أدى المصلون صلاة الجمعة في جنبات المسجد الحرام وسط منظومة متكاملة من الخدمات والترتيبات التي أعدتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لاستقبال المصلين والعمّار وتوفير كافة الخدمات لهم كي يؤدوا عبادتهم ونسكهم بكل يسر وخشوع. ومنذ الساعات الأولى شهد المسجد الحرام وساحاته وممراته وأدواره المتعددة وجنبات التوسعة الثالثة حشود المصلين الذين قدموا لأداء الصلاة والطواف وقراءة القرآن والذكر. وقد استهل فضيلة الشيخ الدكتور صالح آل طالب بحمد الله قائلاً "إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له , اتقوا الله لعلكم تفلحون، واستكثروا من الصالحات فعما قليل أنتم راحلون . (من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون)". وقال فضيلته عباد الله "يخرج الناس من قبورهم عارية أبدانهم، حافية أقدامهم، ذابلة شفاهم، (ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود) (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير) وفي ذلك اليوم العظيم ينصب الله الموازين لوزن أعمال العباد، ولإظهار كمال عدله تعالى: (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين) (فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون) فطوبى لمن ثقلت موازينه بالحسنات، ويا خسارة من خفت موازينه: (فأما من ثقلت موازينه * فهو في عيشة راضية * وأما من خفت موازنيه * فأمه هاوية * وما أدراك ما هيه * نار حامية)". وأضاف فضيلته "فمن الأعمال التي تثقل الموازين رعاكم الله تحقيقُ التوحيد، وإخلاصُ الشهادتين لله رب العالمين، ومما تثقل به الموازين حسن الخلق، عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق". رواه أبو داوود وغيره، والعمل الثالث الذي تثقل به الموازين يوم القيامة هو ذكر الله تعالى , في الصحيحين -وهو آخر حديث في صحيح البخاري- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" ". واختتم فضيلته الخطبة بقوله "وإذا كان الوزن يوم القيامة للحسنات والسيئات، فينبغي للمرء أن لا يزهد في قليل من الخير أن يأتيه، ولا في قليل من الشر أن يجتنبه، فإنه لا يعلم الحسنة التي يرحمه الله بها، ولا السيئة التي يسخط عليه بها؛ فاستكثروا من الصالحات وتداركوا أنفسكم قبل الفوات".