[frame="12 90"] [COLOR=green]( متى نتغير ) يأتي رمضان تلوى رمضان ولا زال البعض منا يردد في نفسه ( سأتغير في رمضان ) كلمات تخرج عبر فوهة الحماس الوقتي والاندفاع العاطفي وهذا خير لكنها لم تنبع من القلب فتراها تتدحرج هاوية بعد دخول الشهر فيعيش في دوامة التفكير ورمال التردد , والله تبارك وتعالى يقول (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) . أن التغيير للمسار الصحيح هو الهدف الذي ننشده ونسعى إليه جميعا فمتى ما كان التغيير صحيحا كان الهدف واضحا وكان الوصول إليه سهلا . التغيير ليس صعبا إذا تواجدت معه النية الصادقة وليس صعبا أيضا أن نثبت عليه ما دامت تلك النية الصادقة موجودة فهي التي تثبته بتوفيق الله وتحركه نحو الأفضل . ومتى ما بدأ الإنسان في تغيير نفسه نحو الأهداف الصحيحة للحياة ( قولا وفعلا وسلوكا ) فليضع نصب عينيه قول الحق (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) شعارا له كلما ضعف واستكان , ولا يندفع نحو تغيير الصورة الخارجية أولا , بل يغير ما في القلب لأن الله لا ينظر إلى صورنا بل إلى قلوبنا ومتى ما تغير القلب تغيرت الجوارح تلقائيا . ورمضان فرصة سانحة لتغيير كثير من العادات والسلوكيات الخاطئة لما يحمله من المميزات العظيمة والتي قل أن تتواجد في بقية الشهور وهو بحق الأرض التي تنبت التغيير لكن نحتاج لعزيمة الرجال وهمة العظماء ,, ورمضان فرصة لنا جميعا لمحاسبة أنفسنا ومراجعة سلوكياتنا وعلاج صدورنا . يقول الشاعر : إذا هبت رياحك فاغتنمها ,, فعقبى كل خافقة سكون . فالصوم علاج نافع لكثير من هذه العادات والسلوكيات الخاطئة وتمرين على التخلص من سيطرتها , وليعلم من يريد التغيير أن هذه العادات والسلوكيات الخاطئة ليس من الصعب تركها فكما أنها أتت في ظروف خاصة فستذهب مع استغلال الظروف المناسبة ورمضان هو أنسبها وأصلحها . وإذا لم تتغير وأنت في طريق التغيير فاعلم أنك ضعيف الهمة متتبع للشهوة قليل الحيلة . أما سمعت قول الشاعر : إذا غامرت في أمر مروم ,,,, فلا تقنع بما دون النجوم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/frame]