من سلبيات الدراما العربية والخليجية أن ممثليها وقنواتها يغطون في سبات عميق طوال السنة وما يستيقظون إلا في رمضان! ولا أدري عن سر التواجد في هذا الشهر؟ كم هائل من المسلسلات والأعمال الدرامية، هذا الكم سيعرض في شهر واحد!! الدراما العربية مليئة بالسلبيات والأخطاء التي ترتكب في حق تاريخنا وقيمنا وعاداتنا، والمتابع لتلك الأعمال سيجد أنها أخطاء مقصودة وإلا فلم تكرر الأخطاء؟! ففي الأعمال التاريخية خاصة مسلسلات الصحابة وبغض النظر عن الرأي الفقهي في أصل العمل، لكن تستغرب من عمل يكلف الملايين ثم يظهر بأخطاء تاريخية تشوه تلك الصورة الذهنية عن الصحابي أو أي شخصية تاريخية! أما الدراما الاجتماعية «فصيحات» الفنانين والقنوات التي تنتج هذا العمل لا تنتهي، مسلسلات تحمل تصوراً سيئاً عن مجتمعاتنا الخليجية وتبرز الصورة السلبية بحجة أنها واقع.. فصورة الخليجي في المسلسلات.. عاق لوالديه، خائن لزوجته، تاجر أو متعاط للمخدرات، حرامي استولى على شركة أو أموال من وثق فيه.. ناهيك عن المشاهد التي لا تخلو من القبلات الساخنة والضم والملابس المتهتكة!! قبيل رمضان الناس في الخليج «يصرخون» من هذه الأعمال التي ستعرض يرون فيها تشويهاً ويرون فيها دعاية للفساد، وأنها مفاتيح للشر.. في كل عام تقدم أسوأ المسلسلات، وهذه السنة ثارت ضجة حول مسلسل يتحدث عن موضوع «زنا المحارم» وإن كان إخوتنا الكويتيين تبرأوا منه عبر تويتر وأنه لا يمثل البيئة الكويتية المحافظة، فحتى السعوديين «يا ما انكووا» من هذه الأعمال الدرامية يكفي كشاهد ما جاء على لسان أحد الفنانين لما اختلف مع زميله وافترقا، قال بالحرف الواحد: فلان يريد تشويه سمعة المجتمع السعودي!!!! فمشكلة المشاهد الخليجي مع الدراما أن المسلسلات صنعت في الخليج، وتعرضها قنوات تنتسب لنا، وتحظى برعاية إعلامية، وتدعمها شركات الخليجيين! فلو كانت مستوردة لقلنا فيها «إن وأخواتها»!! لكنها جاءت ممن ينتمون لنا، فلم يشوهون صورتنا؟ ويتعمدون الإساءة لقيمنا؟ والمشكلة أن هذا التشويه يمارس باسم الفن!! وباسم الحرية!! وباسم الإبداع!!! ما هي الرسالة التي تحملها قنواتنا التي تعرض هذه المسلسلات، ما الهدف من هذا العرض؟ أهي المادة فقط!! أم تغطية لفترة بث القناة!! أم مشاركة في التشويه والتخريب لمجتمعاتنا؟ متى يدرك الفنان المسلم والقنوات التي يمتلكها مسلمون أن رمضان شهر عبادة لا شهر إغراءات واستعراض للحسناوات! متى يدركون أن الفن قد يكون رسالة سامية لا صورة مبتذلة؟ الدراما الهابطة التي تعرضها القنوات الفضائية هدفها حرب قيم الفضيلة، وإلهاء الناس عن الفضيلة، فهم يريدون منا شيئاً والله تعالى يريد منا شيئاً.. قال تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا}.