الرد من: المستشارة الأسرية والتربوية أ. هياء الدكان السؤال السلام عليكم ورحمة الله أبلغ من العمر 60 عاماً ولديّ ولد يُرهقني جداً، يتطاول عليّ، ويضربني ضرباً مبرحاً، وأمه هي من تُحرّضه دائماً عليّ. مع العلم أنا مطلق أمه من ثماني سنوات، ولكنها لا تزال تعيش معنا في البيت، ولدي إخوة لهذا الابن لا يتجرؤون علي. ما الحل؟ مع العلم هذا الابن طبيب. الإجابة أخي الكريم، والوالد الفاضل، سلمك الله وعافاك، نشكر لك ثقتك بِنَا واختيارك ل«استشارات تواصل» لبث همومك وما يقلقك لا يخفى على ذي لُب أن التجاوز في حق الوالدين ولو بكلمة لخصها ربنا جل جلاله في "أف" من حرفين لتعظيم حقهما، أنه لا يجوز قولها، ونهى الله – عز وجل – عن قولها، فكيف بالضرب وهو الأشد؛ لذا عفا الله عنك وعن ابنك، وعافاه الله من العقوق، ورزقك بِر أولادك. أجمل الحلول البدء بالمعروف ذكره بحقك عليه، وخشيتك عليه من النار، وأنك ومهما كان والده أوسط أبواب الجنة، ولا تفتر وأنت الوالد، وقد خصك الله بدعوة مستجابة لولدك أن تدعو له ولإخوته، فدعاء الوالد لولده مستجابة بإذن الله، فادع، والدعاء من القرآن والسنة عظيم، وحافظ على أذكار الصباح والمساء، وعوذ أولادك بالأدعية الطيبة، نفعك الله بها دنيا وأخرى، ورزقك ووالدتهم برهم. ومن الأدعية: رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء.. ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً. وأكثر من الاستغفار مفتاح الأقفال والرزق، وصلاح الأبناء وبرهم رزق، وكلما صدق المرء في دعائه وألح على الله وكان قدوة خير لأهله، وولده كلما حقق الله الأماني، فهو أكرم الأكرمين الرحمن الرحيم – سبحانه -. فاجتهد في طاعته، واصبر واقترب من أبنائك بقلب حنون صابر، وراجع موقفك مع والدتهم، فقد تركتها من ثماني سنوات، وابنك طبيب، بمعني أن الفراق (الطلاق) كان عن كبر، وهذا يوجع الأبناء أكثر، فتأمل حالهم وحالها إن كان مناسب عودتها لك ليكن أولادكم في ظلكما معاً بعد الله، فهذا ما يحتاجه الأولاد، وتهدأ نفسياتهم بإكرام أمهم، ووجود والديهما معاً. وإن كان بينكما بعض الخلافات فالأفضل إخفاؤها عن الأبناء، وحلها بينكم، وسؤال الله الإعانة دائماً، والتوفيق بيده – عز وجل – فاستعن به، ثبتك الله على كل خير وسددك، وسخر أولادك في طاعة الله ثم طاعتكما، ومرضاة الله ثم مرضاتكما. هذا والله أعلم، وصلى الله على محمد.