تحتجز تايلاند آلاف الأطفال المهاجرين كل عام، بما في ذلك أطفال مسلمي "الروهنجيا" الذين فرت عائلاتهم بسبب العنف الممارس ضدهم في ولاية أركان، حسبما ذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير أصدرته اليوم، مشيرة إلى أن الاحتجاز يسبب لهم الأذى الجسدي والعاطفي. وأكدت المنظمة أن الأطفال المهاجرون وطالبوا اللجوء يتعرضون إلى الاحتجاز من دون داع في مرافق قذرة ومحابس الشرطة بسبب وضعهم كمهاجرين أو وضع آبائهم. وقالت أليس فارمر، باحثة حقوق الطفل في "هيومن رايتس ووتش" وكاتبة التقرير: "يعاني الأطفال المهاجرون المحتجزون في تايلاند بغير داع داخل زنازين مكتظة وقذرة دون تغذية كافية، أو تعليم، أو فضاء للرياضة.. إن مرفق الاحتجاز ليس مكانًا للأطفال المهاجرين". وقابلت المنظمة 41 من الأطفال المهاجرين و64 بالغًا ممن تعرضوا للاحتجاز، أو تم توقيفهم، أو تضرروا بأي شكل من جراء تعاطيهم مع الشرطة ومسؤولي الهجرة، بالإضافة إلى ذلك، قابلت "هيومن رايتس ووتش" ممثلين لمنظمات دولية وغير حكومية، وقادة بتجمعات المهاجرين، ومحامين. وقالت المنظمة إن ممارسات احتجاز المهاجرين في تايلاند تنتهك حقوق كل من البالغين والأطفال وغالبا ما يتم احتجاز المهاجرين إلى أجل غير مسمى، ويفتقرون إلى آليات موثوقة للطعن في حرمانهم من الحرية. وقابلت كذلك العديد من الأطفال الذين وصفوا حبسهم في زنازين كانت مزدحمة إلى درجة أنهم اضطروا إلى النوم وهم جلوس وحتى عندما يتوفر الأطفال على مساحات للاستلقاء على الأرض، فإنهم يذكرون عادة أنهم ينامون على البلاط أو طوابق خشب، دون فراش أو أغطية، ويحيط بهم بالغون غرباء. قالت سيندي. ي.، وهي طفلة مهاجرة يتراوح عمرها ما بين 9 إلى 12 عامًا، "كنت أنظر إلى الخارج وأرى الناس يمشون في الحي، وكنت أتمنى لو كنت مكانهم". ولم يتلق أي من الأطفال الذين قابلتهم المنظمة تعليمًا رسميًا أثناء الاحتجاز، حتى أولئك الذين طال احتجازهم لعدة شهور، حسب ما أفاد مراسل وكالة أنباء أراكان.