بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وبعد: تمثيل المرأة مع الرجال وظهورها في التلفاز، أو الاذاعة، أو المسرح، قوة تدميرية ألحقت بالمسلمين منذ ظهور التمثيل وانخراط النساء فيه أضراراً عظيمة، حيث كان من أشرس العوامل التي نشرت الفساد بين المسلمين وباعدت بينهم وبين الالتزام بأوامر الله تعالى ونواهيه، وتمثيل المرأة محرم لاحتوائه على محرمات قطعية ومنها: 1/ اختلاطها بالرجال ممثلة، ومحادثتها لهم وتكسرها في القول حسب وضعها في التمثيلية، والترائي المستمر بينها وبين الرجال ساعات وساعات قال النبي صلى الله عليه وسلم لجرير البجلي رضي الله عنه حين سأله عن نظر الفجأة قال له: (اصرف بصرك) وأمر تعالى الرجال: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم) وأمر النساء: (وقل للنساء يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن)، ويستحيل غض البصر وهي مع الرجال ساعات وأياماً لأغراض التمثيل الذي يدوم الأسابيع والشهور كما يعلم كل من له فهم. 2/ ظهورها أمام الآلاف وأكثر من الرجال ينظرون إلى صورتها في الفيلم، أو يرونها مباشرة في المسرح مركزين النظر على الممثلة والممثل؛ لأنهم لأجل النظر إليها وإليه أتوا فأين الاستجابة لتحريم تسريح النظر وإدامته في النساء، كما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟ 3/ من الممثلات الشابة الجميلة في وجهها وجسمها وحركتها – بل الغالب أنهن جميلات وشابات – والنظر إليها محرم، الله تعالى أمر أمهات المؤمنين وهن أمهاتهم بألا يعطوا أحداً حاجة، أو يكلموه في حاجة، وهي أمر يسير كما دلت الآية، وليس فيه مكث ونظر وتحاور وتعايش، كما هو في التمثيل بألا يعطوا السائل حاجة أو كلاماً إلا من وراء حجاب وهو الباب أو الساتر كجدار ونحوه: (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن) وذكر الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في تفسيره (أضواء البيان) وغيره من المفسرين أن الآية عامة في نساء الأمة؛ بدليل تعليل السؤال من وراء حجاب لطهارة القوب، وعدم إتاحة المجال لمرض الشهوة. 4/ أن التمثيل يفرض الزمالة والبقاء يوماً وأياماً وأسابيع لأغراض التمثيل في الاستوديو وغيره مما يورث الذنوب من النظر والحديث بالصداقة، وسقوط الكلفة بل سقوط الأدب مع الله والخوف منه، ورجاء ما عنده بطاعته، ومن المعلوم أن كثرة المساس تذهب الإحساس. 5/ لا يجيز تمثيل النساء مع الرجال وظهورها معهم في التلفاز والمسرح والإذاعة إلا من تعامى عن الأثر الخطير والمدمر لتمثيلها في المسرح والأفلام والمسلسلات عبر عشرات السنين في بلدان إسلامية كثيرة أسقطت فيه الممثلة كل ستر وحياء وعفاف، وكانت قدوة لعامة نساء المسلمين فتنازل فئات عظيمة منهن عن حجابهن وسترهن وحيائهن وطاعتهن لله بالستر والعفاف والحجاب وغض البصر، واستهن بالاختلاط والجلوس على الشواطئ كاشفات كثيراً من أجزاء أجسادهن وغير ذلك، وذلك بسبب انتشار المسارح ودور السينما وإنتاج الأفلام والمسلسلات، وظهور بنت البلد فيها، وقد هدم هذا التمثيل وحطم قلاع العفة والاستقامة في الأمة، وحقق للأعداء ما يريدون من بعد المجتمعات المسلمة عن شريعة الله، وتخلق هذه المجتمعات بأخلاق الكفار أصحاب النار. ولا يجيز تمثيل النساء إلا من تعامى عن الأدلة الشرعية التي لا تحصى بخصوص ستر المرأة وأحكامها الكثيرة، وأدبها مع ربها ومع الرجال. فإذا كانت المرأة مأمورة أن تلبس اللباس الساتر الكامل في الصلاة، وهي تصلي وحدها في غرفة مغلقة الباب عليها، فكيف يجيز تمثيلها مع الرجال مقبلة مدبرة، زوجة وصديقة وزميلة، ينظر إلى وجهها.. حسبنا الله ونعم الوكيل، والله حسيب كل من يخدع الأمة ويوردها موارد الهلاك باسم الفتوى والعلم المسموم. نعم الفتنة لا تؤمن على الحي؛ ولذا علمنا الله تعالى أن ندعو دائماً: (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا) وأعظم الزيغ زيغ عالم يُفتن بسببه الكثير من المسلمين، فهم في رقبته يوم يلقى الله. علي التمني 26/8/1437