وجه الدكتور محسن العواجي الداعية والناشط السعودي المعروف رسالة لأمير قطر ينتقد فيها سياسة دولة قطر تجاه الوضع في سوريا ومما جاء فيها: لكن يا سمو الشيخ الموقف من انتفاضة الشعب السوري لم يكن مضطرداً مع هذه الصفحات الخالدة لدولة قطر بقيادتكم للمواقف المناصرة للشعوب والداعمة للحس الإسلامي فيها دون تجاهل لبقية الأطياف،فالسؤال لماذا سوريا بالذات وأنتم أنتم أهل النخوة هنا وهناك؟ مستحيل أن يتخلى الأحرار عن شعب أبيٍ وفيٍ عظيم لم يركع إلا لله، ولم يطلب المدد إلا من الله رغم قسوة العدو وقلة ذات اليد. وانتقد العواجي بشدة افساج المجال في قناة الجزيرة القطرية لعزمي بشارة المفكر الاسرائيلي من أصل عربي حيث قال: كيف يدفن الشيخ حمد بن خليفة جميع ما أشرنا إليه من أمجاد في جيب ضيف على غير ملته قادم بطريقة لا تزال تثير الكثير من التساؤلات ولا أريد الوصول الى ما يردده البعض من أنه خير سفير ذكي لإسرائيل في الوطن العربي ومن نوع خاص، وهذا الرجل وإن كان قال كلاماً جيداً في الثورات التي لا تربطه مصالح مع دولها لكنه خالف الحق والحقيقة مع سوريا الأسيرة والمكلومة وضلل الجزيرة وعبث بإرثها التاريخي ووضع قطر ممثلة بشخصكم الكريم في موقف لا تحسد عليه وهذا ما لا نرضاه لأمتنا ولا لقطر ولا للجزيرة التي أصبحت ملكاً للشعوب العربية والإسلامية رغم ولادتها القطرية. وفيما يلي نص الرسالة كاملة: رسالة عاجلة إلى سمو أمير دولة قطر سمو الشيخ الكريم وفقه الله ورعاه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد باديء ذي بدء أحب أن أشيد بدولة قطر سياسياً فقد أحياها الله على يديكم بعد ما أماتها، فقد كانت نسياً منسياً فأصبحت اليوم خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين، وسواء اتفقنا أو اختلفنا مع السياسات القطرية فإن هناك ثلاثة أركان رئيسية لهذه الانطلاقة الجبارة التي نقلت قطر من كونها دولة مهمشة ليس فقط على المستوى الدولي بل على المستوى الإقليمي إلى دولة لا يمكن تجاهلها سياسياً وإعلامياً ومالياً في أي عملية لا أقول في الشرق الأوسط فحسب بل في العالمين العربي والإسلامي إن لم يكن العالمي. ومن وجهة نظري أن هذه الأركان الثلاثة هم أولاً: شخصكم الكريم الذي تحمل الخطوة الاعتبارية الكبرى رغم عبئها المحلي والشجاعة بتقديم مصلحة الوطن على الاعتبارات الاجتماعية التي في النهاية يمكن الجمع بينها وبين مصالح الوطن دون أن تكون على حساب الأخيرة مهما كانت المبررات، والعمود الثاني هو (كباريت) قناة الجزيرة اللسان العربي الفصيح، التي أطلق عليها هذا الإسم، من أتت عليه فيما بعد رياحها فجعلته كالرميم، فالقناة اليوم لم تعد قطرية بل عربية وإسلامية ويكفيها فخراً أن أعداءها قبل أصدقائها جعلوها القناة الأولى في بيوتهم،أما العمود الثالث الذي قد لانتفق معه في الكثير مما يطرح لكن من الإنصاف أن نقول بأن الشيخ حمد بن جاسم بن جبر قد قام بدور الذراع الدبلوماسية الضاربة لحقبة الشيخ حمد بن خليفة كأمير لقطر، هذا الرجل واجه الصعوبات الأكثر حدة ودفع ثمناً باهضاً في سبيل ذلك وكان لشخصيته الجرئية والحاضرة والمرنة بكل اتجاه الأثر الكبير لفرض النجاح وبقوة على الكثير من التحركات القطرية دولياً. هذه هي أركان انطلاقة المسيرة القطرية الحديثة ومن جاء من بعدهم وأصبح له أثر أو نفوذ فعليه أن يقول(ربنا اغفر لنا ولأخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا). سمو الشيخ: لقد تشرفت بلقاءكم عدة مرات عرفتم مني الصراحة كما عرفتها عنكم أيضاً،وما نقوله لكم أو عليكم إنما هو من باب الأمانة يدفعنا إليه الصدق مع الله أولاً ثم مع أمتنا ومعكم ثانيا، فلن ننسى لكم كمسلمين تبينكم لقضايانا الكبرى قبل ربيع الثورات العربية التي أصحبتم بها لاعبين أساسيين، لم ننس وقوفكم إلى جانب الأفغان أثناء العدوان الأمريكي عليهم، ونقل الصورة لنا من عيون مسلمة غيورة لازلنا نتذكر النقل المباشر لما كان الأمريكان يكتمونه ويتكتمون عليه ويأمرون القنوات التابعة لهم بتشويه الحقيقة، لن ننسى تغطية العراق واستشهاد طارق أيوب ومغامرة أحمد منصور في الفلوجة ومواصلة الجزيرة بجميع طواقمها بنقل ما نحتاجه الى أن بلغ الأمر بجورج بوش بالتلويح بضرب الجزيرة، لن ننسى تغطية عدوان 2006 على جنوب لبنان ولن ننسى تغطية العدوان الصهيوني على غزة، كما لا ننسى استضافتكم لكل من يعكس نبض الشارع العربي والإسلامي عبر عقد من الزمن غير الخارطة الفكرية العربية لدرجة لا يمكن معها أن نتخيل الواقع العربي إعلامياً لو لم توجد الجزيرة القطرية التي أنتم شخصيا من أسسها ووقف خلفها. وفي الربيع العربي وقفت قطر سياسياً ومادياً وإعلامياً إلى جانب الشعوب المظلومة، تُطَارد الجزيرة ميدانياً من قبل أنظمة الاستبداد وترحل من الدول التي كانت الجزيرة من أسباب ترحيل طواغيتها فيما بعد وقد قامت بواجبها بجهاد إعلامي و الكتروني وعبر أقمار صناعية وتغيير مستمر للبث كل ذلك لكي تصل الرسالة الصادقة إلى المواطن العربي الذي حرم أبوه وجده نعمة الاطلاع على الحقيقة وكشف الخداع والغش الذي أوصل الأمة الى هذه الدركات من الذلة. وقوف دولة قطر إلى جانب الشعوب التونسية والمصرية والليبية سيحفظه التاريخ وهو إنجاز يضاف إلى إنجاز حمد بن خليفىة من قبل في مناصرة القضايا الكبرى في أفغانستان والعراق وفلسطين ولبنان، هذا الذي يظهر لنا كشعوب نتابع ونحكم بالظاهر ولا نزكي على الله أحدا فهوعالم السرائر وليس لنا إلا الظاهر وما شهدنا إلا بماعلمنا وما كنا للغيب حافظين. لكن يا سمو الشيخ الموقف من انتفاضة الشعب السوري لم يكن مضطرداً مع هذه الصفحات الخالدة لدولة قطر بقيادتكم للمواقف المناصرة للشعوب والداعمة للحس الإسلامي فيها دون تجاهل لبقية الأطياف،فالسؤال لماذا سوريا بالذات وأنتم أنتم أهل النخوة هنا وهناك؟ مستحيل أن يتخلى الأحرار عن شعب أبيٍ وفيٍ عظيم لم يركع إلا لله، ولم يطلب المدد إلا من الله رغم قسوة العدو وقلة ذات اليد. سمو الشيخ: لقد بدأت الانتفاضة السورة المباركة في 15 مارس 2011م ، وكان موقف الجزيرة منها في العشرين يوم الأولى سلبياً للغاية إذ كانت الناطق الرسمي للنظام تصف المنتفضين بأسوأ مما يصفهم به النظام، وعندما استفحلت الانتفاضة وبدأ صداها يسمع في الخارج تداركت الجزيرة بهامش ضيق جداً إيراد بعض الحقائق حفاظا على المصداقة، لكن النظام السوري لا يعرف إلا التطرف في كل شي، لم يتحمل ذلك فذهب إلى أقصى حد التهجم الشخصي عليكم وتدخل فيما لاينبغى التدخل فيه مهنياً، وأثناء سفركم إلى لقاء باراك أوباما في شهر أبريل 2011م هبطت طائرة رئيس وزرائكم في دمشق حاملاً رسالة لبشار تسرب أنها دعوة النظام ليكون عروبياً أكثر منه باتجاه آخر مع مساعدته في حل المشكلة الداخلية فلم يقبل زعيم النظام استقباله إلا بشرطين، صد قناة الجزيرة تماماً عن شي اسمه سوريا، ومنع الشيخ القرضاوي من التعرض لسوريا والاعتذار عما صرح به، فما كان من الشيخ حمد بن جاسم إلا حفظ الكرامة والمغادرة، وكان ذلك ظهر يوم الخميس الذي رجعت فيه الجزيرة مساء الى ما يجب أن تكون عليه في حصاد ذلك اليوم ، وانفتحت على النظام جبهة جزيرية قطرية لا طاقة له بها ذكرتنا بتغطيتكم الشجاعة الحرب في أفغانستان والعراق رغم عدم تواجدكم في سوريا إعلامياً، فأصبحت قطر مع الشعب علانية وناديتم ووزير خارجيتكم علانية بضرورة الاستجابة لمطالب الشعب السوري وهذا هو مقامكم ومكانتكم يا أبا مشعل التي لا نترتضي لكم غيرها. ولما حاولت المعارضة رص صفوفها وبذلت تركيا جهوداً مضنية امتدت خمسة أشهر للوصول الى تشكيل واجهة تمثل الحراك السوري مدفوعة بشراسة القمع وإراقة الدماء الطاهرة وتخاذل الدول العربية والعالمية أمام ما يجري، واقتربت لجنة التنسيق للمؤتر الوطني من الوصول إلى تصور، بادرت قطر في الاستفادة من هذه الأجواء والخروج بمكسب سياسي عربي من حقها الحرص على تحقيقة فقامت قطر ممثلة بالديوان الأميري بدعوة المعارضة السورية إلى الدوحة وحضر أطياف لا بأس بهم من المعارضة، وفي مقدمتها (هيئة التنسيق الوطني) التي سافر أعضاؤها من دمشق للدوحة ورجعوا بسلام دون أن يمسهم النظام بشي!! في الوقت الذي لو أمسك النظام بمعارض واحد لفعل به ما تشمئز منه الحيوانات المفترسة فضلاً عن البشر. والحقيقة المرة ياسمو الشيخ أن سوريا بل ومجد قطر في تحقيق هذا الهدف النبيل كان رهينة مستجدات داخليه في قطر ما كان ينبغي لها أن تكون على حساب مصير شعب بأكمله تراق دماؤه الزكية كل ساعة، يصرخ ويبحث عن شهم ينصره، لا سيما وثورة سوريا هي ثورة الشعب المسلم التي انطلقت من المساجد والجمعة والله أكبر رغم حقوق الأقليات الأخرى في وطن حر ديمقراطي ولكن التضحيات والدماء، هي من المسلمين الصادقين وأنت ياسمو الشيخ ممن يتبنى قضايا التوجهات الإسلامية علانية (موقفكم من حماس وقادتها مثلاً) ولكم مساهمات مقدرة في ذلك والشعب السوري مسلم في غالبيته الساحقة والعالم الإسلامي ينظر الى دمشق بأنها عاصمة الخلافة الأموية من 41-132ه، فكيف يا سمو الشيخ تدفن كل هذه المآثر والانجازات والمواقف تدفن في المركز العربي للدراسات وتحديداً في شخص الأستاذ عزمي بشارة، الذي أوكلتم إليه دعوة المعارضة والاشراف على المؤتمر وكافة الترتيبات اللازمة وهذا الرجل رغم احترامنا لشخصه لو لا الجزيرة لبقي في مقعده في الكنيست الصهونية مهمشاً مهشماً، لم ولن يمثل العرب داخلياً ولا خارجياً، دون أن ننسى أن أول محطة له بعد الكنيست كانت دمشق!!! ثم جاس الديار بعدها واستقر مقامه في قطر، تكلم في الثورات التونسية والمصرية والليبية كلاماً لا يتعارض مع توجهكم الذي يتوافق وتطلعات الشعوب، لكنه استطاع في قضية سوريا أن يدير الموقف القطري كاملاً سياسياً وإعلامياً وفق أجندته الخاصة وإلى سموكم التفصيل: 1- كنتم فيما مضى توكلون إلى الشيخ حمد بن جاسم بن جبر مهمة ترتيب المؤتمرات تاركين تفاصيل ذلك لدهائه ومرونته التي لا حد لها ولذا نجحت مؤتمرات دارفور والسودان واليمن وتونس ومصر وليبيا لكن لسبب الذي لا أعلمه عندما قررتم استضافة المعارضة السورية في الدوحة كلفتم المركز العربي للدراسات بذلك وهذا يعني تكليف الأستاذ عزمي بشارة شخصياً بهذا الدور!! 2- حرص الأستاذ بشارة على أن ينجح هذا المؤتر بأي ثمن وبأسرع وقت وبحدود مايراه للطرفين المجد القطري من جهة حيث المصلحة الشخصية والوفاء للنظام السوري حيث التاريخ وأسراره! فكان هو الذي دعا رموز كتلة التنسيق الوطني ذات التوجه العلماني التي يغادر أعضاؤها دمشق ويرجعون إليها دون أية مضايقة من النظام، فأعد عزمي بشارة بيان تأسيس ائتلاف الدوحة خالياً من الدعوة لاسقاط النظام وهذا ما تريده كتلة التنسيق الوطني جماعة (خليك) كما يسميها الشارع السوري المسلم الذي ينطلق من المسجد ليقول للنظام (إرحل) فأصر الإسلاميون على ان تكون فقرة إسقاط النظام هي الأولى فكتبت بخط اليد، ثم قام بشارة بمساومة الاسلاميين بحجة عدم الاثارة ومراعاة الغرب ففرض عليهم 10 بالمية من الأعضاء فرفضوا فزادها الى 15 ثم إلى عشرين فرفضوا وخرج الاسلاميون من المؤتمر دون التوقيع فجن جنون عزمي بشارة الذي يريد بيانا كبيان جامعة الدول العربية (حوار وانتخابات) دون إسقاط للنظام وناصب كل ما هو إسلامي ومسلم العداء بعد هذا الفشل. 3- بعد أن فشل عزمي بشارة وأفشل مؤتمر الدوحة بسبب انحيازه لكتلة التنسيق الوطني المتفاهمة مع النظام على حساب الشارع السوري الملتهب، كان الأخوة في لجنة المؤتمر الوطني في استنبول يواصلون إعداد ترتيبات المؤتمر الوطني فأعلنوا بعد خمسة أيام من فشل مؤتمر الدوحة الأعلان الأول بأنهم أنجزوا المرحلة الأولى وأن مؤتمراً عاماً سيعقد في استنبول بعد أسبوعين يتم خلاله انتخاب الأعضاء من جميع أطياف الشعب السوري فجن جنون عزمي بشارة مرة أخرى وهو يرى مؤتمراً حقيقياً يهدف إلى تلبية مطالب الشعب السوري بإسقاط النظام وإقامة نظام ديمقراطي على الأرض السوريه لكافة السوريين بغض النظرعن انتمائهم العرقي والديني وضم في عضويته قامات سورية من جميع الاتجاهات الوطنية المخلصة، فما كان من بشارة إلا أن وضع كامل ثقل علاقاته العليا في كفة الضغط على الجزيرة لتسويق هيئة التنسيق الوطني نكاية بالاسلاميين الذين انحازوا للشارع السوري ولما يجب أن تكون عليه قطر المناصرة للشعوب وليس إلى مصالح عزمي بشارة الشخصية في الدوحة التي على حسابها يريد أن يدمر شعبا بأكمه ويطمس تاريخاً قطرياً مشرقاً في مناصرة الشعوب بكافة أطيافها. 4- قام عزمي بشارة من خلال نفوذه على الجزيرة بإدخال الدكتور حازم نهار إلى هيئة تحرير الجزيرة وهذا الرجل هو الناطق الرسمي لهيئة التنسيق الوطني (خليك)!!! ليصبح هذا الرجل وبتوجيهات علياً رقيباً صارماً على كل ما ينشر عن سوريا، وبأمر من عزمي بشارة يمنع منعاً باتاً استضافة أي شخصية سورية ما لم يوافق عليها الناطق الرسمي باسم (خليك) الأمر الذي يختلف عن حرية الجزيرة في استضافة من تشاء خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الانتفاضة مقارنة بما بعدها وبمقابل هذا التلميع المستميت هناك توجيه منه وبقوة بإفشال المؤتمر الوطني السوري في استنبول إعلامياً، وأتمنى أن أجد تفسيرا وأنا اتابع الجزيرة تعلن على شاشتها (بعد قليل سيعلن المؤتمر الوطني السوري) ولما طال انتظارنا واختفى الإعلان بلغنا أن طاقم الجزيرة بعد ان ثبت كمراته في القاعة انتظارا للمؤتر تأتيه الأوامر من الجزيره بنقل الكمرات للخارج وعدم التغطية نهائيا بحجة ( تعارضه مع سياسة عليا للجزيرة) متى كانت الجزيرة هكذا يا أبا مشعل؟ أكل هذا لعيون الميسو عزمي بشارة ياقطر النخوة والإباء والنصرة للشعوب؟ تستطيع قطر أن تمنح عزمي بشارة كل الهبات والأعطيات، لكن ليس من حقها أن تضع مصالحه الشخصية عقبة في سبيل مسيرة أمة عظيمة رفعت راية العزة من تونس مروراً بمصر وليبيا وها هي الرأية مع أبطال الشام مرفوعة لتسلمها بعد النصر إلى من يحملها بأمانة. 5- اعلان المؤتمر الوطني السوري هو أعظم إنجاز سياسي بالخارج فكيف يتم تجاهله من قبل أهم قناة عربية !!!ولا يرد أي خبر عنه في الجزيرة إلا هامشيا جدا في مساء ذلك اليوم على برنامج الحصاد ثم لا يستضاف من أعضاء المؤتمر أحد على الإطلاق وبالمقابل يستضاف من هم ضد المجلس مثل عبد الحميد منجوبة من حلب–طبعاً- الذي زعم بأن المعارضة توحدت في تيارين: تيار إسلامي في تركيا وهيئة التنسيق الوطني بالداخل التي ستعقد مؤتمرها في دمشق قريبا!! وهاهي الجزيرة تواصل تلميع هذا التكتل المشبوه وتهمش كل ما هو إسلامي بل كل ما هو وطني من خارج التكتل فالدكتور عماد الدين رشيد الذي كان يظهر شبه يومي قبل فشل ائتلاف الدوحة لم يظهر منذ فترة طويلة، وما سمح به عزمي بشارة من ظهور لبعض أعضاء المجلس الوطني أخيراً هو من باب الاضطرار حيث نجح المؤتمر والحمد لله ويصعب على (المشير) عزمي بشارة تجاهل هذا التطور ولو من باب تبريد الخجل مما مضى خشية أن يفوته كل عربة قطار كان يستميت في تخصيصها له خالصة له من دون المسلمين أهل الأرض والشارع والمساجد والدماء الزكية يومياً. سمو الشيخ لا أنسى كلمة قلتها لي في أحد اللقاءات حين قلت (الشعب السعودي هو امتداد أمان الشعب القطري وهو عمقه الفكري وكل ما يحدث فيه ينعكس علينا للتقارب الأكثر بين أي شعبين خليجيين) وهذا ما دفعني لنقل هذه الصورة لمقاكم وأجزم أنه يهمكم شريحة كبرى من المجتمع يحمل نفس همي ويرغب نقلها لكم، ونحن كإسلاميين نفتخر بانتمائنا ومشروعنا الأممي الخالد وهذا لا يعني أننا لا نتعايش مع الآخر أو أن نحرمه حقه في الوطن على قدر المساواة فنحن أمة التعددية والتعايش وليس الثأر ولا الوقيعة من شيمنا ولكن عز علينا في قضية سوريا-بشارة أمران: الأول: كيف يدفن الشيخ حمد بن خليفة جميع ما أشرنا إليه من أمجاد في جيب ضيف على غير ملته قادم بطريقة لا تزال تثير الكثير من التساؤلات ولا أريد الوصول الى ما يردده البعض من أنه خير سفير ذكي لإسرائيل في الوطن العربي ومن نوع خاص، وهذا الرجل وإن كان قال كلاماً جيداً في الثورات التي لا تربطه مصالح مع دولها لكنه خالف الحق والحقيقة مع سوريا الأسيرة والمكلومة وضلل الجزيرة وعبث بإرثها التاريخي ووضع قطر ممثلة بشخصكم الكريم في موقف لا تحسد عليه وهذا ما لا نرضاه لأمتنا ولا لقطر ولا للجزيرة التي أصبحت ملكاً للشعوب العربية والإسلامية رغم ولادتها القطرية. الثاني: إن شعب سوريا العظيم بعد أن رماه العالم العربي والشرق عن قوس واحدة لم يبق أمامه إلا الاستنصار بالله ثم بالنجباء أهل النخوة في القول والعمل أمثالكم فهم وإن عفوا واستعففوا عن السؤال فإنهم بأمس الحاجة إلى كل دعم مادي أو معنوي أو إعلامي، ودولة قطر قدمت الكثير في دارفور والصومال وليبيا مما تشكر عليه وللجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل حقه في ذلك خاصة بعد أن عرفناهم بسيماهم من التعفف لا يسألون الناس إلحافاً وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم، ليرحل عزمي بشارة عن طريق أمتنا الخالد (شكر الله سعيه!) سيجد من يحقق من خلاله مكاسبه دون مساس بمصير الشعب السوري، لأن النظام الإجرامي سيرحل غير ماسوف عليه، وسترحل معه جميع تحفظات وحسابات عزمي بشارة، وستبشرنا قناة الجزيرة برحيله كما فعلتها لحظة تنحي مبارك تلك الدقائق المؤثرة التي لن ننساها لقطر، ولتبق قطر حمد كما كانت مع الشعوب وللشعوب إلى الأبد، وفق الله سموكم لقيادة المسيرة القطرية داخلياً لمصلحة المواطن القطري وخارجياً لنصرة الشعوب المظلومة والتحدث باسمها والوقوف معها مادياً وإعلامياً ولو تطلب الأمر عسكرياً كما وقفتم في ليبيا مما يحفظه لكم التاريخ، وعلى الله فليتوكل المؤمنون. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته محسن العواجي 1432/11/8ه الرياض – المملكة العربية السعودية