الحياة مراحل ولكل مرحلة ظروفها التي تفرض تغييرا في أسلوب الحياة، الإنسان بطبيعته يتغير وذلك حسب ما تقتضيه الأولوية التي ترتبط بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. الفوارق تكمن في ترتيب الأولويات فثمة ما هو هام وما هو هامشي ؛ هذه الفوارق هي المقياس الحقيقي للنجاح والتألق بين بني البشر واعتقد أن المواقف العابرة هي التي تعكس مدى التفكير الذي يعطيك الانطباع العام لتعرف الفوارق وتختار. يحكي صديقي الذي يدرس اللغة الإنجليزية في معية مدرس متخصص هذا الموقف يقول : اعتدت أن أذهب لأستاذ اللغة عبر حصص منتظمة خلال الأسبوع لأتمكن من التعلم بصورة جيدة فاللغة حلمي الذي سيغير مني أشياء كثيرة في المستقبل يقول فبينما نحن نتابع احد الدروس جاء أحد الإخوة من موظفي القطاع الخاص يريد أن يتعلم اللغة وكان أن سأل فور جلوسه معنا عن المبلغ المطلوب للتعلم ولاحظوا انه لم يسأل عن طريقة التدريس أو المنهج أو حتى خبرات الأستاذ وشهاداته على أية حال جاوبه الأستاذ بكل لطف بعد أن أوضح له بإيجاز خطة التدريس التي ينتهجها مع الطلبة، المفاجأة كانت عندما تذمر أخينا وتشنج مبديا أسفه من غلاء المبلغ دون أي لباقة ليقول : أستخير وارد عليك..ثم ذهب.. يقول صديقي وجدت نفسي من تأثير الدهشة أرد عليه دون إرادة (وليه يا أخونا هو زواج مثلا).. هذا الموقف يرسم صورة نمطية للتفكير السلبي الذي لا يدرك قيمة الاستثمار في الذات فالبعض لا يعي بأن تعلمه للغة على سبيل المثال سيغير من حياته وسيفتح له آفاقا معرفية جديدة بل ويطور من أدائه في دائرة العمل والعلاقات ..في الدول المتقدمة يحرص الناجحون على الاستثمار في الذات حيث يخصص كل واحد منهم مبلغاً من دخله الشهري لشراء الكتب أو للالتحاق بدورات تدريبية أو للذهاب في رحلات استكشافية تعليمية، كل هذا وأكثر للتزود بزاد الفكر والمعرفة ، هم لا يكترثون بالمادة بقدر تحقيقهم لغاية التطوير والتغيير.. الاستثمار في الذات هو الضامن لأرباح دائمة تجعل منك رأسا للمال في كل مشروع تخوض معه رحلة جديدة، الاستثمار في نفسك سيوصلك إلى أبعد هدف.. جرب أن تجيب على الأسئلة الحائرة التي ستجعل منك شخصا ايجابيا ومنتجا، ترى ما هي الخبرات والمهارات التي تحتاج إليها، كيف ستطور من أدائك الوظيفي..ما هي الدورات الإضافية المناسبة وما هي التخصصات التي يجب أن تتعرف عليها وتقرأ عنها .. هاهنا دعوة لترك التفكير في الماضي و التمرد على التقاعس الذي يزيدك إحباطاً حاول أن تفكر فيما بقي..ضاعف الجهد وانظر إلى النماذج الناجحة وصدقني ستصل.