عجز الحاج إبراهيم عن إيجاد مكان ليحتفظ بال(49) حصاة التي جمعها من مزدلفة، بعد ساعات من وصوله لمشعر منى، لم يطل الوقت في التفكير بكيفية الاحتفاظ بتلك الحصى، حينما رأى ابنته الصغيرة تدخلها واحدة تلو الأخرى في (علبة الماء الصغيرة) التي انتهى في شرب ما بداخلها منذ لحظات، ليختارها وعاءً للحصى التي جمعها برفقة عائلته. لم تكن حالة هذا الحاج هي الوحيدة بين الحجيج، بل اقتدى الآلاف منهم به لتكون علب الماء حضناً لحصاهم ال(49) التي يرمونها لثلاثة أيام متواصلة على الجمرات الثلاث. وشكل صغر حجم علب الماء، وسهولة الاحتفاظ بها، عوامل مساعدة لتفضيلها على أي وعاء آخر يمكن أن يحتفظوا به بحبات الحصى الصغيرة التي جمعوها من مزدلفة بعد مبيتهم فيها. واختلفوا في عدد الحصى التي اختاروا أن يحتفظوا بها، فاكتفى البعض بجمع (7) حصوات من مزدلفة ليرموها في اليوم الأول، ويبحثوا عن ال(42) حصى الأخرى في مشعر منى، فيما حرص آخرون على أن يجمعوها مرة واحدة من مزدلفة، ليرموها على الجمرات الثلاث التي تبدأ بالكبرى (العقبة) في اليوم العاشر، فيما يرمون الجمرات الثلاث (الكبرى، الوسطى، الصغرى) في يومي الحادي عشر والثاني عشر.