العدل من أهم ركائز هذا الدين الأسلامي والذي ركز الإسلام عليه كثيرا، وأقر فيه على أن أن يكون العدل مع الجميع مع المسلم وغير المسلم فهو قيمة إنسانية في المقام الأول ، ولنا في رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم إسوة حسنة في عدله مع كافة البشر. فمن باب أولى أن يعدل المسلم مع أخيه المسلم بل من الأولى أن يعدل مع نفسه وأقرب الناس اليه. ولنتساءل أين العدل في معاملاتنا اليوميه ... أين هي في البيع والشراء ، أين هي في الميراث. ولنتساءل أين العدل في تعاملاتنا مع الأخرين ... ولاسيما مع العمالة الكادحة القادمة لجمع مايمكن جمعه من المال للعودة الى بلادها.... هل نعطي الاجير منهم أجره قبل أن يجف عرقه كما أمرنا بذلك رسولنا الرحيم. بل أين العدل في تعاملاتنا مع زوجاتنا واولادنا وجيراننا ، والأشد من ذلك أين العدل مع النفس حين نسمح لها بالتعامل بالربا وما حرم الله .... فلقد ظلمناها. ومن أجمل ما قرأت في العدل مقال للدكتور مصطفى محمود رحمه الله يقول فيه : "كلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متقاربة برغم ما يبدو في الظاهر من بعض الفوارق. و برغم غنى الأغنياء و فقر الفقراء فمحصولهم النهائي من السعادة و الشقاء الدنيوي متقارب. فالله يأخذ بقدر ما يعطي و يعوض بقدر ما يحرم و ييسر بقدر ما يعسر.. و لو دخل كل منا قلب الآخر لأشفق عليه و لرأى عدل الموازين الباطنية برغم اختلال الموازين الظاهرية.. و لما شعر بحسد و لا بحقد و لا بزهو و لا بغرور. إنما هذه القصور و الجواهر و الحلي و اللآلئ مجرد ديكور خارجي من ورق اللعب.. و في داخل القلوب التي ترقد فيها تسكن الحسرات و الآهات الملتاعة. و الحاسدون و الحاقدون و المغترون و الفرحون مخدوعون في الظواهر غافلون عن الحقائق. و أهل الحكمة في راحة لأنهم أدركوا هذا بعقولهم و أهل الله في راحة لأنهم أسلموا إلى الله في ثقة و قبلوا ما يجريه عليهم و رأوا في أفعاله عدلا مطلقا دون أن يتعبوا عقولهم فأراحو عقولهم أيضا، فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة القلب و راحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هي راحة البدن.. بينما شقى أصحاب العقول بمجادلاتهم. أما أهل الغفلة و هم الأغلبية الغالبة فمازالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل اللقمة و المرأة و الدرهم و فدان الأرض، ثم لا يجمعون شيئا إلا مزيدا من الهموم و أحمالا من الخطايا و ظمأً لا يرتوي و جوعا لا يشبع". وأخيرا.....قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تُقَدَّسُ أُمَّةٌ لا يُقْضَى فِيهَا بِالْحَقِّ وَيَأْخُذُ الضَّعِيفُ حَقَّهُ مِنَ الْقَوِيِّ غَيْرَ مُتَعْتَعٍ " و لقد حرم الله الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما ، فسبحانك ربي ما أعدلك