خالد موظف بنك ذا سعةٍ وغنًى يزوره أحد أقاربه في مساء يومٍ كئيب بعد سنة من تسلمه وظيفته الجديدة ؛ يدخل ذلك الضيف الغثيث لمنزل خالد ويأخذ جوله وتمتلئ رئته حقداً وكرهاً على مُمتلكات خالد والذي ذهب لإحضار الشاي والقهوة لذلك الضيف والذي يُباغت خالد بالسؤال وهو يعلم الإجابة مسبقاً …؛ خالد ماشاء الله أين توظفت …!؟ يرد خالد (على النيّة ) الحمد لله وجدت وظيفة في البنك في قسم المحاسبة .. وبعد همهمةٌ طفيفة تسودُ الجوّ المحيط تغيرت تعابير وجه ذلك الضيف ، ثم يرمي بسؤالٍ من شرر وبطريقة نُكات الثقلاء….. بنك يا خالد ..!!؟ لا أعلم لكن أما بحثت عن وظيفة أخرى من باب (الورع ) والبُعد عن الشُبهات. ينتهي الحوار ويغادر الضيف ويبدأ خالد يراجع حساباته وتمتلئ نفسه بالغيظ والغضب الشديدَيْن ثم شيئاً ف شيئاً تُلح على فكره المزيد من التساؤلات ماذا عن مأكلي ومشربي حلال أم حرام ..!؟ ذلك الضيف أصطحب معه زوجته الغثيثة أيضاً في الزيارة لمنزل خالد ؛ وفي ذلك الصالون الخاص بالنساء تستقبل زوجة خالد تلك الضيفه التي تسأل وهي تعلم الإجابة مسبقاً ( إلاّ يا فلانه وين توظفتي ) لترد زوجه خالد بذات النيّة التي رد بها زوجها ..ولله الحمد والفضل أنا (ممرضة ) لتتغير ملامح تلك الضيفه ..وتتساءل بشيء من الخوف والفزع والإنزعاج ممرضة …!!؟ وتردف قائلةً وماذا عن الإختلاط والإحتكاك بطبقات المجتمع الهمجي …!؟ يأُختِ أكملي تعليمكِ وتوظفي معلمة ذلك أفضل لكِ أما تعلمي أن الإختلاط هم لكِ في الدارين ..!
لتبدأ زوجة خالد تُعيد حساباتها وتبدأ تراجع ذلك الحوار مرات ومرات و ينتهي المشهد بتقديم إستقالة ( خالد وزجته ) ؛ ذلك المشهد ليس إلاّ بعض كلمات أشبة بأجزاء صغيرة متوهّجة تنفصل عادة عن نار الحسد ؛ فثمة من مال إلى الشرِّ وتعوَّده وكل خيرٍ عند غيره من الناس هو موضع استهجان وذمّ بل ولا يترك ذلك الخير إلا وقد عابه وألحق به الشّرَّ وحتى لا يظهر على حقيقته يطلي كلماته بوشاح الدين وأنه الناصح الأمين ..!!