من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا نعمة العقل والتي تأتي بعد نعمة الايمان. وبالرغم من عظمة هذه النعمة الا أن الانسان لا يستخدمه على الوجه الصحيح, فلقد دلت البحوث العلمية على أن العقل البشري لم يستخدم الا في حدود 10% من طاقته, قد يبدو الأمر غريبا ولكنه يميل الا الصحة. يعتبر فن التفكير إن صح التعبير من أرقى الفنون فمن خلاله نستطيع أن نبدع ونخترع ونكتشف عيوبنا وننهض بأمتنا، ولكننا وللأسف لا نمارس هذا الفن الا عند الضرورة بل والضرورة القصوى بالرغم من أنه من الفنون المباحة بل والمرغب فيها، ولكن هكذا تعلمنا وتربينا بل بعض الأحيان نمنع منه ونلاحظ ذلك جليا مع أطفالنا حينما نمنعهم من هذا الحق ونصادر حقهم في التفكير ونعتبرها من الخروج عن المألوف ومن هنا تكمن المشكلة في عدم التفكير عند الكبر بسبب صعوبته علينا وذلك لعدم تدربنا عليه في الصغر. ومن النقاط المهمة في هذا الفن: إن عقولنا تفكر بناء على ما لدينا من معلومات، فإن كانت جيدة وموثوقة كانت الأحكام والتصورات صحيحة أو أقرب الى الصحة، والعكس صحيح. لذا يجب علينا ملء عقولنا بما هو مفيد ليساعدنا على فن التفكير. أثناء التفكير علينا استخدام المنطق والاستدلال والبراهين والاستفادة من التجارب السابقة والوقائع الماثلة أمامنا وأن لا نغفل استخدام حواسنا (قوى اللاوعي) فلديها الكثير مما تقوله لنا وقد دل قوله صلى الله عليه وسلم " البر ما اطمأنت اليه النفس، واطمأن اليه القلب، والإثم ماحاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك". حياتنا مليئة بالقضايا والأمور الهامه التي تحتاج الى قرارات حاسمه، وتحتاج منا الى كثير من التفكير والتمحيص والمشاورة. علينا بالتفكير فيما نقرأ ونسمع وعلينا مناقشة الكاتب فيما يكتب، فالكاتب بشر يخطئ ويصيب وقد يتبع هواه. علينا بالتقييم الموضوعي بعيدا عن العواطف والمجاملات، وأن نستخدم تفكيرنا في ذلك، لا تفكير الغير فننقل الآراء والأفكار فقط. وأخيرا: بادر بتمثيل دورك البطولي في فن التفكير ولا تتنازل عن دور البطولة.