أعلنت وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية المُقالة التي تقودها حركة «حماس» أنها قامت بتفكيك عبوة ناسفة في وسط مدينة غزة قرب مقر مبنى الممثلية المصرية المغلقة منذ سيطرة الحركة على القطاع العام 2007. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن الوزارة قولها في بيان: «نجحت الأجهزة الأمنية في اكتشاف وتفكيك عبوة ناسفة في محيط السفارة المصرية في مدينة غزة»، من دون أن تدلي بتفاصيل أخرى. وجاء هذا الإعلان بعد ساعات من مقتل صياد فلسطيني في حادث تصادم بين قاربه وزورق حربي مصري كان يطارده بعد دخوله المياه الإقليمية المصرية. واتهمت «حماس» السلطات المصرية ب «تدبير الحادث»، فيما نفت القاهرة ذلك ووصفت الحادث بأنه عرضي. وقال مدير الإسعاف والطوارئ في غزة معاوية حسنين إن الصياد محمد البردويل (44 سنة)، وهو أحد أقارب القيادي في حركة «حماس» صلاح البردويل، «وصل إلى مستشفى أبو يوسف النجار في رفح جثة هامدة إثر إصابته في الرأس»، فيما جرح صيادان آخران، أحدهما ابن القتيل. واعتاد صيادو غزة أخيراً الدخول إلى مناطق قريبة من الشواطئ المصرية، لعدم تمكنهم من الصيد قبالة الشواطىء الغزية بسبب الحصار المشدد الذي تفرضه القوات البحرية الإسرائيلية على شواطىء القطاع وتحديدها مسافة لا تزيد على ثلاثة أميال بحرية فقط للصيد فيها بعيداً من شاطئ القطاع، وهي مناطق لا تتواجد عادة فيها الأسماك، وإن تواجدت فتكون صغيرة الحجم أو قليلة الكميات. واستنكر صلاح البردويل «جريمة قتل» قريبه في عرض البحر «على يد القوات المصرية المنتشرة على طول الحدود المائية مع القطاع». ورأى أن «هذه الجريمة تشويه متعمد لصورة مصر وتحتاج إلى إدانة من كل الجهات المعنية وتحقيق من الجانب المصري وإظهار النتائج، وأنه لا يمكن أن تضاف هذه الجريمة إلى الجرائم الأخيرة التي حدثت من دون تحقيق». وطالبت «كتلة التغيير والإصلاح» البرلمانية التابعة لحركة «حماس» القيادة المصرية «بفتح تحقيق في هذه الجريمة والجرائم السابقة ومحاكمة الجناة وتقديمهم للعدالة، وضرورة تحمل مصر مسؤولياتها بوقف هذا النهج الخطير والعمل على رفع الحصار عن شعبنا».