"إنّها سمكة".. يصرخ الطفل الغزاوي، محمد بكر، فرحًا، ويرتفع صوته مناديًا على والده، كما لو أنّه عثر على كنز ثمين. ويرفع الطفل بكر (11 عاماً) صنّارة الصيد، التي التقطت سمكة من على شاطئ بحر غزة، في مشهد افتقده منذ خلال أيام العدوان الصهيوني على قطاع غزة. ووفقًا ل"الأناضول" فإن الصيادين أعربوا عن سعادتهم برحلة إبحارهم الأولى، نحو الأمواج، التي بدأ الهواء في تحريكها بشدة، فيما تزاحمت الغيوم، وانعكس لونها على المياه في مشهد قال أحدهم في وصفه: "إن السماء تشاركنا فرحتنا". ومنح إعلان التهدئة "الإنسانية" بين جيش العدو وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لمدة 72 ساعة، الصيادين في قطاع غزة، الشعور بالأمان في تحريك مراكبهم، ومواصلة حياتهم العادية، ولو لساعات معدودة. وفيما تلفح نسمات الهواء البحري، وجهّ الصيّاد نوفل البردويل، (42 عاماً)، قال ، "أشعر كما لو كنت طفلاً صغيرًا يشاهد البحر لأول مرة". وأضاف "لا نريد تهدئة من ساعات قليلة، نريد للحرب أن تنتهي كي نبدأ حياتنا الطبيعية". وترتفع أصوات صغار الصيادين، وهم يركضون على الرمال الذهبية بأقدام حافية، وتعلو ضحكاتهم وهم يشاهدون الصيد "الثمين" الذي التقطه آباؤهم.