الكتابة ليست ترفاً أو بدعةٌ بل هي معادلة معقدة من التفاعلات الفكرية والمؤثرات الثقافية والإيحاء النفسي. جملة من القيم ومعزوفة من المثل يؤمن بها الكاتب. واعتقد أن الكتابة تسكن في كيان الكاتب قوى سحرية مجهولة تدفعه إليها ويحس معها بأن قلمه أبلغ من عبارته ولكن السؤال دائماً لماذا نكتب؟لأن المشاعر والأفكار بداخلنا تتزاحم بحثاً عن منفذ ولأن أناملنا لم تعد تقوى على السكون. نكتب لأننانريد لعقولنا أن تعمل ولأفكارنا أن تتلاقح ولمجتمعنا أن يرتقي. يقول الشاعر اليوناني نيكوس كازنتزاكي (الكتابة والإبداع مثل الحب متابعة إغوائية مليئة بعدم الثقة وبالخفقات المرتكبة، وكل صباح حين كنت أخرج إلى هذه المتابعة الباطنية كان قلبي يخفق كرباً وفضولاً (بمعنى أن مكنوناتن النفس لا تقلق من التجديد ولا تتذمر من التفكير بل تتبنى الفكرة وتحرض على مباشرتها وعلى بلورتها مشروعاً فكرياً أو عملاً ثقافياً ندشن من خلاله دعوى إلى التغيير أو مناداة إلى التأمل والتفكير. فالكتابة عموماً هي الرؤية الصادقة التي تجسد التفاعلات مع الواقع والمجتمع بل هي النبض الراكض في الوجدان تتواجه في متعته فتلقي بسحرها الخيالي مع تصنيفات ثقافية كاتبها وذوقه المصنوف على قارعة تأمله حيث التحسس ببواطن الحس والإفاضة اللغوية. فالكتابة المبدعة أينما حلت برواحلها وكيفما حطت بقوافل إحساسها تبقى هي الوسيلة المثلى للتعبير والتغيير والإصلاح والاتصال مع الآخر. عقيد دكتورعبدالله جبران النفيعي