مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    الصندوق السعودي للتنمية يموّل مستشفى الملك سلمان التخصصي في زامبيا    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    اجتثاث الفساد بسيف «النزاهة»    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    سورية الجديدة.. من الفوضى إلى الدولة    خادم الحرمين يهنئ رئيس المجلس الرئاسي الليبي بذكرى استقلال بلاده    إحالة 5 ممارسين صحيين إلى الجهات المختصة    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    الأمن.. ظلال وارفة    عبقرية النص.. «المولد» أنموذجاً    مطاعن جدع يقرأ صورة البدر الشعرية بأحدث الألوان    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    ضيوف برنامج خادم الحرمين يؤدون العمرة    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    «إسرائيل» ترتكب «إبادة جماعية» في غزة    التحليق في أجواء مناطق الصراعات.. مخاوف لا تنتهي    من «خط البلدة» إلى «المترو»    أهلا بالعالم    ليندا الفيصل.. إبداع فني متعدد المجالات    كرة القدم قبل القبيلة؟!    قائمة أغلى عشرة لاعبين في «خليجي زين 25» تخلو من لاعبي «الأخضر»    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    122 ألف مستفيد مولهم «التنمية الاجتماعي» في 2024    ضبط شخص افتعل الفوضى بإحدى الفعاليات وصدم بوابة الدخول بمركبته    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    رفاهية الاختيار    النائب العام يستقبل نظيره التركي    5 مشاريع مياه تدخل حيز التشغيل لخدمة صبيا و44 قرية تابعة لها    حرس الحدود بجازان يدشن حملة ومعرض السلامة البحرية    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    استثمار و(استحمار) !    وسومها في خشومها    وانقلب السحر على الساحر!    منتخبنا كان عظيماً !    الضحكة الساخرة.. أحشفاً وسوء كيلة !    الأخضر يستأنف تدريباته استعداداً لمواجهة العراق في خليجي 26    نيابة عن "الفيصل".. "بن جلوي" يلتقي برؤساء الاتحادات الرياضية المنتخبين    اختتام دورات جمعية الإعاقة السمعية في جازان لهذا العام بالمكياج    إحباط تهريب (140) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر في جازان    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    آل الشيخ: المملكة تؤكد الريادة بتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن حكومة وشعبا    موارد وتنمية جازان تحتفي بالموظفين والموظفات المتميزين لعام 2024م    "التطوع البلدي بالطائف" تحقق 403 مبادرة وعائدًا اقتصاديًا بلغ أكثر من 3مليون ريال    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    وطن الأفراح    46.5% نموا بصادرات المعادن السعودية    التخييم في العلا يستقطب الزوار والأهالي    مسابقة المهارات    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



‫تشويه صورة المرأة الخليجية في المسلسلات الدرامية‬
نشر في تواصل يوم 16 - 07 - 2013

-الباحثة مريم بنت حسن تيجاني: الدراما الخليجية استهلكتِ المرأة استهلاكاً يقضُّ المضاجع
-الأكاديمية وداد بنت محمد عمران: تشوهت صورة المرأة الخليجية من باب مواكبة الحضارة والتطور
-الكاتبة مرفت عبدالجبار: أهل الخليج هم أعرف الناس بأن هذه المسلسلات لا تمثل واقع المرأة الخليجية!
-الباحثة دانية بنت سعد الطويل: ما يعرض في هذه المسلسلات عبارة عن ظواهر سلبية تتخذ لغة التعميم مركباً لها
منذ أن كانت المسلسلات الخليجية في الماضي معدودة ومحدودة، تدور أحداثها وموضوعاتها في دوائر عامة بسيطة، إلى أن أنتجت بأعداد هائلة، وتحولت إلى مشارب شتى، منها ما هو موغل في الخصوصية، ومنها ما دون ذلك، وتختلف في قربها وبعدها من المحرمات الدينية والسياسية والاجتماعية، إلا أنها تكاد تقترب من شكل واحد يجمعها، يغلب عليه إظهار السلبية في المجتمع، وتنال المرأة (الأم، الزوجة، الأخت، البنت) الحظ الأوفر من حجم محتوى هذه المسلسلات الخليجية، حيث تقلبها تلك المسلسلات، في أشكال متنوعة من السلبية والضعف والفساد، تجانب فيها الواقع والحقيقة.
وصورة المرأة الخليجية في هذه المسلسلات تتعرض لتشويه وإسقاطات قاسية، مباينة تماماً للواقع الذي تعيشه تلك المرأة، وتزداد حدّة تلك القسوة، وذلك التباين سنة بعد سنة، وجيلاً بعد جيل، ساعية للربح والإثارة تارة، ولأغراض مستورة تارة أخرى، غير عابئة بخطورة ما تقدمه، وما قد ترسمه من صورة مصطنعة للمرأة الخليجية.
ولطالما سبّبت هذه المسلسلات الحرج والانزعاج الشديدين للمرأة الخليجية، بتصويرها على هذا النحو الذي تصور به، أمام سمع وبصر العالم، وبشكل مغاير للحقيقة والواقع!
فماذا ستقول المرأة الخليجية عن هذه المسلسلات؟ وبماذا ستعبّر لو أتيح لها صدقاً أن تقول ما في نفسها؟
هل صورة المرأة الخليجية في المسلسلات الخليجية تمثل أو تقترب من الصورة الحقيقية للمرأة الخليجية؟
في مدخل للإجابة على هذا التساؤل كتبت الأستاذة: مريم بنت حسن تيجاني (الباحثة والمحاضرة بجامعة أم القرى وعضو مجلس إدارة المكتب التعاوني الفرع النسوي بمكة المكرمة):
أستطيع التعبير ب "المرأة الخليجية بين الصورة والإطار"!: فأما الإطار فأعني به الشكل أو الهيكل العام الخارجي للأدوار الدرامية أو المسرحية المراد القيام بها. وأما الصورة؛ فأقصِدُ بها ما بداخِل الإطار؛ وهي الرسالة –رسالة الصُورة.
وفي ما يتعلقُ بالإطار أو الهيكل الخارجي فنجد أن الكثير من المسلسلات الخليجية تُعَوَّلُ في أدوارها على المرأةِ بالمقام الأول. وأعني بذلك الجانب المادي المحض. كتب الأستاذ باسل يوسف في مقالهِ (المرأة في الفضائيات العربية): "وجُل ما يقدم عن المرأة تلخصه عبارة واحدة: "جسد يثير الغرائز لجذب أكبر عدد من الجمهور".!!
إذن هي مُسْتَهْلَكة درامياً بتواريخِ صلاحيةٍ لا تخفى!.
وتضيف: لعلي أتساءلُ هنا أمام هذهِ الصورة من الاستهلاك الدرامي للمرأة الخليجية: أيهما يُمَثِّلُ هدفاً وغاية؛ المرأة الخليجية أو التسويق للعمل الفني؟!.
فأيهما كان غايةً وهدفاً كان أعلى مرتبةً وأثمن من الآخرِ بالضرورة إذ لن يعدو أن يكون الآخرُ مجردَ وسيلةٍ عارضة!.
وفي رأيي أن الدراما الخليجية قد استهلكتِ المرأة استهلاكاً يقضُّ المضاجع وإن لم تعترف هي بهذه الحقيقة أو اختزلتها بصندوقِ عقلها الباطن.
ثم تقول: في الغالب والأعم الأكثر: نجد أن التركيز في المسلسلات الخليجية على الجانب الأخلاقي (سلبياً) مع تهميش الأدوار الإيجابية الحيوية التي يُفترض أن تكون الرسالة الأولى؛ ويأتي على رأسِها الجانب العِبادي وتعزيز الأخلاق الإيجابية.
وقد أكدت هذا المعنى الجلي الواضح، إحدى الدراسات الوصفية التحليلية وهي بعنوان (القِيَم في المسلسلات التلفازية دراسة تحليلية وصفية مُقارَنة لعَيِّنة من المسلسلات التلفازية العربية، للمؤلف: مساعد بن عبد الله المحيَّا)؛ حيثُ قامَ بدراسة بعض المسلسلات العربية باختيار عينات عشوائية لكلٍ من؛ المسلسلات المصرية والأردنية والكويتية، وسأقتبس منها بعضَ النتائج المُتعلقة بالمسلسل الكويتي:
1/ في جدولٍ مُرفق في الدراسة يبيِّن توزيع المَشاهد التي تشارَكَ فيها نساء مع رجال غير محارم لهن بعلاقةٍ مباشرة أو غير مُباشرة جاءت النسبة الأعلى للعلاقة المباشرة بنسبة 95,66% مُوزَّعةً بين مشاهد اختلاط وخلوة. في حين احتلت المشاهِد غير المباشرة (من خلالِ الهاتف) بين الرجل والمرأة الأجنبيين ما نسبته 4,34%.
2/ بلغت نسبة الموضوعات المُباحة 38,96% محتلةً المرتبة الأولى؛ في حين احتلت الموضوعات المُحرمة المرتبة الثانية بنسبة 30,61%. وجاءت الموضوعات الواجبة في المرتبة الأخيرة بنسبة 5,39% فقط!.
وقد علَّق على ذلك المؤلفُ بقوله: "وذلك يعكس تركيز المسلسلات على تلك المواضيع – أي المباحة والمحرمة- أكثر من المواضيع المندوبة أو الواجبة، مما يعني أن الوظيفة التي تقوم بها وتحمل لواءها تلك المسلسلات تكاد أن تتجه في مسلكٍ غيرِ المسلك المُراد منها، ولاشك أن الإكثار من عرض تلك المواضيع المحرَّمة حتى ولو كان على سبيلِ نقدها وتقويمها –وإن كان ذلك لا يحصلُ إلا نادراً!-، لهُ آثار تربوية سلبية على سلوك الناس أبرزها أن إحساسهم أن تلك المواضيع لا ينبغي أن تحرك لديهم مشاعر الرفض لها ومحاربتها سواءً شعر الناس أم لم يشعروا به، وسواءً صرَّحوا بذلك أم لم يُصرِّحوا".
3/ أما من حيث إيجابيةِ المواد المعروضة وسلبيتها بالنسبةِ لقيمنا الإسلامية؛ فجاءت على هذا النحو:
الموضوعات الاجتماعية الإيجابية 25,74%.
الموضوعات الخُلُقية السلبية 20%.
الموضوعات الاجتماعية السلبية 18,96%.
الموضوعات الخُلُقية الإيجابية 7,30%
بينما جاءت الموضوعات الثقافية والعبادية والعلمية الإيجابية في مراتب متأخرة وبنسبٍ ضئيلة جداً لا تتفق مع ما ينبغي أن تحظى به هذه الموضوعات في تلك المسلسلات من اهتمام!.
4/ وأما الدوافع من وراءِ إنتاج تلك المُسلسلات؛ فقد جاء الدافع الأخلاقي السلبي السيئ غالباً في مُقدِّمة أنواع الدوافع بالنسبة للمسلسل الكويتي إذ بلغت نسبته 35,90%. وهي نسبة تُنذِرُ بشرٍ مستطير.
وتدلي الأستاذة: وداد محمد عمران (الأكاديمية في جامعة أم القرى) بدلوها حيث تأسف لاستغلال البعض المرأة لتكون واجهة لعرض أفكارهم وآرائهم الهدامة من خلال تلك المسلسلات، جاعلين منها لعبة تتحرك بإشارة منهم.
وتضيف: كم هو محزن أن نرى المرأة المسلمة وخصوصا الخليجية وقد تشوهت صورتها من باب مواكبة الحضارة والتطور، وما يزيد من ذلك الحزن حينما نراها تنساق وراء تلك الأقنعة الكاذبة.
فما نراه اليوم من قضايا في تلك المسلسلات لا يمثل الواقع بمصداقية وشفافية، بل نجدهم يشوهون صورة المرأة الخليجية فتارة يجعلونها في شخصية سلبية منكسرة، مغلوب على أمرها، مظلومة، مهانة فلا احترام أو تقدير لها ويكون ذلك بتأييد من المجتمع وموافقته لكونها امرأة، وهذا مخالف لمبادئ المجتمع الإسلامي الذي رفع من قدر المرأة، ودعا للحفاظ عليها، ومراعاتها، ولا ننسى أن الدين الإسلامي يحثنا على أهمية تكوين الشخصية القوية المتزنة للمرأة لأنها عماد المجتمع وأساسه، فهي الأم والزوجة والابنة والأخت والمربية.
وتارة يجعلونها متسلطة، شخصية صارمة بلا أخلاق بلا مبادئ متمردة على مجتمعها ورافضة لمبادئه وقيمه لكونها جامدة وغير مناسبة للعصر الحديث كما يدعون، ويصورنَ هذه الشخصية بأنها تستطيع الوصول لكل شيء بسبب ذلك التمرد وتلك الحرية الكاذبة.
أما الأستاذة: مرفت عبدالجبار (الكاتبة والمحاضرة بقسم العقيدة بجامعة أم القرى) فترى أن هناك من يعتقد –جهلاً منه بالمجتمعات الخليجية- أن ما يدور من أحداث درامية متعددة الاتجاهات والأدوار في المسلسلات الخليجية يمثل حقيقة واقع المرأة الخليجية وبيئتها!
وهذا الظن: يأتي خاصة من غير أهل الخليج! والحقيقة: أن أهل الخليج هم أعرف الناس بأن هذه المسلسلات لا تمثل واقع المرأة الخليجية!
وأن ما يشاهد من أحداث متنوعة ومظاهر، لا تعدوا كونها نوع من الصناعة الدرامية، مفتعلة الأحداث وبعيدة بعداً ظاهراً عن واقع المرأة في الخليج وخصوصاً المرأة المحافظة.
فالمسلسلات الخليجية تدور في مجملها على تصوير الفرقة والتناحر والاختلاف والجرائم والمصائب وعقوق الوالدين والمسكرات وسفور المرأة والميل إلى التغريب ومظاهره في جوانب البيت الخليجي!!.
بينما الواقع يسطر أروع أنواع التواصل والتواصي على الحق وبر الوالدين واحتشام المرأة خاصة وأن هل الخليج هم أهل احتضان الحرمين ولهم عادات وتقاليد اجتماعية تؤخذ بعين الاعتبار فضلاً عن التمسك بتعاليم الدين.
نعم المجتمعات الخليجية ليست مثالية، وهناك العديد من المشكلات المختلفة والغريبة في بعض الأحيان على المجتمع الخليجي المحافظ ولا ننكرها، بل نعلم أن ظواهر انتشارها في هذا العصر أكثر من أي وقت مضى، ومع ذلك تظل في مجملها حالات تميل للفردية والندرة والاستنكار مقارنة بمجتمعات أخرى.
فتقديمها في صور سلبية متعددة كزوجة الأب القاسي، أو المتكلة في تصريف شؤون البيت على الخادمة، أو ذات العلاقات المحرمة، أو المترفة الباذخة في الترف والإسراف، أو المتكبرة المتغطرسة. وغيرها من مظاهر لا تمت لمجتمعنا الخليجي بصلة، تصوره وتطبعه بطابع الصراع المستمر والضغط التوتر العائلي.
وترى الأستاذة: دانية بنت سعد الطويل (الباحثة في قضايا المرأة): أن المسافة بين صورة المرأة الخليجية في واقعها الحقيقي بعيدة عن صورتها في المسلسلات، وأن هذه الصورة المنقولة في المسلسلات ما هي إلا صورة نشاز لا تمثّل نسبة تذكر في حياة المرأة الخليجية.
وما يعرض في هذه المسلسلات عبارة عن ظواهر سلبية تتخذ لغة التعميم مركباً لها، وتستغل لغة العواطف لتمرير تلك المبالغات التي تتشبع بها مشاهد المسلسل بحثاً عن الإثارة والتشويق ولو كانتا على حساب الصورة الحقيقية الأقرب للخيال منها إلى الواقع.
"الهدف والغاية"
مريم: حذَّرت الشريعة المطهرة من لبس ثوبِ الشُهرة، فكيف بمن سخَّر حياته وأوقفها لتحصيل الشُهرة ولتكون سمةً دائمة له؟!
دانية: نخشى من تبني أفكار الحركات الأنثوية لتمريرها في المسلسلات الخليجية.
وداد: مهما قيل عن الأسباب فهي تصب في تشويه صورة المرأة الخليجية.
في تصورك ما هي الغاية التي تهدف هذه المسلسلات للوصول إليها؟
ترى الأستاذة مريم أن غاية العاملين في إنتاج هذه المسلسلات من منتجين وممثلين وممثلات: إما أن تكون تحقيق الشهرة، كما هو حالُ الكثيرين في تلك الأوساط!!.
وقد حذَّرت الشريعة المطهرة من لبس ثوبِ الشُهرة، فكيف بمن سخَّر حياته وأوقفها لتحصيل الشُهرة ولتكون سمةً دائمة له؟! وإما أن يكون الهدف تحقيق مكاسب مادية والوصول للثراء!
وهُنا نتوجَّهُ بالسؤال لأي عاقل: هل تلك المكَاسب المادية حلالٌ أم حرام؟!
ولنرجع إلى ما قالَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنه لا يَربو لحمٌ نبَت مِن سُحتٍ –أي حَرَام- إلا كانَتِ النارُ أَولى به".
وتخشى الأستاذة دانية: من أن يستغل العاملين في هذه المسلسلات – شعروا أم لم يشعروا- في الانخراط في مشاريع درامية تتبنى أفكار الحركات الأنثوية المخالفة للشريعة الإسلامية في تصوير المرأة الخليجية.
وتضيف: أن على الباحثات عن الشهرة -من الممثلات وغيرهن- عليهن أن ينظرن إلى مآلات من سبقنهن إلى هذا المجال وكيف تلاشت هذه الشهرة عن ندم وحسرة على ما مضى.
وتضيف الأستاذة: وداد إلى أنه مهما قيل عن الأهداف وراء مثل هذه المسلسلات إلا أننا نرى أنها تصب في مصبٍّ واحدٍ هو تشويه صورة المرأة الخليجية!
"أبعاد وتأثير"
مرفت: تأثرت المرأة الخليجية بهذه المسلسلات إلى حد انعكاسها السلبي على بيتها وأبنائها.
مريم: تحولت الدراما الخليجية إلى رسولُ التبشير والاستشراق والتغريب في المنطِقة.
دانية: تقدّم المسلسلات الخليجية قدوات غير حقيقية ونماذج سيئة تسهم في تعزيز المفاهيم السلبية الضارة.
هل استطاعت المسلسلات الخليجية أن تترك تأثيرها على المجتمع الخليجي وخصوصاً المرأة؟ وما هي صور ذلك؟
تميل الأستاذة مرفت عبد الجبار: إلى أن هذه المسلسلات قد استطاعت مع الأسف التأثير على المجتمع الخليجي، وبات أثرها على المرأة الخليجية ملموساً في عدة صور:
الأثر الاجتماعي: عبر محاكاة المشاهد والأدوار التمثيلية والذي ينعكس على دور المرأة في بيتها وبين أبنائها وأقاربها.
تأثر حياء المرأة مما يبث من مشاهد ولقطات تتعمد المسلسلات إظهارها من باب الحرية وأن هذا هو الواقع الذي يجب أن يكون.
التأثر الفكري الملحوظ في تمرير ما يعرض في هذه المسلسلات لبعض قرارات الاتفاقيات الدولية وتصوير المرأة بالضعيفة والمغلوبة على أمرها أو المناضلة في اكتساب حقوقها المتمثلة بالدرجة الأولى في التمرد على قوانين الشرع.
تأثر المرأة بآخر صيحات الموضة والمنافسة المحمومة على كل ما يتعلق بالجمال، والخطورة هنا ليس في محاولة المرأة اختيار ما يناسب دينها ثم تقاليدها، لكن بمحاولة التقليد الحرفي لكل ما تشاهد. إيذاء النفس عبر عمليات التجميل وما يصاحبها من تشويه باسم الجمال والموضة، وهو مقتبس من صنيع الممثلات اللاتي يظهرن في هذه المسلسلات.
بل وتدخلت تلك الصيحات في حجاب المسلمات، وحاولت تفصيله وفق الصيحات الغربية التي تخرجه عن غرضه الحقيقي!
بينما الأستاذة مريم التيجاني: أرجو ألا يعتقد البعض أنني أُبالغ لو قُلت: أن المسلسلات والدراما الخليجية رسولُ التبشير والاستشراق والتغريب في المنطِقة وثمارهم في آنٍ معاً! وعليهِ فالإساءة للمرأة الخليجية فيها مقصودة وليست عَرَضَاً.
ولستُ أخصُّ المرأة الخليجية بمعزلٍ عن الأدوار التي تناط بها في تلك المُسلسلات والتي تمسُّ بالمقامِ الأول ثوابت المجتمع الشرعية وقِيمه؛ هدماً وسلباً لا إيجاباً وتعميرا.
فمن أدوارٍ تُسيء للحجاب الشرعي، إلى أدوارٍ أخرى تدعو للسفور والتمرد على الأسرة باسمِ الحُرية التي اتخذت شِعاراً لإفساد المرأة المسلمة. إلى أدوارٍ أخرى تدعو للخيانة الزوجية والانحراف الجنسي والإدمان بطريق غير مباشر، إلى أدوار تتضمنُ مفاهيم تغريبية بتمجيد ثقافة الغرب وأسلوب الحياة الغربية، في مُقابل التهوين من حياة الشرق والنظر إليها نظرة ازدراء وتحقير ونعتها بالتخلف والرجعية ضِمناً أو تصريحاً. فلماذا؟!
وتتحسر الأستاذة الطويل: على واقع الفتيات المراهقات المخدوعات بالأحلام الواهية الخيالية التي تنسجها تلك المسلسلات، وما تقدمه لهنّ من قدوات غير حقيقية ونماذج سيئة تسهم في تعزيز المفاهيم السلبية الضارة شرعياً وأخلاقياً واجتماعياً وعلى صعد أخرى.
وبدلاً من التركيز على النجاحات الحقيقية للمرأة الخليجية ودورها الحقيقي في بناء المجتمع ابتداءً من الأسرة، بدلاً من ذلك نشاهد تسليط الضوء على الحالات الشاذة والقصص الغريبة عن واقع المرأة الخليجية، وتعميم تلك العيوب وتطبيعها في نفس المشاهدة.
والاستعراضات المفرطة في البذخ والحياة المترفة الموغلة في الترف، حتى تتحول إلى صيحات وموضة تحاكيها الفتيات.
"آخر الكي"
وداد: كم هي نسبة النماذج الإيجابية التي تبرزها المسلسلات عن المرأة؟
مريم: يجب التوقف الفوري عن هذا التشويه الذي آذى المرأة الخليجية.
دانية: ننادي المؤسسات المعنية للوقوف بحزم تجاه كل ما من شأنه تشويه صورة المرأة الخليجية وإظهارها بالمظاهر السلبية أمام المجتمعات الأخرى.
مرفت: يجب أن تقوم المرأة المثقفة بدورها في بيان حقيقة هذه المسلسلات.
مع كل ما ذكر لابد أن يكون لهذه الصور المكدسة عن المرأة الخليجية من مخرج؟
تكتب الأستاذة وداد عمران: لكي لا نكون متعصبين لرأينا في الأثر السيئ الذي تتركه المسلسلات الهابطة على المجتمع سنجاري القائلين بأهمية نقاش القضايا في المسلسلات وعدم السكوت على مشكلات المجتمع خصوصا في ما يتعلق بالمرأة لكونها مظلومة ومقيدة ولا حرية لها لكن يحق لنا أن نثير بعض الأسئلة:
ما هي الأدوار الفعالة التي تقوم بها المرأة في المسلسلات لحل قضايا المجتمع؟
كم قضية للمرأة تم تناولها بحيادية ومصداقية دون الاستعانة لظهورها بطريقة سطحية مبتذلة؟
كم هي نسبة النماذج الإيجابية التي تبرزها المسلسلات عن المرأة؟
هل تم حل قضايا ومشكلات المجتمع التي تم تناولها في المسلسلات؟
إلى متى يجعلون الحب ونشر الوهم العاطفي والسعي وراء الرجل بكل الطرق أيا كانت هو الهدف الأسمى للمرأة؟
في حين تطالب الأستاذة مريم بالوقفة الجادة تجاه هذه المسلسلات ومطالبة القائمين عليها بتقوى الله عز وجل في هذه الأجيال، والتوقف الفوري عن هذا التشويه الذي آذى المرأة الخليجية وتسبب في نقل صورة فاسدة عنها للعالم.
وتؤكد الأستاذة دانية الطويل: على ضرورة دراسة مخرجات هذه المسلسلات وتقييمها وتبيان خطرها الشرعي والاجتماعي والأخلاقي وتحذير المجتمعات منها، وتقديم الصورة الإيجابية الحقيقية للمرأة الخليجية.
وتنادي المؤسسات المعنية للوقوف بحزم تجاه كل ما من شأنه تشويه صورة المرأة الخليجية وإظهارها بالمظاهر السلبية أمام المجتمعات الأخرى.
كما تختم الأستاذة مرفت عبدالجبار مشيرة إلى أهمية دور أصحاب الرأي والمثقفين وذلك عبر:
نشر الوعي من قبل المثقفين والمؤثرين وإيضاح أبعاد هذه المسلسلات وأثرها على المرة بشكل عام والجيل الجديد من النساء بشكل خاص.
ممارسة المرأة المثقفة لدورها التوعوي لمن حولها من أهل بيتها وزميلاتها وطالباتها وتوضيح أن دور المرأة في المسلسلات الخليجية ما هو إلا دور مصطنع بعيد وغريب على مجتمعنا.
وبعد هذا كله من المسؤول عن إيقاف مسلسل تشويه المرأة الخليجية وعلى من تقع مسؤولية تصحيح هذه الصورة المشوهة عنها؟
*تقرير أعده مركز باحثات لدراسات المرأة بالرياض


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.