استمرت الصحف الأمريكية في تسليط الضوء على الحشد العسكري الروسي في سوريا، والذي زادت وتيرته خلال عطلة نهاية الأسبوع بشكل كبير. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها: إن روسيا زادت بشكل حاد من عدد طائراتها المقاتلة في قاعدة جوية بالقرب من اللاذقية السورية؛ مما يمنح قواتها قدرة جديدة على ضرب أهداف على الأرض. وأشارت إلى أنه خلال الأيام الماضية أرسلت روسيا نحو 12 طائرة من طراز "Su-24 Fencer"، و12 طائرة من طراز "Su-25 Frogfoot" القادرة على مهاجمة أهداف أرضية؛ مما يرفع عدد طائراتها في القاعدة إلى 28 طائرة حربية، وذلك نقلاً عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى. وأضافت أن عدد الطائرات الروسية المقاتلة كانت حتى قبيل عطلة نهاية الأسبوع 4 طائرات فقط تتمتع بقدرات القتال جو- جو في تلك القاعدة. واعتبرت "الصحيفة" أن إرسال مقاتلات روسية متقدمة قادرة على ضرب أهداف برية وأخرى قادرة على القتال جواً، فضلاً عن عدة أنظمة دفاع جوي في القاعدة الجوية القريبة من معقل العلويين يكشف عن هدف موسكو المتمثل في إقامة بؤرة عسكرية لها بالشرق الأوسط. وكشفت عن أن الطائرات محمية باثنين أو ثلاثة من أنظمة " SA-22″ أرض- جو المضادة للطائرات فضلاً عن طائرات بدون طيار غير مسلحة من أجل عمليات الاستطلاع والمراقبة. وذكرت "الصحيفة" أن روسيا لديها كذلك داخل القاعدة 15 طائرة نقل ومروحية، فضلاً عن 9 دبابات "T-90" وأكثر من 500 من مشاة البحرية. من جانبها قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية: إن روسيا وإيران صعدتا من تنسيقهما داخل سوريا في ظل تحركهما لحماية سيطرة بشار الأسد على معقله الساحلي على البحر المتوسط، وذلك وفقاً لمسؤولين في الولاياتالمتحدة والشرق الأوسط، مما يخلق تعقيداً جديداً لأهداف واشنطن الدبلوماسية. ونقلت "الصحيفة" عن مسؤولين أمريكيين أن دبلوماسيين روس وإيرانيين رفيعي المستوى وجنرالات ومخططين استراتيجيين أجروا سلسلة من المحادثات رفيعة المستوى في موسكو خلال الأشهر الأخيرة؛ لمناقشة الدفاع عن "الأسد" والحشد العسكري الروسي في سوريا. وأشار مسؤولون أمريكيون بوزارة الدفاع، الاثنين، إلى استمرار الحشد الروسي، حيث بدأت طائرات دون طيار روسية في عمليات المراقبة والاستطلاع فوق سوريا، فضلاً عن إرسال موسكو 24 طائرة حربية جديدة إلى سوريا. وأضافت "الصحيفة" أن معظم أنشطة روسيا وإيران في الأشهر الأخيرة تمركزت في منطقة اللاذقية الساحلية، معقل أسرة بشار الأسد والعلويين، التي تعرضت لضغط من قبل قوى الثوار شمالاً، معتبرة أن ذلك النشاط يهدد بقطع أوصال تلك المنطقة عن العاصمة دمشق. وذكرت أن جهود التنسيق شملت زيارة سرية قام بها الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس إلى روسيا، فضلاً عن زيارة قام بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لموسكو الشهر الماضي؛ لمناقشة مسألة سوريا وقضايا أخرى مع نظيره الروسي سيرجي لافروف. ونقلت "الصحيفة" عن المسؤولين الأمريكيين أن مستشارين عسكريين من الحرس الثوري الإيراني وجنوداً أرسلوا كذلك إلى اللاذقية، فضلاً عن جنود من حزب الله اللبناني. وأشار مسؤول دفاعي أمريكي إلى أن البنتاجون يعتقد أن زيارة "سليماني" لموسكو كانت مهمة جداً فيما يتعلق بالحشد الروسي في اللاذقية.