اتفقت المملكة وباكستان على بذل جهود منسقة لتعزيز التعاون متعدد الأوجه والعمل معا لمكافحة الإرهاب والتطرف الذي يعتبر عدواً مشتركاً للبلدين. جاء ذلك في بيان صادر من الحكومة الباكستانية اليوم بإسلام آباد في ختام الزيارة التي أجراها بها وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير. وأوضح البيان وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الباكستانية الرسمية أنه خلال زيارة وزير الخارجية ناقش البلدان مجموعة متنوعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك والوضع الإقليمي بما في ذلك التوتر القائم بين المملكة وإيران. وأضاف البيان أن وزير الخارجية التقى خلال الزيارة بدولة رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، وعقد محادثات على مستوى الوفود مع مستشار رئيس الوزراء للشؤون الخارجية سرتاج عزيز، إلى جانب عقد لقاء مع رئيس أركان الجيش الجنرال راحيل شريف. وأكد رئيس الوزراء نواز شريف خلال لقائه مع الوزير الجبير أن باكستان تقدر باهتمام عال علاقاتها مع المملكة، وأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحظى باحترام كبير لدى الشعب الباكستاني. وأكد نواز شريف أن شعب باكستان سيقف دائماً جنباً إلى جنب مع شعب المملكة ضد أي تهديد لسلامة أراضيها وسيادتها. وذكر البيان أن الوزير أطلع رئيس الوزراء نواز شريف على تفاصيل التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب. ورحب نواز شريف من جانبه بمبادرة المملكة العربية السعودية، مؤكداً أن باكستان تدعم كل هذه الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف. ودعا نواز شريف إلى مواصلة تعزيز وتوسيع العلاقات الثنائية بين البلدين، في جميع مجالات التعاون، بما في ذلك الدفاع والأمن والتعاون الاقتصادي والتجاري، إلى جانب تكثيف الجهود لمواصلة تعزيز التجارة الثنائية وزيادة الاستثمارات السعودية في باكستان، وخاصة في قطاع الطاقة، حيث تقدم باكستان فرصاً جذابة للاستثمار. وكان وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، قد أطلع رئيس الوزراء الباكستاني على البرامج الجارية لتعزيز الاستثمارات السعودية في القطاعات الحيوية للاقتصاد الباكستاني. كما أطلع وزير الخارجية السعودية، رئيس الوزراء الباكستاني على المستجدات التي طرأت مؤخراً على العلاقات الثنائية بين المملكة وإيران. وجدد البيان موقف باكستان الذي أعربت فيه عن قلقها العميق إزاء تصعيد الموقف من جانب إيران وتعرض البعثة الدبلوماسية السعودية في إيران لاعتداءات، وطالبت بضرورة احترام معايير العلاقة الدولية والالتزام بمبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. ودعا رئيس الوزراء الباكستاني إلى ضرورة حسم الخلافات بين الرياض وطهران بالوسائل السلمية لضمان وحدة وتماسك كيان الأمة الإسلامية. من جهة أخرى أوضح البيان أن الجبير عقد محادثات على مستوى الوفود مع مستشار رئيس الوزراء سرتاج عزيز، وخلال المحادثات التي عقدت في إطار آلية ثنائية للتشاور السياسى ناقش الجانبان السبل والوسائل لتوسيع مجالات التعاون الثنائي، وسبل تعميق التعاون الثنائي في جميع المجالات، واتفقا على إجراء مشاورات سياسية مرتين في السنة بالتناوب في إسلام آباد والرياض. كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول مكافحة الارهاب والتطرف. وأطلع سرتاج عزيز، وزير الخارجية السعودي على الحملة الناجحة التي تشنها باكستان ضد الخطر المزدوج للإرهاب والتطرف داخل أراضيها. وأكد الجانبان على ضرورة تطوير التعاون المشترك المدعوم بموقف العلماء لمكافحة الإرهاب والتطرف. وناقش الوفدان أيضاً القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتم الاتفاق على تضافر الجهود الثنائية لتعزيز التعاون متعدد الأوجه والعمل معا على هزيمة الإرهاب والتطرف. وأكد البيان أن الاجتماعات بين الطرفين جرت في جو من الدفء والصداقة والمودة التي تميز العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين .