حذّرت إحدى المؤسسات الخيرية من أنّ إعلانات الوجبات السريعة تجعل الأطفال يشعرون بالجوع، وتُجبر أولياء أمورهم على شراء وجباتٍ غير صحيّة. وكشف تقرير أعدّه معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، أنّ تلاميذ المدارس يربطون بين الوجبات السريعة وقضاء الوقت الممتع، ويتأثّرون بالإعلانات التجارية التي يشاهدونها على شاشات التلفاز مع عائلاتهم. فقد عرض الباحثون إعلانين تجاريّين للأطعمة غير الصحيّة على 137 تلميذاً تتراوح أعمارهم بين الثامنة وال12 عاماً، وذلك في أربع مدارس ابتدائية في إنجلترا، واثنتين في اسكتلندا. وأظهرت النتائج أنّ التلاميذ الأصغر سنّاً هم الأكثر تأثّراً بالإعلانات، على الرغم من القوانين التي تمنع الترويج للوجبات السريعة خلال البرامج التلفزيونية للأطفال. وخلال الدراسة، قام التلاميذ بمشاهدة برامج الأسرة بين حوالي السابعة والثامنة مساءً كلّ يوم، وكذلك في عطلة نهاية الأسبوع، وتلك هي الأوقات التي تظهر فيها الإعلانات. يقول الباحثون بأنّ هذا يعني وجود "ثغرةٍ في التشريع الحالي". وحسب التقرير، فإنّ الإعلانات التلفزيونية تجعل الأطفال يضغطون على والديهم لشراء الوجبات السريعة لهم. أثناء الدراسة، وصف أحد الأطفال الطعام غير الصحيّ بأنّه "إدمان"، بينما قال آخر بأنّ إعلاناً تلفزيونياً عن البيتزا، جعله يرغب في "لعق شاشة التلفاز". وعبّر تلاميذ آخرون عن إعجابهم بأن الأشخاص في الإعلانات يقضون أوقاتاً ممتعة. وقالت طفلة بعد مشاهدتها إعلاناً عن الحلويات: "إنّها تُشعرك بالسعادة والحماسة، وتجعلك ترغب في تجربتها لأنّ الفتيان كانوا يرقصون أثناء أكلها، لأنّها لذيذة للغاية". وجد الباحثون أنّ الأطفال لديهم معلومات جيّدة عن التغذية السليمة، ولكنّ الإعلانات تقوم بإغرائهم لتناول الأغذية غير الصحيّة. ويتذكّر الأطفال تلك الإعلانات على المدى البعيد، بألوانها الزاهية وطرق التعبئة والتغليف؛ ممّا يجعلهم يرغبون في شراء تلك المنتجات المحدّدة من السوبر ماركت. في الوقت الحالي، يعاني حوالي 30% من الأطفال في بريطانيا ممّن تتراوح أعمارهم بين الثانية وال15 عاماً، من زيادة الوزن أو السمنة؛ بينما النسبة هي 34% في ويلز، و31% في اسكتلندا. ويدعو معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، وبعض الجمعيّات الخيرية الأخرى، إلى حظر إعلانات الوجبات السريعة على شاشات التلفاز، قبل التاسعة مساءً. وقال الدكتور جيوتسنا فوهرا من معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة بأنّ النتائج كانت "مثيرةً للقلق". وأضاف أليسون كوكس، مدير الوقاية في الجمعية: "من الواضح أنّ القيود الحاليّة الموجودة أثناء البرامج التلفزيونية للأطفال غير كافية. فالأطفال يشاهدون إعلانات الوجبات السريعة خلال برامج الأسرة التي لا تطبّق هذه القيود. إنّ ارتفاع معدّل البدانة بين الأطفال، هو مصدر قلقٍ كبير، وآخذٌ في الازدياد. يجب ألّا يكون ثمّة تأخير في اتّخاذ الإجراء المناسب. نحن نعلم أنّ الأطفال البدناء هم عرضة أكثر بخمس مرّات، ليصبحوا أشخاصاً بالغين بدناء. وأنّ البالغين البدناء هم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان".