أعلنت رئاسة جمهورية إفريقيا الوسطى عن تعيين محمد كامون مستشار الرئاسة ومدير مكتب الرئيس السابق ميشيل دجوتوديا رئيسا للوزراء، ليكون بذلك أول رئيس وزراء مسلم للبلاد، بحسب مرسوم بثته الإذاعة الرسمية لإفريقيا الوسطى. ويأتي تعيين كامون إثر استقالة رئيس الوزراء السابق أندريه نزابايكي، في 5 أغسطس الجاري، بناء على طلب من الرئيسة الانتقالية للبلاد، كاثرين سامبا بانزا، حرصا منها على تشكيل حكومة "أكثر تمثيلية" لمختلف الأطراف الفاعلة في البلاد، تنفيذا لمقتضيات اتفاقية "برازافيل"، وفقا لما صرح به آنذاك لوكالة الأناضول المستشار الخاص ل"نزابايكي". وتنص اتفاقية "برازافيل" على وقف أعمال العنف بين أطراف الأزمة في أفريقيا الوسطى، وتمّ توقيعه في برازافيل عاصمة جمهورية الكونغو يوم 23 يوليو المنقضي. وتقضي الاتفاقية التي تمت برعاية إقليمية (الكاميرون وجمهورية الكونغو وتشاد وغينيا الاستوائية والغابون) بوقف إطلاق النار بين الميليشيات المسلّحة الرئيسية في أفريقيا الوسطى، وتجميع كل مقاتلي المجموعات الموقّعة على الاتفاق في غضون 45 يوما، تمهيدا لإنشاء برنامج لنزع السلاح ووقف التعبئة. وبحسب مراقبين، فإن تعيين رئيس وزراء مسلم يتفق والمنطق الذي تدعمه الرئيسة الانتقالية في أفريقيا الوسطى كاثرين سامبا بانزا، والقاضي بضرورة معالجة قضية تمثيل المسلمين في الحكومة، حيث يشتكي المسلمون من ضعف تمثيلهم في السلطة، منذ استقالة الرئيس السابق ميشيل دجوتوديا، خامس رئيس لجمهورية أفريقيا الوسطى وأول مسلم يتولى الرئاسة. وكانت العناصر المسلحة لميليشيا "أنتي بالاكا" وهي ميليشيا مسلحة مسيحية، ارتكبت مجازر بحق المسلمين في أفريقيا الوسطى، راح ضحيتها الآلاف، وتم تهجير الآلاف الآخرين إلى الحدود والدول المجاورة، حتى قرر مجلس الأمن الدولي، في العاشر من مايو الماضي نشر قوة حفظ سلام تحت اسم "مينوسكا"، مكونة من 12 ألف جندي.