المملكة العربية السعودية هي حصن الإسلام الحصين، وأرض العروبة التي استعصت على المستعمرين، والغازين، والطامعين، وهي اليوم هدف لكيد إقليمي وعالمي، يستهدف أهم مقومات أمنها واستقرارها. وإن من أهم وسائل هذا الكيد محاولات الإرجاف الكثيفة والمتواصلة، من خلال الوسائل الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي. هذا الإرجاف يتم بأساليب متعددة ومتنوعة، منها: الكذب، والإشاعة، والتسرع في نقل الخبر والمعلومة، واجتزاء الحقيقة من سياقها، وغير ذلك من أساليب يُتقنها المرجفون. ويقوم بالإرجاف في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي نوعان من الناس: – نوع يقوم بالإرجاف بالأصالة: وهم الأعداء، والمنافقون، والذين في قلوبهم مرض. فهؤلاء يقومون بأصل الفعل عن قصد وإرادة، وخبث نية وطوية، فيكذبون في الخبر، ويهولون الأمور، ويجتزئون الحقائق. – السمَّاعون. وهم من يؤيد النوع الأول، وهم الذين يُسمون الدهماء والعامة من جماهير الوسيلة الإعلامية، أو (المتابعين) في شبكات التواصل الاجتماعي، يتلقون الأراجيف، ويسمعون لها، ويستجيبون لها بالحديث عنها في المجالس، أو بإعادة نشرها وتدويرها في شبكات الإعلام الجديد. من مضامين هذا الإرجاف الكيد للإسلام وأهله. بمحاربة الدين، أو من يحملون هم الدين. وقد رأينا ذلك جلياً في الحرب على المملكة من خلال منهجها الذي قامت عليه، ووصف الإسلام بالغلو والتطرف والتشدد؛ لتشويه صورته في نفوس المسلمين وغير المسلمين، فتارة باسم التنوير، أو محاربة الظلامية، أو تنقيح النصوص من الوهابية المتشددة، أو حتى تحت غطاء مصطلحات جذابة، ظاهرها الرحمة، وباطنها كيد وحرب للدين وإقصائه. ومن مضامين هذا الإرجاف أيضاً بث الوهن والضعف في المجتمع، بتهويل المخاطر المحدقة به، والتقليل من قوته ومقدراته، حتى تسري في أفراده روح اليأس والإحباط؛ ومن ثم الاستسلام للوهم المجانب للحقيقة والواقع. ومن مضامين الإرجاف كذلك التمرد على الدولة والجماعة بالقول والفعل. فتجد المرجفين يصنعون البيئة المشحونة التي تهيج الغوغاء، وتثير السفهاء على ولي الأمر، أو على النظام العام في المجتمع المسلم، أو على مؤسسات المجتمع، ويقومون بالتعبئة النفسية بذكر مظاهر القصور في الدولة، بطريقة تدفعهم إلى التمرد. إن على وسائل الإعلام والناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي في هذه المرحلة المهمة أن يبذلوا جهدهم في نشر كل ما يواجه الإرجاف، ومن ذلك بث الأمن والطمأنينة في نفوس الناس، وتنمية روح الثقة بين أفراد المجتمع، وتذكيرهم بمكامن القوة التي ليست عند أعدائهم، وجمع قدراتهم، وصيانة مقدراتهم، وتقوية خطوط دفاعاتهم، وبذل الجهد في تتبع القنوات والوسائل التي تنتشر فيها مضامين الإرجاف والرد عليها. التصدي للإرجاف ضد المملكة واجب ديني، ومسؤولية وطنية لكل السعوديين، وحق على كل من يقيم فيها، أو يحب الخير للإسلام وأهله حيثما كان في هذه الأرض.