القنوات الشعبية ودعاية الموت ! أقرت وزارة الصحة خلال الأيام الماضية أكثر من عشرين احترازا للتقليل من الأخطاء الطبية التي زادت في الفترة الأخيرة، كما أنها وضعت معايير وإجراءات للرفع من مأمونية نقل الدم، إضافة إلى سعيها لإدخال فحص المخدرات والإيدز ضمن فحوص ما قبل الزواج، والحقيقة أن مثل هذه الخطوات تستحق الإشادة والتقدير لما لها من أهمية في الحفاظ على صحة الإنسان . قبل أيام كنت أتجول بين القنوات الفضائية ولفت انتباهي شريط إعلاني على إحدى القنوات الفضائية السعودية وقد كتب عليه : (يعلن مركزنا عن توفر علاج للقضاء تماما على مرض السكر في 50 يوما والقضاء على البهاق في 50 يوما، والقضاء على الضعف الجنسي بكل أنواعه) ثم يختتم الإعلان بعبارة : نتحدى ! إعلان آخر جاء فيه : ( يعلن مركز ال..... للأعشاب عن علاج نهائي ! لأمراض : الضغط والسكر والشيب الأبيض والقولون العصبي والهضمي والبهاق والعقم وضعف القدرة والصلع والتساقط والغرغرينا وحصى الكلى والمثانة والمرارة والروماتيزم والصدفية والأكزيما .......) والقائمة تطول! ولك أخي القارئ أن تتعجب من تحديد مدة زمنية للشفاء التام !، وتستغرب أيضا من تطابق مدة الوصول للشفاء في أكثر من مرض، وتكون أحيانا 50 يوما أو 21 يوما وما يزيد الطين بلة أن بعض هذه الخلطات تأتي من خارج الوطن وتوصف للمريض دون إجراء تشخيص لحالته ! مثل هذه الإعلانات تنتشر أمام سمع وبصر وزارة الصحة ! وعلى بعض القنوات الشعبية ! ولكي أكون صريحا أكثر فإن بعض القنوات الشعبية تحديدا أصبحت تروج لمثل هذه الشركات وأصبحت تشاركها في هذه الجريمة التي تستهدف المرضى بكل خبث ومكر لتحقق هدفها الربحي . إن على وزارة الصحة أن تتعاون مع وزارة الإعلام للقضاء على هذه العصابات التي تتاجر بصحة البشر، فالمريض بطبعه يسعى إلى البحث عن الدواء مهما كلفه الأمر وربما يسقط في شباك هذه الدعايات المحمومة التي لا ترقب في مؤمن إلاً ولا ذمة !! وإذا كانت الجهات الرقابية تطارد بائعا متجولا هنا أو هناك لبيعه وصفات مشبوهة، فإن هذه الإعلانات - غير الإنسانية - التي يشاهدها الملايين عبر الفضائيات، أحق بأن تجرم وتطارد. إذا ما استمر هذا السكوت المريب من وزارة الصحة ! فإنني أخشى أن يخرج علينا من يدعي معجزات الأنبياء قائلا : إنني أبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى ! نسأل الله أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين، وأن لا يكلنا إلى غيره طرفة عين. محمد عمير الغامدي - الباحة -------------------------------- غباء في استغلال التفكير! نحن النساء لو وُضِعنا وسط أمر لأفسدناه، نعم! نتفنن في صنع وحبك الفتن، وفي كثرة الكلام، بفائدة وغير فائدة، بل بالأصح كله بغير فائدة، ولا يعجبنا العجب! نبدع في اختراع الأقاويل، ونتحدث بألسنة بعضنا! وبتأليف غير معقول. فقط لو استغللنا هذا التفكير المبدع! في وضعه في مكانه السليم، لاشتغلت عقولنا بطريقة صحيحة، ولما وصل مجتمعنا بهذه السوء! نعم سوء! مجتمع ماهر في حبك الفتن، والتبلّي، واختلاق المشكلات، وكل شيء يدل على تراجع التفكير! لقد خلق الله البشر، وهناك اختلاف خلقي بين عقول النساء وعقول الرجال، ولكل عقل مزاياه، وسر حسن الاستغلال يكمن في توزيع الفكر بطريقة سليمة، واستغلال ما حبانا الله به من نعمة العقل في ما يعود علينا بالفائدة، وبتكوين مجتمع ناضج وسليم، وإنشاء ثقافات واعية وناتجة لمجتمع متعلم ومثقف. فقط عقلنا هو مَن نسيء استخدامه، هو ما يحتاج تعديله ليستصح مجتمع بِحاله!. رؤى أحمد السارحي - جدة ---------------------------- رفقًا بعقولنا يا علماءنا! كغيري تابعت الفتاوى الأخيرة وما نجم عنها من مباحث وتطورات وتعقيبات فوجدت من حقي -كمسلمة - أن أسأل عن الضرورات التي أجبرت العلماء على ذلك، وهل تدخل في نطاق فقه النوازل أو فقه الواقع؟! وعن أسباب صدور هذه الفتاوى في هذا الوقت بالذات؟! فإن كانت وصلت العلماء حالات خاصة فلِمَ لم يقوموا بحلها بينهم وبين أصحاب القضية؟! لِمَ اختاروا إعلانها على الملأ وكأنها قضية ملحة من قضايا المجتمع كله؟! والأسئلة الأهم التي أرجو إجابة شافية وافية عنها: هل نسي علماؤنا أنهم على أطهر بقاع الأرض ووجهة المسلمين إلى بيت الله ومسجد نبيه؟ وهو الاستثناء الوحيد فعلماء العالم العربي والاسلامي على ذات المسؤولية والأمانة في الدعوة ونشر تعاليم الدين.. ولأنهم بشر غير معصومين من الخطأ فلا عيب إن أخطأوا وتراجعوا بل العيب - ونربأ بهم عنه - أن تكون فتَنَتْهم الشهرة والانتشار وأصبحوا بين مصدر للفتاوى وبين مخالف لها حد الجدل والاتهام وتبرير الفتوى بحماية أصحاب القرار أمام العالم كله. ألا توجد لديهم مؤسسات أو جهات خاصة للاجتماع ولتداول الفتوى والرأي والحوار بدلاً من نشرها في وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة بطريقة فردية مما يؤدي إلى ازدهار الصحافة والقنوات التلفزيونية والمواقع في النت بعناوينها ومواضيعها بين مؤيد ومستنكر أو متهكم وساخر؟! رفقًا بعقولنا ومشاعرنا وانفعالاتنا يا علماءنا، رفقًا بحزن انتشر في كل موقع ومجلس، لغط وسخرية أكثر منه حوار بين الناس! رفقًا بالإنسان البسيط والجاهل والمراهق والطفل الكبير بعقله حين يستفسر ولا يجد إجابة تقنعه.. أنتم العلماء ورثة الأنبياء اختلافكم رحمة فلا تجعلوا رحمة اختلافكم (سقرًا) على الأمة!!! نسأل الله أن يجري الحق على ألسنتكم وأن يجعلكم مشاعل من نور نسير بها فلا نزل ولا نضل، إنه ولي ذلك والقادر عليه.. سناء محمد - جدة