لقي أكثر من 10 روهنجيين حتفهم غرقاً بمجرى مائي، خلال تنقلهم بقارب متهالك من قرية لأخرى في أراكان، حسبما أفاد مراسل وكالة أنباء أراكان، مضيفاً أن القارب كان يقل على متنه حوالي 40 شخصاً روهنجياً بما فيهم نساء وأطفال وشباب، وأن سبب الغرق هو ارتفاع الأمواج في المجرى المائي؛ إثر هبوب رياح قوية؛ ما أدى إلى فقدان قائد المركب السيطرة عليه وانقلابه بمن فيه. وبين مراسل الوكالة أن القرية التي كانوا يحاولون الفرار منها تضم أكثر من 90 حياً بوذياً إلى جانب حي روهنجي واحد فقط. وقال أحد الناجين من الغرق: "أردنا أن ننتقل من قريتنا إلى قرية مجاورة؛ خشية هجوم القرى البوذية علينا بعد ورود تهديدات حقيقية ضدنا"، مضيفاً: "غرق أغلب من كان معنا من النساء والأطفال، ولم ينجُ إلا الشباب القادرون على السباحة والعوم". يشار إلى أن كثيراً من القرى الروهنجية المتاخمة للبوذيين في أراكان يعيشون في قلق واضطراب مستمر، خشية الهجوم والاعتداء عليهم من قبل البوذيين. من ناحية أخرى، أفاد مراسل وكالة أنباء أراكان أن السلطات الميانمارية تقوم بمضايقة الأهالي الروهنجيين خلال استخدامهم لمجموعة من المعابر القديمة التي تمتد من شرق أراكان إلى غربها عبر سلسلة جبال هيمالايا، موضحاً أن عدد هذه المعابر يبلغ حوالي 10 معابر، وأن سكان المنطقة يستخدمونها في التنقل بين القرى والمدن، ونقل بضائعهم وخاصة الأرز والحصول على التموين الغذائي. وبين أن السلطات الميانمارية تضع نقاط تفتيش عند بداية ونهاية كل معبر، وتتعامل مع المارين عبرها بطريقة تعسفية، وتقوم بمصادرة ما يكون معهم من أرز ومواد غذائية وغيرها. وفي هذا السياق صرح الناشط الروهنجي، أيوب السعيدي، للوكالة بأن حكومة ميانمار تهدف من وراء هذه الخطوة إلى ممارسة التجويع وفرض الحصار الاقتصادي على أقلية الروهنجيا في أراكان، وأضاف: "هذه معابر موجودة منذ القدم ومفتوحة للجميع سواء للروهنجيين والبوذيين، ولم يكن يتحكم فيها أحد طوال السنين الماضية". وتعرقل حكومة ميانمار عمل الكثير من المنظمات الإغاثية الدولية؛ بحجة انحيازها إلى مسلمي الروهنجيا على حساب البوذيين.