كشفت مصادر أمنية كويتية عن أهم التفاصيل التي قادت أجهزة وزارة الداخلية (قطاع الأمن الجنائي) إلى ضبط أعضاء الخلية الإرهابية المرتبطة بحزب الله، وعن أهم الاعترافات التي أدلى بها المتهمون في القضية الذين سيحالون إلى النيابة العامة بتهم تتعلق بالتخابر وتلقي أموال من دولة أخرى للإضرار بأمن الدولة، إلى جانب حيازة أسلحة وذخيرة ومواد متفجرة وجلبها من الخارج بمعاونة آخرين، بحسب "الأنباء". وقالت المصادر إن أبرز الخيوط لضبط الخلية الإرهابية وما بحوزتها من أسلحة ومتفجرات جاء عقب معلومات وردت إلى قطاع الأمن الجنائي ممثلاً في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وتضمنت تلك المعلومات شكوى في شخص يتاجر في المواد المخدرة وأنه يذهب بشكل متكرر إلى العراق لعقد صفقات والعودة إلى البلاد وأنه ربما يجلب مواد مخدرة بحوزته. وأضافت المصادر: أجرى رجال المباحث الجنائية تنسيقاً مع أحد المصادر داخل منفذ العبدلي حيث طلب منه إبلاغ رجال المباحث حال وصوله إلى البلاد وبالفعل تجاوب المصدر وأبلغ رجال المباحث عن وصول الهدف ليتم تتبعه حتى دخل إلى المزرعة التي كانت وراء ضبط هذه الكمية الضخمة من الأسلحة. وقالت المصادر: دخلت قوة المباحث إلى المزرعة ولم تجد أي مواطن بداخلها وإنما وجدت آسيويين يعملون داخل المزرعة فما كان من رجال المباحث إلا أن لجؤوا إلى مباغتة الآسيويين والضغط عليهم للخروج بأي معلومة عن مكان تواجد المخدرات أو أي ممنوعات أخرى، فأنكر الآسيويون في البداية معرفتهم لأي معلومات، إلا أنهم بعد فترة من الوقت أبلغوا رجال المباحث بأنهم يشاهدون صاحب المزرعة يدخل إلى داخل إحدى الغرف وأنهم يرجحون أن يكون المخبأ الذي يبحث عنه رجال المباحث في أحد أطرافها. ومضى المصدر بالقول: تمت الاستعانة بإدارة الأثر للبحث عن المواد المخدرة ليتم العثور على المخبأ السري، والذي تم بداخله إخفاء كميات هائلة من الأسلحة والقنابل والقذائف والمواد المتفجرة من نوعي TNT وPe4. وأشار المصدر إلى أن رجال المباحث انتقلوا فور اكتشافهم هذا الكم الكبير من المواد المتفجرة والأسلحة إلى منزل راعي المزرعة في منطقة الرميثية، وقاموا بإبلاغه بأنهم اكتشفوا ترسانة من الأسلحة في مزرعته. وأمام هذا الأمر لم يجد المواطن سوى الاعتراف صراحة بكل شيء بما في ذلك العناصر التي جندها وهم 3 مواطنين، وكذلك أماكن أخرى لتخزين الأسلحة وإخفائها، ما أدى إلى كشف كمية أخرى من الأسلحة داخل المزرعة وأخرى مخزنة في منزله ومخزن آخر للسلاح في منطقة عبدالله المبارك قطعة 2. بعد ذلك، انطلق رجال المباحث إلى منطقة عبدالله المبارك، حيث عثروا بداخل المنزل على ترسانة أخرى من الأسلحة والذخيرة وتبيّن أن صاحب المنزل قام بإجراء تعديلات على بناء المنزل من الخارج، بحيث لا يتم رصده من الخارج خلال قيامه بتسلم الأسلحة والذخيرة وللحيلولة دون رصد أي تحركات يقوم بها في هذا الشأن. وعن اعترافات المتهمين، قالت المصادر: أنها كانت مهمة للغاية وكشفت علاقة المتهمين بحزب الله اللبناني حسب اعتراف المتهمين، خاصة الأول والثاني والثالث، بأنهم سافروا إلى لبنان لأكثر من مرة وأنهم كانوا يحرصون على عدم التوجه مباشرة إلى لبنان للقاء قيادات في حزب الله. وإنما كانوا يتجهون إلى دول أوروبية ثم يتوجهون من هذه الدول إلى لبنان، بحيث لا تظهر في سجلات سفرهم تكرار سفرهم إلى لبنان بصورة كبيرة، كما اعترف المتهم الأول بأنه التقى بقيادات فاعلة في حزب الله في العام 1996، وفي هذه الفترة تم تجنيده وإعطاؤه مبالغ مالية تجاوزت ال 100 ألف دولار، كما أقر بقية المتهمين بسفرهم إلى لبنان وتلقيهم مبالغ مالية، وتبين من التحقيقات أن المتهم الأول هو من جند بقية الموقوفين. وبحسب اعترافات المتهمين أمام رجال المباحث الجنائية، فإن جزءاً من الأسلحة والمضبوطات كان من مخلفات الاحتلال، حيث قام المتهم الأول بتجميع الأسلحة والذخيرة عقب الاحتلال مباشرة بهدف الاتجار بها لاحقاً، ثم أقام مخزناً له، وهناك جزء آخر من الأسلحة تم تهريبه إليه وإلى زملائه الذين جندهم، وذلك عن طريق البر، كما جاءت كميات من المتفجرات عن طريق البحر عبر وضعها في عبوات حافظة كما يحدث في تهريب المخدرات وتركها في أماكن معينة لينطلق المتهمون بعد ذلك إلى مكان المتفجرات باستخدام تقنية ال GPS. وبحسب الاعترافات للمتهمين بشأن إذا ما كانوا قد تلقوا تدريبات على استخدام الأسلحة وتخزينها وأعداد مواد متفجرة من خلال المواد التي بحوزتهم، قالوا إنهم بالفعل تلقوا دورات في لبنان على كيفية التعامل مع الأسلحة بأنواعها. وأكد مصدر أمني أن جهاز أمن الدولة شرع بدءاً من يوم أمس الأول في عملية دهم وضبط عدد من الأشخاص الذين لهم علاقة بإدخال وتهريب هذه الأسلحة إلى داخل الكويت، مشيراً إلى أن التحقيقات سوف تطول جميع الأشخاص الذين لهم علاقة بالقضية، ورجح مصدر أن تتشعب القضية ويحال العشرات على إثرها إلى النيابة لاحقاً. وقالت مصادر أمنية إن المباحث الجنائية داهمت منزلين بمنطقة الجابرية بحثاً عن أسلحة لدى شخصين تبين من خلال التحقيقات تورطهما مع خلية العبدلي. وتم إلقاء القبض على أحد الشخصين المطلوبين فيما توارى المطلوب الثاني، وهو مسن، وجارٍ البحث عنه.