يستمر مسلسل الإساءات للأندية عبر بعض العبارات العنصرية التي تطلقها جماهير الخصوم وتحوي شتائم بحق الأندية، وحتى رؤساء الأندية لم يسلموا من هذا العنف ليصل إلى الحكام الذين يتعرضون لألفاظ قبيحة سواء من اللاعبين أو رؤساء الأندية أو الجمهور عند الهزيمة أو إحساسهم بأن فريقهم قد ظلم. وبحسب ما نشرته صحيفة "عكاظ" اليوم، لم يتوقف العنف اللفظي عند اللاعبين بل إنه وصل لجوال وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس لجنة الاحتراف الدكتور صالح بن ناصر عندما تعرض لعدد من الرسائل المشينة الأسبوع الماضي من قبل بعض الجماهير، وما قصة قذف محترف الهلال الروماني رادوي لكابتن نادي النصر حسين عبدالغني عنا ببعيدة فمازالت أبوابها مشرعة لم تقفل. ولعل ما يتعرض له كابتن نادي الاتحاد اللاعب الدولي محمد نور من هجوم بطرق مختلفة من قبل الجماهير سواء في المدرجات أو المواقع الإلكترونية سبا وشتما وقذفا بألفاظ عنصرية للنيل منه ومحاولة التأثير عليه. وكذلك كابتن المنتخب السعودي ونادي الهلال ياسر القحطاني من اتهامات بالفجور والفسوق في المدرجات خصوصا والشبكة العنكبوتية عموما لهو دليل واضح عن انتشار الاقوال والافعال الخارجة في الملاعب والمدرجات عن طارها الصحيح. موقف الوسط الرياضي بكافة فئاته هو السكوت عن العنف اللفظي وعدم الاكتراث له في أغلب الأحيان، مما ساهم في تفاقم المشكلة وحولها إلى ظاهرة غزت الوسط الرياضي السعودي بشكل كبير فإذا أردت أن تطعن في لاعب أو نادٍ أو حكم بقذفه أو شتمه أو سبه بدافع التعصب الأعمى فما عليك سوى الاندساس في المدرجات وإطلاق العبارات المسيئة لمجرد أنك تنتمي للفريق المنافس أو أنك تحمل ضغينة ضد رئيس النادي أو الحكم أو اللاعب، مادامت أن العقوبة لن تطال الشخص المسيء، ومن يدفع فاتورة الأخطاء، هم ذوو الأندية التي تسدد مئات الآلاف من الريالات كعقوبات على أخطاء مندسين لايمثلون جل الجماهير.. أما عقوبة ما يحدث بين اللاعبين والحكام ورؤساء الأندية فتتراوح ما بين الإيقاف والإنذار والتي تشكل في العرف القانوني عقوبة إدراية لكن الحق العام والخاص يبقى ضائعا مما لايحد من هذا العنف في الوسط الرياضي مادامت العقوبة مخففة وتطبيق القوانين يخضع للتراجعات في بعض الأحيان لاعتبارات مختلفة ( فمن أمن العقوبة أساء الأدب). والمعروف في كل قوانين العالم أنه عندما تتفشى ظاهرة سلبية في المجتمع فإن الجهات المعنية تحاول أن تبحث عن أسباب هذه الظاهرة وتعالجها للحد منها، فالعنف اللفظي في الوسط الرياضي السعودي بات ظاهرة ملموسة رغم غياب الدراسات والأبحاث الدقيقة التي توضح الأسباب وتعطي مؤشرات للحلول. ولعل البعض قد يحمل الإعلام الرياضي مسؤولية تأجيج التعصب والاحتقان الجماهيري الذي يتحول لمحاولة الانتقام من الطرف الآخر عبر العنف اللفظي الذى نراه يتكرر في كل مباراة وقضية رياضية. إلا أن هناك أطرافا أخرى تجد أن السبب يمكن في ضعف القوانين الموضوعة والعقوبات الرادعة والمجاملات في إنزال العقوبات مستندين برأيهم إلى أن العقوبات لو كانت رادعة وقوية وعوقب كل مذنب لما تجرأ البعض على التمادي في السب والشتم والقذف.. أما الفئة الثالثة فترى أن ضعف الثقافة الحقوقية في الوسط الرياضي هي السبب في انتشار الألفاظ القبيحة والمسيئة والخادشة للحياء بكل أشكالها وأنواعها. ويحمل البعض مسئولية العنف اللفظي للإعلام الرياضي الذي حول لغة التنافس إلى لغة تأجيج وتعصب، محملا رؤساء أقسام بعض الصحف اليد الطولى في ذلك من خلال انحيازهم لناديهم على حساب الأندية الأخرى.