من المحزن حقيقة أن نفقد قائدا تربويا كبيرا , قد سبر أغوار مجتمعه,وعرف مشاكلهم وهمومهم* , وطموحاتهم وآمالهم , وهو يلقي المحاضرات العلمية , ويشرح النظريات التربوية , ويصدر التعاميم الإدارية الراشدة, في ضوء* جولاته الميدانية على مرافق إدارته الواسعة, التي يقف عليها مشجعا للإنجازات مسددا بعض الثغرات برأيه وتوجيه. وجميع العاملين تحت إدارته الذي يقدر عددهم* بالمئات أو الآلاف , يعملون معه بدافع الحب والحياء , إلا قلة قليلة منهم, ضعيفة نفس, لئيمة خلق , تعاني من بعض أمراض القلوب كالحسد والطمع ,كره للناجحين, وطمع في تحقيق مصالحها الشخصية , ولم تقدر *ذلك القلب الحنون الذي كان سببا في التفريج عن كرب بعض العائلات الفقيرة* ,التي عجزت عن مساعدتها مؤسسات اجتماعية وخيرية* هو من صميم عملها . وقد نسيت* تلك الفئة اللئيمة الوقفات الأبوية من القائد المحبوب, مع من يريد أن يشبع طموحه الوظيفي أو يحقق رغباته أيا كانت . *في جولة ميدانية كانت* له ,لاحظت قسمات وجوه* محبيه, فرأيت الطالب يبتسم له خلف طاولته , والمعلم **فرحا بلقائه في فصله , والمدير يسير بجانبه* مطمئنا مرحبا* من قلبه . وفي مكتبه لامست *المساواة والعدل , فحارس المدرسة يجلس بجوار* شيخ العشيرة , وسائق الإدارة يجلس بجوار رئيس قسم من الأقسام, ويستمع لهم ويتعامل معهم بسجيته المجبولة على الحب والاحترام , دون أن يفاضل أحدا على أحد. ** خلاصة خاطرتي* أقول لقد فقدنا قائدا محبوبا, ومستمعا عطوفا* لرعيته.*