على وقع الجرائم التي ارتكبت في بعض البلاد الغربية مثل فرنسا وألمانيا واقترفتها عصاباتٌ وشخصيات مريضة منتسبة للإسلام؛ انبرت بعض الأقلام من داخل البلاد العربية والإسلامية تدين وتشجب مثل هذه الجرائم، التي هي تسئ للإسلام وللمسلمين جميعهم وتؤلب عليهم الكارهين المبغضين من كل الملل والنحل. وكان في مقدمة هذه الأقلام قامات علمية ودعوية كبيرة راحت تؤكد تكراراً ومراراً أن هذه الهجمات التي تستهدف المدنيين في بلاد الغرب لاحظ لها من دين أو شرع أو قل، بل هي محض ضلالات لبعض الجماعات والأفراد الذين ينتسبون لهذا الدين ويزعمون أنهم بذلك يدفعون عن أمة الإسلام! فالأمر واضح وجلي في أذهان كل عاقل، أن هناك فرقاً شاسعاً بين الدين الإسلامي، كعقيدة ارتضاها الله عز وجل لعباده وجعلها خاتمة الرسالات، وبين تصرفات واجتهادات ضالة من بعض المنتسبين لهذا الدين، الذين ضلوا الفهم وأساءوا العمل، إن أحسنا بهم الظن. ولكن بعض المبغضين لهذا الدين، ولا يستطيعون البوح بذلك، وهم بين أظهر قوم دانوا لله عز وجل بهذا الدين، وفي بلد تعلو فيه راية الشريعة، خشوا من إعلان معتقدهم صراحة، فراحوا يلمزون الإسلام كدين ومعتقد من طرف خفي، وتولوا كبر النفخ في اتهام هذا الدين وأصوله بدعم كراهية الآخر وقتله. وأولئك الذين يزعمون أنهم يتبنون المنهج العلمي في النظر والتحليل ورؤية المقدمات والنتائج قفزوا على كل المقدمات وتجهلوا كل معطيات المنهج العلمي والإحصائيات الرقمية، التي تؤكد أن مَن قُتل من المسلمين على يد الغربيين سواء بالحروب الصليبية الجديدة أو غيرها أضعاف مَن قتلوا بيد فئة تنتسب إلى الإسلام. كما أن من قُتل بيد الغربيين على يد متطرفيهم اليمينيين وغيرهم أضعاف من قُتلوا بيد مسلحين ينتسبون إلى الإسلام، فأي الفريق أحق بالشجب والإدانة والنكير، لو بقي لديكم مسحة من عقل أو فهم أو إنصاف، أم هي البغضاء والكراهية لهذا الدين وكفى؟! فيأيها الليبراليون مهلاً.. إنه دين الله