مع كثرة وسائل الاتصال وثورة الثقافات اخترقت سهام التغريب الفرد المسلم فأصبح محطة لاستقبال صنوف الثقافات البشرية، فكان لِزامًا على المسلم الواعي أن يواجه هذه التحديات بأصالته الدينية وثقافته الشرعية، وممارسة دوره الإيجابي الفعال والمؤثر، مستخدما طاقاته الكامنة من المواهب والقدرات التي تؤهله لبلوغ درجة الإبداع، فالطاقة الإبداعية لعقولنا مصدر قوة لا ينضب، والله تعالى يقول: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة}. فالإبداع في التفكير والعمل ضرورة ملحة لمواجهة التيارات المتلاطمة والأمواج العاتية من الثقافات المغايرة، وذلك من خلال توسيع دائرة القراءة والإطلاع وتطوير المهارات العقلية في التفكير والتخطيط. وفي ذلك يقول العالم النفسي "ألفرد ادوارد" :(إن من أسس خصائص الإنسان قدرته على تصيير القوة السلبية لقوة ايجابية)،
ومن الأمثلة على صحة ذلك، إبداع ذوي الاحتياجات الخاصة الذين امتلكوا قدرات مذهلة في التعامل مع المعلومات بشتى مصادرها التقنية وغيرها. فالإبداع ليس ضربا من الحظ، بل هو اعتقاد بأن الله خلقنا وهيأ لنا وسائل الإنتاج وأودع فينا إمكانات الإبداع لنفكر ونخطط ونعمل، وسنبقى متأثرين غير مؤثرين إذا اكتفينا بالاستماع والمشاهدة لما يحدث حولنا، دون المسابقة والمشاركة على أرض الواقع. وليس معنى القوة الإبداعية أن لا يستفيد المبدع من تجارب الآخرين وجهودهم المثمرة، بل عليه أن يستفيد منها ويبني عليها نجاحات جديدة.