قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: إن روسيا صعدت أمس من المواجهة بشأن سوريا وذلك بإعلانها عن إرسال قوات برية من المتطوعين للالتحاق بالقتال في سوريا، في وقت حذر فيه حلف شمال الأطلسي من اختراق الطيران الحربي الروسي للأجواء التركية. وأشارت الصحيفة إلى أن القوات البرية الروسية في سوريا قد تغير تماماً شكل الصراع هناك، الذي خلف 250 ألف قتيل وشرد نصف سكان البلاد منذ 2011م. وأضافت الصحيفة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سبق وتحدث عن أنه لن يرسل قوات إلى سوريا، إلا أن خطة إرسال متطوعين التي كشف عنها الاثنين يبدو أنها مشابهة لتكتيك روسيا الخفي في أوكرانيا عبر استخدام جنود تمكنوا من الاستيلاء على القرم في مارس 2014م ومساعدة المتمردين الموالين لموسكو شرق أوكرانيا. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين أمريكيين أن روسيا لديها بالفعل 600 عسكري على الأراضي السورية غير طاقم الطائرات والخيام المعدة لاستقبال نحو 2000 شخص في اللاذقية. واعتبرت الصحيفة أن إعلان روسيا عن أن قوات المتطوعين ستكون قريباً في سوريا أشعل التكهنات بقرب شن هجوم بري ضد الثوار هناك، عبر تنسيق غير مسبوق بين حلفاء بشار الأسد. وتحدثت عن أن الأهداف المحتملة للهجوم البري تشمل جيش الفتح الذي يهدد معقل النظام السوري على البحر المتوسط بعد سيطرته على إدلب شمال سوريا. وأشارت الصحيفة إلى أن التوقعات بأن التدخل العسكري الروسي في سوريا من شأنه أن يقوي "الراديكاليين" في الثورة السورية تبدو دقيقة، حيث أعلنت مجموعات ثورية معارضة لنظام بشار الأسد وداعش ومن بينها مجموعات مدعومة من أمريكا عدم مشاركتهم في أي عملية سلام ترعاها روسيا، متهمين موسكو باحتلال بلادهم، والبعض تعهد بالعمل عن قرب مع جبهة النصرة. وأبرزت الصحيفة دعوة علماء ودعاة بالمملكة للمسلمين والدول العربية بدعم الجهاد ضد بشار الأسد وداعميه الروس والإيرانيين، مشبهين الحرب السورية بالغزو السوفيتي لأفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي. وتحدثت عن أن بيان العلماء السعوديين جاء بعد إعلان الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا إشادتها بالقتال الروسي في سوريا والذي اعتبرته "معركة مقدسة". وقالت الصحيفة إن وجود قوات برية روسية بجانب الطائرات الحربية في سوريا يهدد بتقويض السياسة التركية نحو سوريا والتي تهدف لإنشاء منطقة آمنة بطول الحدود التركية مع سوريا حتى يتمكن بعض اللاجئين السوريين من العودة لبلادهم في المستقبل.