهر رمضان الجاري، علاوة على مناقشة مستجدات الملفات الإقليمية في : لبنان، ليبيا، اليمن، العراق، وسوريا.
وأوضح الطريفي أن الجميع لمسوا خلال اللقاء حرص الرئيس الأمريكي على معرفة تفاصيل رؤية المملكة 2030، وخرج اللقاء بإيجابية كبيرة تعكس مستوى العلاقات البناءة بين البلدين.
وأفاد الطريفي أن سمو ولي ولي العهد التقى خلال زيارته بمعالي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مستهل زيارته للولايات المتحدة، ثم التقى معالي وزير الدفاع الأمريكي وعددًا من المسؤولين في الحكومة الأمريكية، وأكدت هذه اللقاءات أن زيارة سمو ولي ولي العهد لأمريكا تعد زيارة تحوّل نوعية بين البلدين، وتحمل رؤية مفادها أن المملكة تتبع مسارات مختلفة وجديدة يمكن استثمارها لتلبية مصالح المملكة وأمريكا.
ولفت وزير الثقافة والإعلام النظر إلى أن أصحاب المعالي الوزراء ألقوا محاضرات في عدد من مراكز التفكير بالولايات المتحدة الأمريكية، تحدثوا خلالها عن موضوع رؤية المملكة 2030، وبرنامج التحول الوطني 2020 الذي أعلن أكثر من 500 مبادرة وجدت الاهتمام الإيجابي الكبير من الأمريكيين بوصف المملكة مقبلة على تحول على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الإقليمية.
وبين الدكتور عادل الطريفي أن صدى هذه الزيارة التي حمل فيها سمو ولي ولي العهد رؤية المملكة 2030، وصلت إلى الخبراء في معهد كارنيجي للسلام، والمجلس الأطلنطي، حيث لمس معاليه منهم إبان زيارته لهما الحرص على معرفة تفاصيل الرؤية وبرنامج التحول الوطني 2020، وما الذي سيتغير ويحدث في المملكة من خلال تنفيذ هذه الرؤية، وكيف سيتم تمويلها.
أما وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور محمد بن عبدالملك آل الشيخ، فقد أكد أن الرئيس الأمريكي كلف الفريق الاقتصادي له بتقديم تقرير عن رؤية المملكة 2030، وبرنامج 2020، مفيدا أن المسؤولين الأمريكيين من الاقتصاديين والسياسيين رأوا أن رؤية المملكة لديها استراتيجية واضحة وأهداف محدّدة، مشيدين بما قدمت الرؤية من الإفصاح والشفافية في برامجها التنفيذية على مدى 15 عاما مقبلة.
وبين آل الشيخ أن الأمريكيين ركزوا في لقاءاتهم بسمو ولي ولي العهد على موضوع الكوادر البشرية الذي اهتمت به رؤية المملكة 2030، موضحا أن لدى المملكة الشباب والفتيات الأكفاء الذين سوف يساعدون في تحقيق الرؤية بكل جدارة.
بدوره بين وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، أن لقاءات سمو ولي ولي العهد مع الفريق الاقتصادي في الحكومة الأمريكية الذي يمثله : وزير الخزانة، وزير التجارة، وزير الطاقة، والممثل التجاري الأمريكي، وممثل المجلس الاستشاري للشؤون الاقتصادية، اُستعرض فيها بشكل مفصل رؤية المملكة 2030، والعناصر الأخرى المتعلقة بها مثل: صندوق الاستثمارات العامة، وشركة أرامكو السعودية، والشراكات الاستراتيجية مع الدول الأخرى، وتبعه النقاش مع رئيس وأعضاء مجلس الغرفة التجارية الأمريكية، حول ما يخص قطاع الأعمال في أمريكا مع عدد من الشركات الأمريكية الكبرى.
وقال الوزير العساف : على الرغم أن بعض هذه الشركات تعمل في السوق السعودية ويتعاملون معه، إلا أنهم عندما استمعوا لتفاصيل الرؤية من سمو ولي ولي العهد، رغبوا في التوسع بالاستثمار أكثر في المملكة.
وأضاف العساف أن سمو ولي ولي العهد ركز في حواره مع المسؤولين الأمريكيين على المحتوى المحلي في الاقتصاد وزيادته، بمعنى نعتمد على الصناعة المحلية سواء من المصنعين المحليين أو من الشركات الكبرى بدلا من الاستيراد، وقد منح سموه أول ترخيص عمل لأول شركة أمريكية للعمل في المملكة، وهي خطوة مهمة في زيادة معدل المنافسة في السوق المحلية، وتحسين الجودة في المنتج والمبيعات.
وشدد العساف على أن الهدف من الاستثمارات هو: الاستثمار المباشر في الصناعات والأنشطة في المملكة.
ومن جهته قال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، إن الموضوعات المهمة التي نوقشت مع الفريق الاقتصادي للحكومة الأمريكية وفي وزارة الطاقة تركزت على النفط والطاقة بشكل عام، بوصفهما القاعدة القوية للعلاقة الاقتصادية القوية بين البلدين.
وتابع قائلا: إنه على الرغم من الفائض في الإنتاج العالمي خلال السنتين التي مضت في النفط وانخفاض الأسعار حاليًا، إلا أنه لايزال هاجس دول العالم الكبرى، لأنه سلعة له دورات ارتفاع وانخفاض، والكل يدرك أنه بعد ما تنتهي دورة الانخفاض الحالية ويكون لها أثر على الاستثمار في الطاقة، سيكون هناك حاجة لدولة مثل عمق ومكانة المملكة وقدرتها الاستراتيجية لموازنة العرض والطلب.
وأشار وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية إلى أنه كان هناك اهتمامًا أمريكيًا لمعرفة سياسة المملكة في هذا الجانب، ووجدوا أن سياسة المملكة ثابتة وتتسم بالمسؤولية من ناحية المحافظة على الطاقة الإنتاجية لها والفائض في القدرة على سد أي نقص، وأن المملكة تسعى إلى توازن العرض والطلب، وأن تكون الأسعار معتدلة للمنتجين والمستهلكين.
وأفاد الفالح أن الموضوعات التي شغلت اهتمام الجانب الأمريكي هو موضوع التغير المناخي واتفاقية الأطراف بعد اجتماع فرنسا، حيث سعوا لإدخال هذه الاتفاقية إلى حيز التنفيذ بعد أن تنضم إليها عدد من الدول التي يصدُر منها 55 % من الانبعاثات، مبينا أن المملكة ستبدأ في إجراءات الانضمام إلى هذه الاتفاقية بعد إتمام المراجعات القانونية من قبل مجلس الشورى ومجلس الوزراء.
وأعرب عن أمله في أن تكون المملكة من الدول المتقدمة في الدخول لهذه الاتفاقية، واصفا إياها بأنها خطوة تعكس السياسة المسؤولة لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - من ناحية موازنة النمو الاقتصادي في المملكة، وعلى المستوى الدولي مشاركة العالم في المحافظة على البيئة.
وكشف المهندس خالد الفالح عن وجود شراكة قوية بين المملكة وأمريكا في مجال الأبحاث، وكانت هناك مبادرة أطلقت بالتزامن مع اجتماعات (COP21 Paris)، تعمل من خلالها جميع أجهزة المملكة البحثية على تطوير تقنية جديدة لكفاءة الطاقة، وحبس الكربون وتحوله لمنتجات مفيدة، أو استخدامه في إنتاج البترول مما يقلل من الأثر البيئي، ويكون له مردود اقتصادي يعود بالنفع على المملكة.
إضافة إلى ذلك، فقد ناقش الأمريكيون حسبما قال المهندس خالد الفالح، موضوع الطاقة المتجددة، وكان محورًا مهمًا في النقاش، حيث أعلنت المملكة عبر رؤيتها 2030، أنه في الفترة المقبلة سيتم إدخال (10 جيجا وات) من استهلاك المملكة من الكهرباء عن طريق طاقة الرياح، وعرض الأمريكيون على المملكة الاستفادة من خبراتهم في كيفية تحفيز هذا النوع من الطاقة، وكيف تدعم الحكومة الأمريكية مثل هذه المشروعات عن طريقة القروض، والآليات التي يستخدمونها.
كما تم في ذلك الجانب، استعراض التجارب الأمريكية في إعداد دراسات تقوم بها وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية عن طريق مراكز بحثية أمريكية، وطلبت المملكة نقل هذه التجربة إلى مركز الملك عبدالله للدراسات البترولية في الرياض.
وقال المهندس الفالح: لقد تم دعوة الشركات الأمريكية لمضاعفة استثماراتها في المملكة، بوصفها بيئة اقتصاد آمنة من حيث ثبات السياسات، وحماية المملكة للمستثمر السعودي والأجنبي، داعيًا إلى التسويق لنجاح هذه البيئة التي تستفيد منها العديد من الشركات متعددة الجنسيات.
وأضاف : نطمح أن ننقل تجارب الاستثمار في الصناعات الأساسية مثل: النفط، والتكرير، والبتروكيماويات، والألمنيوم، والفوسفات إلى مستويين آخرين، الأول: الصناعات التحويلية المكملة لهذه الصناعات الأساسية، والاستفادة من المواد المتقدمة التي تنتجها البتروكيماويت مع صناعات المعادن من الحديد والألمنيوم التي تنتجها صناعات سعودية، مع وفرة الطاقة من الكهرباء، والغاز، والبترول بأسعار محفزة، مع البنية التحتية التي ليس لها مثيل للدخول في الاستثمار بالمملكة مثل التي في : الهيئة الملكية للجبيل وينبع، ورأس الخير، وجازان، وهيئة المدن الصناعية مدن .
وتابع قائلا : إذا تم دمج هذه العوامل نجد أن لدينا بيئة استثمارية للدخول في صناعات تحويلية ومنتجات نهائية سواء كانت صناعة السيارات، أو الأجهزة المحلية، أو صناعات الطاقة متجددة مثل : تربونات طاقة الرياح، والمستوى الثاني الذي تطمح إليه المملكة، هي مجال الخدمات، وهي أكبر مولد للوظائف ذات المردود العالي من حيث الخبرة والمداخيل لأبناء الوطن، بحيث تكون المملكة مصدرة للخدمات في القطاعات التي تتميز فيها، سواء في قطاع الطاقة أو التعدين أو الخدمات.
وأفاد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية أن سمو ولي ولي العهد يركز على تطوير البنية التحتية في المملكة وفق الرؤية التي تسعى بأن تكون حلقة الوصل بين القارات ليس من خلال حركة المواد والبضائع وحسب، بل كذلك من ناحية المعلومات عبر شبكة التقنيات الحديثة التي سوف تُبنى في البلاد، علاوة على أهمية وجود مراكز معلومات لدعم الربط الكهربائي بين أفريقيا ودول الخليج العربية خاصة المملكة، للاستفادة من تفاوت ساعات الذروة في توليد الكهرباء، إلى جانب أن تكون المملكة مصدرًا فكريًا ملهما لمكانتها العريقة كقلب العالم الإسلامي، ومركزًا لوجستيًا في التصنيع ونقل البضائع والتواصل بين الشعوب.
واستعرض اهتمام وزارة الطاقة والصناعة من خلال تنفيذها لبرامج رؤية المملكة 2030 بالتواصل مع جمعيات غير ربحية التي يكون لها علاقة بتطوير نواحي غير اقتصادية بحتة في المملكة، وقال إنه تم دعوة ( ناشونال جيوغرافيك) بأن يكونوا شركاء مع المملكة في الأبحاث حول الطبيعة، وطبيعة المملكة الجغرافية، وتاريخها الحضاري من خلال وسائلهم الإعلامية، بالإضافة إلى الدخول في شراكات بحثية مع عدة مراكز سعودية، مبينا أنهم أبدوا حماسا لذلك.
وحول طبيعة سوق النفط الأمريكية التي تعد أكبر سوق في العالم وتستهلك (20) مليون برميل يوميًا، قال معاليه : من الطبيعي المملكة بوصفها أكبر دولة لديها احتياطات في العالم أن يكون لها موضع قدم في السوق الأمريكية، بشكل يوازي حجم السوق وحجم قدراتها على التصنيع.
وبين في سؤال حول شركة (ويكيفا) التي تم فصلها عن شركتي (أرامكو) و (شل) بناء على استراتيجيات مختلفة، أن أرامكو كان لها نصيب الأسد من هذه الشركة، وتعمل على خطوط الأنابيب في أمريكا من خلال إيصال المنتجات إلى شمال شرق الولايات المتحدة بسلسلة محطات توزيع لبيع النفط، فيما لاتزال أرامكو تبحث عن الاستثمار في السوق الأمريكي الواعد الذي زاد استهلاكه للنفط هذا العام عن السنتين التي قبلها.
وعن إمكانيات المملكة من الطاقة، كشف معاليه عن عزم المملكة مضاعفة إنتاج الغاز من اكتشافات تمت في الفترة الماضية من نوعي الغاز التقليدي والغاز الصخري، بجانب اكتشافات في البحر الأحمر سيتم تطويرها في الوقت المناسب، فضلا عن أن أرامكو تنوي مضاعفة طاقاتها التكريرية داخل المملكة وخارجها، وتطوير الحقول مثل حقل: خريص للمحافظة على الطاقة.
وفيما يتعلق بمشروعات شركة أرامكو المستقبلية في سوق الطاقة، قال معاليه : إن الشركة سوف تستثمر بطريقة مناسبة في صناعات الطاقة المتجددة ، وستحفز صناعات تكميلية تكمّل صناعات النفط، وسوف يتم إنشاء مدينة الطاقة وهي بنية تحتية مميزة يوجد فيها كل الممكنات لتحقيق جزء من رؤية المملكة 2030، للوصول بالمستوى المحلي إلى 75 % من كل مدخلات قطاع الطاقة والبتروكيماويات من مواد وخدمات، كما سيتم استقطاب الشركات الرئيسية في الصناعات المتشعبة التي تدعم قطاعات الطاقة ليكون لها مردود على قطاعات أخرى.
وتناول وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، عددًا من أهداف الزيارة التي قام بها سمو ولي ولي العهد إلى الولايات المتحدة، منها التسويق والتعريف برؤية المملكة 2030، والبناء على المكتسبات والشراكات السابقة للاستفادة من الشركات العملاقة الأمريكية في احتياجات المملكة ضمن القطاعات الواعدة في الرؤية، وبحث فرص الشركات الوطنية في تصدير ودعم منتجاتها في الأسواق العالمية، وإمكانية التعرف من التجارب الاستثمارية خاصة في المنشآت الصغيرة.
وأشار القصبي إلى أنه خلال الزيارة منح سمو ولي ولي العهد أول ترخيص للاستثمار في المملكة لشركة ( داو كميكال) العملاقة، لتعمل في السوق المحلية وفق ضوابط معينة بناءً على التوجه العام للدولة بفتح الاستثمار في تجارة التجزئة الذي أعلن عنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - إبان زيارته لأمريكا عام 2015، لتقديم إضافة نوعية ومعرفة وصناعة في السوق السعودية دون أن تؤثر على وجود المواطن في السوق.
وبين القصبي أنه سيتم الاستفادة من هذا الاستثمار وغيره في فتح مصانع وطنية في المملكة، وتدريب أبناء الوطن، لافتا النظر إلى أنه سيتم خلال زيارة سمو ولي ولي العهد الحالية منح تصريحين آخرين لشركتي: ( 3 إم) و ( فايزر) العملاقتين، مؤكدا أنهما سوف يضيفا للسوق السعودي الكثير، لأنها شركات عالمية معروفة، فيما لاتزال المفاوضات جارية حول دخول شركة ( آبل) للسوق.
ولم تقتصر الزيارة على الاستثمار التجاري، بل بحث معالي الدكتور ماجد القصبي خلال زيارة سمو ولي ولي العهد، موضوع الاستثمار البشري، من خلال الاطلاع على تجربة إدارة المنشآت الصغيرة في أمريكا التي تضم (28) مليون منشأة، وبين معاليه في ذلك الصدد أن المملكة أنشئت هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة وجاري إعداد الاستراتيجية الوطنية لها، وتم عقد شراكات مع المنشآت الصغيرة في أمريكا للاستفادة منها حتى يبدأ العمل بها بما يوافق احتياجات المملكة، وتم عمل آلية مع غرفة التجارة الأمريكية لتبادل معلومات لما يحتاجه المستثمر السعودي والأجنبي.
وقال : وضعنا آليات عمل لتنفيذ مشروع تبادل الخبرات مع الجانب الأمريكي في المنشآت الصغيرة، وفي نهاية شهر سبتمبر المقبل سوف يزور المملكة فريق عمل منهم للاطلاع عن كثب على الخطوات التي اتخذت بخصوص هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
وفي ذلك السياق أيضا، قال القصبي : أطلعنا على مشروعات ريادة الأعمال في أمريكا، مثل : معمل (1776) لتبني أفكار الشباب وتحويلها، وقد جمع المشروع ما بين، صاحب الفكرة، ومقيمي الفكرة، وممول الفكرة، وحاضني الفكرة، وسوف يزورون المملكة قريبًا، وسننشئ مركزًا مماثلا له في نفس هذا النهج، منوها في مجال دعم الشباب إلى فكرة إنشاء كلية الأمير محمد بن سلمان لريادة الأعمال، وأن جميع هذه العوامل مفيدة في إشراك الشباب في رؤية المملكة 2030.
ومن جانبه، قال الأمين العام لصندوق الاستثمارات العامة ياسر بن عثمان الرميان، إن زيارة سمو ولي ولي العهد تعلقت بعلاقات القطاعات الحكومية، والقطاعات الخاصة ممثلة في الشركات، بجانب التواصل مع مراكز الفكر، والمؤسسات غير الربحية، والبنوك الاستثمارية والبنوك التجارية، وهي من الأمور المهمة في الاقتصاد الوطني لدواعي التمويل والتجارة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.