بدأ حجاج بيت الله الحرام مبكرًا في جمع الحصوات لرمي الجمار، حيث حرص الكثير منهم على تجهيز حصوات الرمي، ووضعها في اكياس وقوارير مياه لحفظها حتى اليوم العاشر أول أيام رمي الجمار والأيام التي تليه. وكانت أوعية الحجيج التي خصصت لحفظ هذه الحجارة قد حوت من الحجارة ما يكفي لرمي الجمار في الأيام الثلاثة، وتصل إلى 49 حصوة للمتعجل و70 للمتأخّر. وبدت أوعية بعض الحجيج تمتلئ بما يزيد عن العدد المطلوب لرمي الجمار. وأرجع الحاج لطفي قارة من تركيا سبب جمع حصوات أكثر من باب الاحتياط، وإمداد المحتاج بالحصوات وقت الرمي؛ لأن البعض يفقد ما جمعه بسبب الازدحامات التي تحدث على أرض الجمرات، وخاصة في الأيام الأولى من نفرة الحجيج من مزدلفة إلى منى صبيحة يوم العيد. واكتفى عدد من المعتمرين بجمع الحجارة من الأماكن القريبة من فنادقهم، حيث تسلّق عدد منهم الجبال، وجمعوا ما يحتاجونه من حصوات، وعمد البعض منهم إلى تكسير وتفتيت بعض الحجارة ليوازي حجمها الحمصة؛ لتناسب ما يصلح أن يرمى به الجمار، وقد شهدت منطقة العزيزية صورًا لهؤلاء وهم منتشرون على طرقاتها، وجبالها لجمع حصوات الرمي، وكانت فترة العصر والصباح هي الفترة الأكثر لخروجهم لجمع الحصوات، وفي المقابل حرص البعض من الحجيج جمع هذه الحصوات من مشعر منى ومزدلفة. وقال المطوف عثمان خان من مؤسسة حجاج آسيا إننا نقوم بتوصيل الحجاج الى مشعر مزدلفة لجمع الحصوات، ونشرف على ذلك بأنفسنا، إضافة إلى مساعدة كبار السن في جمع حصواتهم، وإيجاد مَن يرمي عنه إذا عجز عن ذلك، مؤكدًا أن المؤسسة ممثلة في مكتب 84 أقامت دورات توضيحية عن منسك الحج، والإجابة عن استفساراتهم. من جانبه قال الدكتور عبدالله المصلح رئيس هيئة الإعجاز العلمي برابطة العالم الإسلامي إنه ينبغي للحاج أن يجمع حصوات رمي الجمرات من مشعر مزدلفة ومنى، أو الطريق الذي بينهما، وفي ذلك اقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. وأشار إلى أنه لو كانت هناك حجارة نقلت إلى مشعر مزدلفة، أو منى من خارجها، وهو لا يعلم عنها شيئًا فهي تُعدُّ من حجارة منى ومزدلفة، ونوّه بأن يجمع الحجاج حصوات الرمي من مشعر مزدلفة تأسيًا واقتداءً بسنّة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.