المفتاح الذهبي للتغيير ( خطاب لكل وزير أو مدير أو مسؤول ) الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد : إن من طبيعة البشر أن تبحث عن التغيير ,, فهي تمل الروتين ودائماً تتطلع إلى التغيير وباعتقاد الناس أن التغيير سيجلب لهم مزيدا من الراحة والسعادة والرفاهية بل والمتعة ويعيشون أحلاما وتصورات بل يرقبون في كل مدير أو قادم جديد – وخصوصا – ذاك الشخص الذي هو مدار حديث الناس بنشاطه وحيوية وخبراته وشهاداته واسمح لي بهذا الموقف في يوم من الأيام طَلب مني أن انتقل من عملي إلي مكان آخر لوجود نقص فعرضوا علي فوافقت للمصلحة العامة ومن أول يوم دخلت وبدون مبالغة تفاجأت بأحد الإداريين في مكتب المدير يقول ( وين اللي تقولون سيحيي المكان بنشاطه وأعماله وبرامجه) تخيل من أول يوم هذا المسؤول يقول هذا الكلام والسبب لأنه تشبع من كثرة الكلام والمديح والإطراء الذي كان يسمعه من مديره والتغيير الكبير الذي كان يحلم به فأيقنت أن الناس تبحث فقط عن التغيير لذات التغيير وليس عندهم أي هم أن يكونون هم من يساهم في التغيير بتغيير ذواتهم وتطوير قدراتهم وإن أكبر تحدي يعيشه المسؤول هو كيف يشعر الناس بأنه أفضل من سابقه وكيف سيغير الوضع الحالي وكيف سيطور العمل والناس ترتقب كما قلت وتنتظر النتائج ... ولك أن تجرب بأن تطلب من زملائك بالعمل بأن تقيم لهم دورة في تعلم أي فن أنت متقنه .. لترى حجم المشكلة التي نعاني منها في مجتمعاتنا إن مفتاح التغيير الذي أريد أن أصل إليه وأوصله إلى كل مسؤول هو أن لا يفكر بتغيير القرارات والإجازات والتعاميم وتقنية إيصالها وإرسالها !! بل يسعى أن يغير الكوادر بتطويرها وتنمية مواهبها وأن يضع كل شخص في المكان المناسب وأن يسخر الحوافز المادية والمعنوية لمن يتطور وأعرف أن بعض الإداريين لن يجد حلا في بعض الناس إلا البتر لأنه معيق للتطوير فأقول ... باستطاعتك أن تطوره إذا رأى التطوير حافزا ومقدرا ومعتبرا عند مسئوله وليس فقط ( روتين وجمع نقاط ) والراتب لا يتأثر فمن يطور نفسه ومن لا يطور نفسه في مصطلحك سواء إن المتأمل كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم و في سنن الحياة يجد أن أمراً واحدا وناموساً كونيا لا بد من وجوده ليحصل التغيير في أي أمر فلن تتغير الحياة ولن تتغير الدولة ولا المدينة ولا الإدارة ولا المدرسة ولا الدائرة ولا الأسرة إلا بأمر واحد هو تغيير النفس ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) وإن الناجح هو من ينجح في نفسه قبل أن يوصل غيره للنجاح