قال الدكتور محسن العواجي في رسالة أرسل بها إلى أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة أنه يشيد بدولة قطر سياسياً في ظل حكم الشيخ حمد الذي استطاع أن يحيي دور قطر بعدما كان ميتا، فقد كانت قطر نسياً منسياً فأصبحت اليوم خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين. وأشار الدكتور العواجي أن هناك ثلاثة أركان رئيسية لهذه الانطلاقة الجبارة التي نقلت قطر من كونها دولة مهمشة ليس فقط على المستوى الدولي بل على المستوى الإقليمي إلى دولة لا يمكن تجاهلها سياسياً وإعلامياً ومالياً في أي عملية لا أقول في الشرق الأوسط فحسب بل في العالمين العربي والإسلامي إن لم يكن العالمي. وهذه الأركان الثلاثة أولاً: شخص الأمير حمد الذي تحمل الخطوة الاعتبارية الكبرى رغم عبئها المحلي والشجاعة بتقديم مصلحة الوطن على الاعتبارات الاجتماعية التي في النهاية يمكن الجمع بينها وبين مصالح الوطن دون أن تكون على حساب الأخيرة مهما كانت المبررات، والعمود الثاني هو (كباريت) قناة الجزيرة اللسان العربي الفصيح، التي أطلق عليها هذا الاسم، من أتت عليه فيما بعد رياحها فجعلته كالرميم، فالقناة اليوم لم تعد قطرية بل عربية وإسلامية ويكفيها فخراً أن أعداءها قبل أصدقائها جعلوها القناة الأولى في بيوتهم،أما العمود الثالث الذي قد لانتفق معه في الكثير مما يطرح لكن من الإنصاف أن نقول بأن الشيخ حمد بن جاسم بن جبر قد قام بدور الذراع الدبلوماسية الضاربة لحقبة الشيخ حمد بن خليفة كأمير لقطر، هذا الرجل واجه الصعوبات الأكثر حدة ودفع ثمناً باهضاً في سبيل ذلك وكان لشخصيته الجرئية والحاضرة والمرنة بكل اتجاه الأثر الكبير لفرض النجاح وبقوة على الكثير من التحركات القطرية دولياً. هذه هي أركان انطلاقة المسيرة القطرية الحديثة (حسب وجهة نظر الدكتور العواجي). ويقول الدكتور العواجي ناصحا من سيتولى دولة قطر بعد هذه الحكومة.. ومن جاء من بعدهم وأصبح له أثر أو نفوذ فعليه أن يقول(ربنا اغفر لنا ولأخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا). وأشار الدكتور العواجي إلى الدور القطري في تبني الثورات العربية، وتغطية أحداث العراق، والعدوان الإسرائيلي على لبنان 2006، وتغطية أحداث غزة على أيدي العدوان الصهيوني.. أما عن الثورة السورية فموقف قطر مغاير تماما لما قامت به من قبل فلماذا؟ حيث قال الدكتور العواجي:(لكن يا سمو الشيخ الموقف من انتفاضة الشعب السوري لم يكن مضطرداً مع هذه الصفحات الخالدة لدولة قطر بقيادتكم للمواقف المناصرة للشعوب والداعمة للحس الإسلامي فيها دون تجاهل لبقية الأطياف،فالسؤال لماذا سوريا بالذات وأنتم أنتم أهل النخوة هنا وهناك؟ مستحيل أن يتخلى الأحرار عن شعب أبيٍ وفيٍ عظيم لم يركع إلا لله، ولم يطلب المدد إلا من الله رغم قسوة العدو وقلة ذات اليد). ودعا الدكتور العواجي أمير قطر إلى تغيير سياسته في التعامل مع الثورة السورية مذكره بحوار دار بينهما حيث قال :(سمو الشيخ لا أنسى كلمة قلتها لي في أحد اللقاءات حين قلت (الشعب السعودي هو امتداد أمان الشعب القطري وهو عمقه الفكري وكل ما يحدث فيه ينعكس علينا للتقارب الأكثر بين أي شعبين خليجيين). وبعبارات اللوم والعتاب قال العواجي لأمير قطر: كيف يدفن الشيخ حمد بن خليفة جميع ما أشرنا إليه من أمجاد في جيب ضيف على غير ملته قادم بطريقة لا تزال تثير الكثير من التساؤلات؟ وأوضح الدكتور العواجي أنه لا يريد الوصول إلى ما يردده البعض من أن أمير قطر خير سفير ذكي لإسرائيل في الوطن العربي ومن نوع خاص، وهذا الرجل وإن كان قال كلاماً جيداً في الثورات التي لا تربطه مصالح مع دولها لكنه خالف الحق والحقيقة مع سوريا الأسيرة والمكلومة وضلل الجزيرة وعبث بإرثها التاريخي ووضع قطر ممثلة بشخصكم الكريم في موقف لا تحسد عليه وهذا ما لا نرضاه لأمتنا ولا لقطر ولا للجزيرة التي أصبحت ملكاً للشعوب العربية والإسلامية رغم ولادتها القطرية. وشدد الدكتور العواجي على أن شعب سوريا العظيم بعد أن رماه العالم العربي والشرق عن قوس واحدة لم يبق أمامه إلا الاستنصار بالله ثم بالنجباء أهل النخوة في القول والعمل أمثالكم فهم وإن عفوا واستعففوا عن السؤال فإنهم بأمس الحاجة إلى كل دعم مادي أو معنوي أو إعلامي، ودولة قطر قدمت الكثير في دارفور والصومال وليبيا مما تشكر عليه وللجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل حقه في ذلك خاصة بعد أن عرفناهم بسيماهم من التعفف لا يسألون الناس إلحافاً وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم، ليرحل عزمي بشارة عن طريق أمتنا الخالد (شكر الله سعيه!) سيجد من يحقق من خلاله مكاسبه دون مساس بمصير الشعب السوري، لأن النظام الإجرامي سيرحل غير ماسوف عليه، وسترحل معه جميع تحفظات وحسابات عزمي بشارة، وستبشرنا قناة الجزيرة برحيله كما فعلتها لحظة تنحي مبارك تلك الدقائق المؤثرة التي لن ننساها لقطر، ولتبق قطر حمد كما كانت مع الشعوب وللشعوب إلى الأبد، وفق الله سموكم لقيادة المسيرة القطرية داخلياً لمصلحة المواطن القطري وخارجياً لنصرة الشعوب المظلومة والتحدث باسمها والوقوف معها مادياً وإعلامياً ولو تطلب الأمر عسكرياً كما وقفتم في ليبيا مما يحفظه لكم التاريخ، وعلى الله فليتوكل المؤمنون.